الخصبة عن: الفتن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله وكفا والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى اله وصحبة ومن اقتفا اما بعد :
اوصيكم ونفسي بتقوى الله يقول الله تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ )
عباد الله: لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن "
واننا في زمن كثرت فيه الفتن فعلى العبد المؤمن ان يحذر من الفتن ويسعى جاهدا في البعد عنها والتخلص منها وعدم الوقوع فيها والتعوذ بالله تبارك وتعالى من شرّها ما ظهر منها وما بطن.
وفي هذه الخطبة انبه على نقاط مهمة واسس عظيمة مستقاة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من التزمها حفظ بإذن الله من الفتن
عباد الله: وإن أهم ما تُتَقَى به الفتن ويتجنب به شرها وضررها، تقوى الله جلّ وعلا وملازمة تقواه في السر والعلانية ، والله تعالى يقول: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب )(
وتقوى الله جلّ وعلا: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله".
ومن الضوابط المهمة لاجتناب الفتن، لزوم الكتاب والسنة والاعتصام بهما فإن الاعتصام بالكتاب والسنة سبيل العزّ والنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة،
عباد الله: وإن من الضوابط العظيمة لاتقاء الفتن وتجنبها، الرفق والأناة وعدم العجلة وعدم استعجال العواقب والتأمل والنظر في عواقب الأمور،جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إنها ستكون أمورمشتبهات فعليكم بالتُؤَدَة"، أي عليكم بالأناة والبعد عن العجلة، قال: "فعليكم بالتُؤَدة فإنك أَن تكون تابعا في الخير، خيرٌ من أن تكون رأسا في الشر".
وإن من الضوابط المهمة التي يحصل بها اتقاءُ الفتن واجتناب شرها، لزوم جماعة المسلمين، والبعد عن التفرق والاختلاف، فإن الفرقة شرٌ والجماعة رحمة،
عباد الله: وإن من الضوابط العظيمة التي يلزمُ مراعاتها لاتقاء الفتنة واجتناب شرها، الأخذ عن العلماء الراسخين والأئمة المحققين وترك الأخذ عن الأصاغر من الناشئين في طلب العلم والمقلّين في التحصيل منه، يقول صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داوود وغيره: " البركة مع أكابركم "
إن من الضوابط المهمة لتجنب الفتن، حسنُ الصلة بالله و الاكثار من العبادة من صلاة وصيام صدقة و غيرها من العبادات يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (العبادة في الهرج كهجرة الي) واخيرا عليكم بالدعاء فإن الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة، قال عز وجلّ: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
وإنا لنسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنب المسلمين الفتنَ ماظهر منها وما بطنَ وأن يحفظ على المسلمين أمنهم وإيمانهم وأن يقيَهُم الشرور كلّها
وصلوا وسلموا رحمكم الله على إمام الخلق والداعي إلى صراط الله المستقيم كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،إنك حميد مجيد،وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبى بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك ياأكرم الأكرمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحمِ حوزة الدين ، اللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن ،ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون