رد: مما قرأت وأعجبنى......
يتحدث الكتاب عن الفترة ما بين نكسة 67وحرب 73 فى مصر وبالتحديد عن الجواسيس الذين تم إرسالهم من مصر إلى إسرائيل ومن إسرائيل إلى مصر ويفصل الكتاب كيف بنت مصر جهاز مخابرات قوى استطاع تجنيد جواسيس يمكنهم اختراق خطوط إسرائيل بمهارة دون أن يتم اكتشافهم وفى رأيي أنه كان يدفعهم إلى ذلك غيرتهم على حرمة بلادهم ويشعل حماستهم وقود لا ينطفأ أبدا هو حب مصر .
وبالطبع أى جهاز مخابرات لا بد أن تلفه السرية التامة ، ومن بين المواقف التى تدل على السرية التامة عندما فكروا فى خوض حرب نفسية ضد إسرائيل وهذه الحرب تتلخص فى أن يتم اختيار كتاب مهرة يستطيعون صياغة الكلمات بمهارة بحيث يقومون بانتقاء حوادث معينة تحدث فى إسرائيل وصياغتها بطريقة تجعل الخبر مبالغ فيه وتعطيه خطورة أكبر من قدره فيظنون أنهم مقضى عليهم باستمرار هذه الحوادث .
المهم أنقل لكم الطريقة التى تم بها اختيار المكان _ بالطبع لم يكن هناك تمويل لهم _ ولهذا وقع اختيارهم على محطة بنزين مهجورة وبعيدة وكانوا تقريبا خمسة أفراد اختار كلا منهم حجرة وقاموا بإحضار خمسة كراسى من مخزن قديم وكلا منهم استصلح لنفسه طاولة ليستطيع الكتابة عليها وكان من بينهم شخص قصير القامة خفيف الوزن كان يعرف كل شئ تقريبا فقد كان هو القائد .
وكان كل واحد منهم يحصل يوميا على نسخة من الجرائد التى تنشر فى إسرائيل وكانوا ملزمين بالأوامر التى تأتيهم دون أى نقاش أو أسئلة كثيرة حتى أنهم أحيانا بعد أن يحصلوا على غنيمة ثمينة من الأخبار ويصوغونها بطريقة مثيرة تأتيهم الأوامر بأن يتم التخلص من تلك الأوراق وسواء كانت هذه القرارات صائبة أم لا فما عليهم سوى التنفيذ لأنه ربما هناك جوانب أخرى ومعلومات هم غير مطلعين عليها تقتضى التخلص من عملهم بعد تعبهم عليه .
وكانت الأخبار التى يصوغها هؤلاء الأبطال الذين سخروا أقلامهم للدفاع عن الوطن تصل إلى إسرائيل على شكل منشورات يتم نقلها إلى هناك بطريقة سرية لأنها إن وقعت فى يد الحكومة الإسرائيلية فسوف يصادرونها ويمنعوا وصولها إلى رعاياهم من الإسرائيليين .
وبدأت جهود هؤلاء الأبطال تظهر شيئا فشيئا فقد أصبح الإسرائيلين يشكون فى الأخبار التى يتم إذاعتها لهم فى إذاعاتهم المحلية وإستمر الأبطال يحدون أقلامهم للنيل من عدوهم وانتهى عملهم قبيل الحرب بساعات فأعادوا المكان كما كان مهجورا وكأن شخصا لم يدخله.
آخر تعديل همسات مسلمة يوم 06-28-2012 في 05:28 AM.
|