بفضل الله سبحانه وتعالى استطاع
المصريون حساب كل خطوة يخطونها فى تلك المرحلة الحرجة،
وكان سلاحهم الفتاك السرية التامة ،والأوامر الحازمة ،والدقة المتناهية ،
لقد احتفظوا بهذا السلاح إلى ما قبل الحرب بساعات .
بالطبع سمعتم جميعا عن خط بارليف وتسمعون المصريين دائما يفتخرون بأنهم قد حطموا خط بارليف،
لقد كان خط بارليف عبارة عن أنابيب ضخمة جدا موضوعة على طول قناة السويس ولا تحتاج إلا لضغطة زر حتى
تحيل سطح القناة إلى جحيم وتحرق كل ما يطفو عليها ، بمعنى أنه لو حاول المصريون عبور القناة
فسيلاقون مصيرهم المحتم.
ولكن هذا لم يكن ليخدع المصريين حيث أنهم زرعوا جاسوس فى قلب إسرائيل لمعرفة ما هية هذه الأنابيب
_ ولهذا الجاسوس قصة رائعة لا يسعنا ذكرها _ المهم توصل المصريون إلى مادة
سريعة التصلب وقوية جدا ، وانطلق مجموعة من الأبطال فى صباح يوم السادس من أكتوبر سنة 1973
وتخفوا عند عبورهم القناة حتى وصلوا إلى تلك الأنابيب الضخمة وصبوا المادة سريعة التصلب داخلها
وما إن انتهوا من عملهم حتى بدأ بقية الأبطال فى نقل المعدات والأسلحة على سطح القناة
وعندما اكتشف الإسرائيليون هذا لجأوا إلى سلاحهم الفتاك أو بمعنى أصح الذى كان فتاكا
ليصابوا بالصدمة التى ألجمت ألسنتهم لقد تعطلت تلك الأنابيب ولا وقت لإصلاحها
بل لا جدوى من محاولة إصلاحها .
ودُفن الإسرائيليون داخل المقبرة التى حفروها لأنفسهم داخل بلادنا.
إخوتى وأخواتى لقد كان هذا أول كتاب أقرأه عن الإستعدادات قبل حرب أكتوبر فى بلدى مصر
فأحببت أن أنقل لكم صورة من تلك الأحداث وواثقة أن ما ورد في هذا الكتاب ليس
كل ما حدث قبل الحرب وإنما ما زال هناك الكثير والكثير من الأسرار التى سنقرأها
فى كتب أخرى وأسرار أكثر ستكشفها لنا الأيام إذا قدر الله لنا البقاء .
جزاكم الله خيرا وزادكم من فضله.