رد المعتزله على ذلك بأن الله سبحانه وتعالى عندما خلق العبد خلق فيه القدرة المحدودة لكى تساعده على تنفيذ التكليفات والأوامر الإلهية ولكى يكون الله عادلاً عندما يثيب المطيع ويعاقب العاصى.
الاشعرية والتوسط بين الجبرية والحرية
*** أبو الحسن الأشعرى ***
ظروف نشأتها وموقفها العام
1- تنسب فرقة الأشعرية إلى أبو الحسن الأشعرى الذى يعتبر من كبار المدافعين عن أهل السنة مع عدم إغفال الفرق الإسلامية الآخرى كالمعتزلة.
2-اختار الأشعرى موقف الاعتدال والتوسط فى مشكلة الحرية فهو يرى أن الإنسان مسير ومخير فى نفس الوقت فقد جمع المزايا والحجج المقبولة عند كل من الجهمية والمعتزله وأخرج نظرية معتدله تعرف بنظرية الكسب.
3- ومن مبررات التوسط والاعتدال عند الأشعرى أنه عاش وعاصر المنازعات التى نشأت بين الفرق الإسلامية حتى كفر بعضهم البعض وتحاربوا مع بعضهم البعض مثل الشيعة والخوارج – والمرجئة – الجبرية – المعتزله ... إلخ.
4- هذه المنازعات والحروب أدت إلى تشتيت عقول المسلمين حتى أصبح من الصعب معرفة الحقيقة فى هذا الجو المتلاطم بالأفكار حتى كاد غالبية المسلمين يفقدوان الثقة فى أصحاب هذه الفرق المتنازعة وهذا ما دعا الأشعرى إلى موقف التوسط والاعتدال لجمع كلمة المسلمين وتوحيد فكرهم.
نقد الأشعرية لموقف الجهمية فى الجبر والمعتزلة فى الحرية
_
الجهميــة
العيوب: بدأ الأشعرى بنقد موقف الجهمية فى تطرفهم فى سلب العبد حريته لأن هذا يعنى سقوط التكليف والجزاء
_المعتزلــة
أنهم جعلوا العبد خالقاً لأفعاله مثل الله تعالى وفى هذا شرك بالله.
المزايا: فهى أنهم أرادوا أن يجعلوا الله هو الخالق الوحيد وتنزيهه عن كل شيئ منعا للشرك بالله فى الخلق
_المعتزلــة
ووضح ميزتهم فى أن الحرية تبرر نزول التكليفات من الله والثواب والعقاب وهو ما يعرف بالعدل لألهى، إذا أن عدل الله يستلزم أن تكون للإنسان إرادة حرة.
_________________________
نقد الأشعرية لموقف الجهمية فى الجبر والمعتزلة فى الحرية
· ووضع الأشعرى نظرية جديدة لتفسير حرية الإرادة الإنسانية طرح فيها جانبا عيوب كل من الجهمية والمعتزلة وجمع مزاياهم فى مذهب يتوافق مع أحكام الدين ونصوص القرآن وتعرف باسم نظرية كسب الأفعال أو الكسب.
_____________________________
س: ما المقصود بالكسـب ؟
الكسب معناه الأقتران أو التلازم بين إرادة العبد ورغبته من جهة وخلق الله تعالى لأفعال هذا العبد من جهة أخرى حيث يصبح الفعل مكتسب للعبد حسب إرادته ونيته دون أن يكون خالقه فالله وحدة هو الخالق لأفعال العباد لأنه الخالق الوحيد فى الوجود ولكنه لا يخلقها للعبد إلا إذا أراد العبد ذلك أما إذا لم يرغب العبد عمل شيئ فإن الله لا يخالق له هذا الفعل.
- وحرية الفرد عند الأشعرية تتمثل فى اختيار الفعل ويترتب على هذا الاختيار أن يتحمل الفرد مسئولية أفعاله وكذلك التعرض للثواب والعقاب.
ومثال ذلك:
- إذا أراد العبد أو كانت له نية عمل فعل شرير مثل قتل أو سرقة فإن الله تعالى يهيئ لهذا الفرد كافة الإمكانيات التى يمكنه بواستها تنفيذ هذا الفعل.
- وإذا رغب عبد أخر فعل خير مثل مساعدة إنسان أو الإحسان إليه فإن الله يخلق لهذا العبد أفعاله التى تتفق مع رغبته الخيرة ويكون الله خالق للفعل حسب نية العبد ويحق لله سبحانه وتعالى أن يعاقب الأول لمخالفته لأوامر الله ويثيب الثانى لطاعته لأوامر الله بكل إرادته ورغبته أى أن الثواب والعقاب يرتبط برغبة العبد وإرادته.