فلما رأت السيدة المكية ان غلامها قد باع نفسه لله ووقف حياته لطلب العلم ...
تخلت عن حقها فيه واعتقت رقبته تقربا لله عز وجل , لعل الله ينفع به الاسلام والمسلمين ...
ومنذ ذلك الحين اتخذ عطاء بن ابي رباح المسجد الحرام مقاما له ...
فجعله داره التي ياوي اليها ...
ومدرسته التي يتعلم فيها ..
ومصلاه الذي يتقرب فيه إلى الله بالتقوى و الطاعة ....
حتى قال المؤرخون : كان المسجد فراش عطاء ابن ابي رباح نحوا من عشرين عاما .
ولقد اخذ من الصحابة الكرام وهم (( ابي هريره , وعبد الله بن عمر , عبد الله بن عباس , وعبدالله بن ابي الزبير, وغيرهم من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم اجمعين ))
فقد روي ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أم مكة معتمرا ،فأقبل الناس عليه يسالونه , و يستفتونه، فقال :
اني لاعجب لكم يا اهل مكة ...
أتجمعون لي في المسائل لتسألوني عنها وفيكم عطاء ابن ابي رباح ؟ !
وقد وصل عطاء بن ابي رباحإلى ما وصل اليه من درجه في الدين والعلم بخصلتين اثنتين :
أولاهما : انه أحكم سلطانه علي نفسه، فلم يدع لها سبيلا لترتع