همسات مسلمة

شكراً: 4,865

تم شكره 5,050 مرة في 2,081 مشاركة

2-اكتشاف حتمية حركة الأفلاك:

كان لجهود نيوتن وكوبر نيقوس أثر كبير فى اكتشاف القوانين التى تحكم مسار الكواكب والتوصل إلى أن هذه الحركة آلية وحتمية أدى إلى نقل التفسير الجبرى لسلوك الإنسان.


3-اكتشاف الحتمية فى علم الحياة:


اعتقد العلماء أن الجسم الحى بخلاياه الأساسية لا يخضع لأية قيود حتمية ولكن الاكتشافات العلمية الحديثة أثبتت خطأ هذا الاعتقاد وخاصة بعد ظهور علم الكيمياء العضوية فالخلية الحية هى نتاج حتمى لعدة تفاعلات كيميائية تخضع بقوانين محدودة.


4-إتساع التفسير الآلى للسلوك الإنسانى:


ونلاحظ ذلك فى علم النفس فيما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر عندما بدأ علماء النفس يستخدمون مناهج البحث التجريبية فى دراسة السلوك الإنسانية

حيث يتضح ذلك فيما يلى:-

أ‌- أسس فونت 1879 أول معمل تجريبى لعلم النفس وكانت تلك مقدمات التفسير الآلى لسلوك الإنسانى وارتباطه بالتفسيرات الفسيولوجية للجسم.



ب‌- المدرسة السلوكية: تمثلت فيها الآلية التجريبية عندما رد أنصارها الظواهر النفسية إلى مجموعة من السلوك الحتمى المترتب على علاقات آلية من الجهاز العصبى يتمثل فى المثير – رد الفعل وأصبح السلوك نتاجاً حتمياً لعوامل مادية وأسباب جسمية مما أدى إلى إنهيار حرية الإرادة الإنسانية.



ج- نظرية التطور عند دارون التى تجعل للكائن الحى دخلاً فى اختيار شكله.



د- قوانين الوراثة عند مندل التى أكدت أن نسل الإنسان وتطوره محكوم بقوانين محددة لا دخل له فيها.
ورأى هيوم فى الجبرية يعد تعبيراً صادقاً عن هذا الاتجاه فى القرن الثامن عشر.

الجبرية عند ديفيد هيـوم

وتتلخص فيما يلى :


1- النظرة الآلية الحسية للمعرفة :

ولأن هيوم عاش فى إنجلترا فى منتصف القرن الثامن عشر انعكست الاتجاهات التجريبية المادية التى كانت سائدة فى عصره على فلسفتة ولذلك كان من أبرز دعاة التجريبية الحسية وإشتهر بدراساته العميقة للمعرفة البشرية والأفعال الإنسانية والتى تستند إلى مبدأ الضرورة الألية.


2-المعرفة البشرية وتداعى المعانى والسببية:


أ‌- انتهى هيوم من تحليله للمعرفة البشرية إلى أن الأفكار الكلية العقلية المجردة الموجودة فى العقل مستخلصة من أشياء جزئية مادية أدركناها بالحواس من العالم الخارجى وبذلك يصبح الفكر صورة عقلية للمدركات الحسية أى أن الضرورة الحسية المادية تتحكم فى الفكر المعنوى داخل العقل.

مثـــــــــــال:مفهوم طائر فى حقيقته مستخلص من أشياء جزئية مادية أدركناها بالحواس مثل عصفور- هدهد – غراب.

ب- قانون تداعى المعانى :

وهناك ضرورة أخرى تتحكم فى إدراكنا للأشياء وهى قانون تداعى المعانى أى أن إدراك معانى الأشياء الخارجية ليس عشوائيا وإنما يخضع لعوامل معينة تؤدى إلى تسلسل الأفكار مثل التشابه والترابط والتسلسل مما يجعل معنى معين يؤدى بنا إلى معنى أخر مرتبط به.
وتشبه قوانين تداعى المعانى قوانين الجاذبية لأنها تتسم بصفة الحتمية التى تجعل وظيفة العقل تقبل المدركات الحسية وتكوين المعانى منها بطريقة آلية. ج- موقف هيوم من السببية :

ينفى هيموم فكرة الضرورة العقلية العلية (السببية) من العالم الخارجى ويرى أنها مجرد عادة عقلية فقط نشأت نتيجة تعاقب بعض الظواهر فى ترتيب معين أى أنها تحدث نتيجة للتشابه والتكرار. وهذا التعاقب اليا جعلنا نعتقد خطأ وجود السببية.
مثــــــــــــال: تكرار حدوث البرق والرعد والمطر يجعلنى
أظن خطأ أن البرق والرعد هى سبب المطر.



ألية وحتمية الأفعال الإنسانية:

أ‌- ترتب على الأفكار السابقة أن قرر هيوم أن الأفعال الإنسانية آلية أيضاً ولا تحدث نتيجة وجود إرادة حره وإنما تخضع لظروف الجسم والإدراك والعالم الخارجى، والأفعال العقلية الإرادية لا يمكن أن تكون محرك للأعضاء المادية فى الجسم وإنما تكون نتاجاً لنشاط الجسم والحواس.



ب‌- الحرية المزعومة للفعل الإرادى هى فى حقيقتها عمل طبيعى آلى تحكمه أحداث محسوسة تتمثل فى علاقة ضرورية قائمة بين البواعث (الدوافع) من جهة والأفعال والتحكم فيها.
· والعلاقات الضرورية بين البواعث والأفعال تؤدى إلى نتائج حتمية فى سلوك الإنسانية.

مذاهب الجبرية فى العصر الحاضر

المادية الجدلية

ظروف وعوامل نشأة المادية الجدلية والدعوة للجبرية :

أولــاً: ظروف النشأة: ظهرت مذاهب الجبرية فى أوربا ومعها مذاهب الحرية وإزدهار مذاهب الحرية فى العالم الغربى المعاصر فى أوربا وأمريكا بينما تقلصت مذاهب الجبرية فى أوربا وبدأت تنتقل من أوربا إلى روسيا فى أوائل القرن العشرين وأرتبطت بقيام الثورة الشيوعية فى روسيا 1917 وبداية التطبيق العلمى لمبادئ المادية الجدلية فى مختلف شئون الحياه والمجتمع.



ثانيـــــاً: قامت العوامل التى أدت إلى ظهور الجبرية فى روسيا:

1- العوامل الإقتصادية :
___________________

نتيجة للانقلاب الصناعى فى أوربا ظهر النظام الراسمالى القائم على حرية العمل والإنتاج ولكن تطرفت الرأسمالية الجديدة فى ممارسة تلك الحرية الاقتصادية أدى إلى عيوب كثيرة أهمها

تقسيم المجتمع إلى طبقتين:

أ- طبقة الملاك أصحاب رؤوس الأموال أو الرأسمالين ويمثلون القلة ويتحكمون فى وسائل الانتاج من مصانع وشركات.

ب- طبقة الغالبية من أفراد الشعب وهم الأجراء المعدمين من الملكية ويعملون كأجراء فى تلك المصانع مقابل قوت يومهم، وترتب على ذلك الفساد والتزمر بين أفراد الشعب لأن الحرية الفردية عادت بالفائدة على الأقلية الراسمالية وأضرت بالغالبية العظمى من العمال الذين يمثلون غالبية أفراد الشعب.


وقد حمل (كارل ماركس و فردريك أنجلز) وهم من أشهر مفكرى الأشتراكية فى العصر الحديث لواء نقد المساوئ الناجمة عن النظام الرأسمالى المتطرف ووصلا من نقدهما إلى أن علاج المساوئ يتم بتنفيذ الحرية الفردية والقضاء على النظام الراسمالى وذلك بتحريم ملكية الأفراد ولوسائل الإنتاج وجعلها ملكية عامة للدولة وبذلك تعود الفائدة على الشعب دون أن تقتصر على قلة من أفراد الشعب.

وقد بدأ ( فلاديمير لينين) بتنفيذ هذه المبادئ والأسس عملياً فى روسيا بعد قيام اللثورة الشيوعية عام 1917.


2- العوامل السياسية :
____________________

القضاء على الراسمالية والحد من الملكية الفردية وجعل وسائل الإنتاج عاما للدوله يتطلب بالضرورة وجود نظام سياسى قوى يحكم المجتمع بقبضة من حديد ومن هنا أصبح التلازم ضروريا بين الدكتاتورية كنظام سياسى والأشتراكية المتطرفة (الشيوعية) كنظام اقتصادى.
ولذلك عندما قامت الثورة الشيوعية فى روسيا أصبحت طبقة العمال مسيطرة على شئون الدولة وهو ما يعرف بديكتاتورية البروليتاريا أى الطبقة العامة.