عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-07-2012, 05:04 PM
الصورة الرمزية حكم القدر
حكم القدر حكم القدر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
شكراً: 313
تم شكره 87 مرة في 39 مشاركة

حكم القدر عضوية تخطو طريقها









Oo5o.com (20) إياك و اللعن أخي المسلم

 
واللعنة بمعناها الشامل المتضمن الطرد من رحمة الله - تعالى - تمثل

أحد مظاهر هذا الاندفاع المذموم الذي تصدى له النبي - صلى الله عليه

وسلم - في منهجه التربوي بالعديد من المناهي والتوجيهات فيقول -

صلى الله عليه وسلم -: «إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة»، «ليس

المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء»، «لا ينبغي لصديق

أن يكون لعاناً»، «لا يكون المؤمن لعاناً»، «لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه

ولا بالنار»، أي لا تدعوا على الناس بما يبعدهم الله من رحمته إما صريحاً

كما تقولون (لعنة الله عليه) أو كناية كما تقولون (غضب الله) أو (أدخله

الله النار) وقوله - صلى الله عليه وسلم - «لا تلاعنوا» من باب عموم

المجاز لأنه في بعض أفراده حقيقة وفي بعضها مجاز وهذا مختص


بمعين، لأنه يجوز اللعن بالوصف الأعم كلعن الكافرين وبالأخص كلعن

اليهود والمصورين والكافر المعين الذي مات على الكفر كفرعون وأبي جهل.

وعن زيد بن أسلم أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد

(جمع نجد وهو متاع البيت الذي يزينه من فرش ونمارق وستور) من

عنده فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه

أبطأ عليه فلعنه فلما أصبح قالت له أم الدرداء سمعتك الليلة لعنت

خادمك حين دعوته، سمعت أبا الدرداء - رضي الله عنه - يقول قال

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يكون اللعانون شفعاء ولا

شهداء يوم القيامة» أي لا يشفعون يوم القيامة حين يشفع المؤمنون

في إخوانهم الذين استوجبوا النار ولا يكونون شهداء يوم القيامة على

الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات، وقيل لا يرزقون الشهادة في سبيل الله.

وعن ثابت بن الضحاك - رضي الله عنه - قال (لعن المؤمن كقتله..) أي

في التحريم أو العقاب أو الإبعاد، إذ اللعنة تبعد من الرحمة والقتل يبعد

من الحياة الحسية، ولعل في هذه الكثرة من الأحاديث النبوية ما يؤكد

خطورة أمر اللعنة، وضرر المجازفة الحمقاء في طرد الآخرين من رحمة

الله في غرس معاني الكره والنفرة في الوقت الذي ينبغي أن يكون فيه

المجتمع الإيماني متماسكاً برباط المودة والحب، وأفراده كالبنيان

المرصوص يشد بعضه بعضاً، بل تتجلى جدية الرسول - صلى الله عليه

وسلم - في نزع جذور هذه الآفة من النفوس في أكثر من موقف مع

أصحابه الكرام فتارة مرشداً وتارة مستنكراً وتارة معاقباً.

قال جرموز الهجيمي: قلت يا رسول الله أوصني قال: «أوصيك أن لا تكون

لعاناً»، أي أن لا تلعن معصوماً، فيحرم لعن المعصوم المعين فإن اللعنة

تعود على اللاعن وصيغة المبالغة هنا غير مرادة.

وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه

وسلم -: «إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب

السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يميناً

وشمالاً فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلاً وإلا

رجعت إلى قائلها».

-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

التوقيع :
اتمنى لكم اتوفيق




رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ حكم القدر على المشاركة المفيدة: