روائع من الدرر النفيسة
محمد العوضي
في التَاريخ الاسلامي لم يَكن هُناك إلا ستة مُفسرين للأحلام ..
أما اليوم ففي كُل حيٍّ عشرةُ مفسرين !
حدث لي البارحة وأنا أحضن أطفالي بعد غياب وإذا بالقارئ يتلو
أستاذ من أساتذتنا في جامعة المنصورة قد ابتلاه الله بمرض في قلبه – أسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين – وسافر إلى لندن للعلاج وهنالك قرر الأطباء له جراحة عاجلة .
قال لي : فصممت أن أرجع إلى بلدي لأوصي بما أريد ولأودع أهلي وأحبابي..
قال: وقبل السفر كنت أجلس مع زميلٍ لي في مكتبه الخاص ، وفي الجهة المقابلة أرى رجلاً جزاراً يبيع اللحم ، ثم لفت نظري امرأة عجوز تجمع ما وقع على الأرض من دهن وعظم ..
قال : فخرجت إليها وناديت عليها : تعالي يا أماه ، ماذا تصنعين ؟
قالت : يا ولدي عندي ست بنات والله ما ذاقوا اللحم منذ ستة أشهر ، وأنا أجمع لهم ما وقع على الأرض ..
قال : فبكيت ورقّ قلبي ، ونحن نرمي بقايا اللحم في سلة المهملات كل يوم تقريباً حتى أصِبْنا بالتخمة والأمراض ..
قال : فقلت لهذا الرجل : أعطها ما تريد من اللحم ..
ثم قلت لها : كم تحتاجين ؟
قالت : ما أحتاج إلا كيلو فقط ..
قال : ثم أخرجت له مالاً لمدة سنة كاملة مقبلة ، بحيث تأتيه المرأة فتأخذ منه كل أسبوع ما تريد من اللحم ..
قال: فوضعت المرأة ركبتيها على الأرض ورفعت رأسها ويدها إلى السماء وتضرعت إلى الله بكلمات وهي تبكي ...
يقول : هزّت قلبي ، بل وخلعت قلبي من أعماقي ..
قال: وعدت إلى صديقي وأنا أرتجف من دعوات هذه المرأة الصالحة ..
قال : وبعد قليل عدت إلى بيتي فاستقبلتني ابنتي الجامعية فقالت : ما شاء الله أراك نشيطاً سعيداً يا أبي ، ماذا جرى ؟
قال : فقصصت عليها ، فبكت ابنتي هي الأخرى ورفعت رأسها إلى السماء وقالت : اللهم أسعدنا بشفاء مرض والدنا كما أسعد المرأة وبناتها .
واستجاب ربك جل جلاله لدعاء هذه المراه العجوز وهذه البنت الصالحة .
يقول الشيخ محمد حسان : يقسم لي بالله ما مرّ أسبوع إلا وأنا أشعر بتغير كامل
قالوا : لابد من السفر لنطمئن ..
قال : وهنالك سمعت العجب العجاب ، سمعت الطبيب الذي كان مشرفاً على دوائي وعلاجي وجراحتي ، ينظر إليّ وينظر إلى الفحوصات السابقة ثم ينظر إليّ ويقول : هذه أوراقك ؟! هذه فحوصاتك ؟!
فيعيد الفحص والكشف ثم يصرخ ! قال: ماذا صنعت ؟ ما الذي جرى ؟ أنا لا أرى أثراً لمرضك على الإطلاق ، ماذا فعلت ؟ !!!!!
قال : تاجرت مع ((( الله ))) عز وجل
فشفاني((( الله ))) سبحانه وتعالى .
يقول الشيخ محمد حسان : لا تستهن بالصدقة ، لا تستهن بالمعروف ، لا تحقرن من المعروف شيئاً .
ولا تنسو قول الرسول الكريم داوو مرضاكم بالصدقه
أخي .. لقد دخلت امرأة النار في هرّة ، ودخلت بغيّ الجنة في كلب ! قدمت معروفاً إلى كلبٍ يلهث الثرى من العطش فغفر الله عز وجل لها بذلك !