01-19-2012, 10:10 PM
|
|
حكمة غالية ..~
حكمة غالية
يحكى أن رجلا عجوزا كان له ثلاثة أولاد : حكيم و أمين و قوي ، أراد العجوز أن يمتحن أولاده الثلاثة فطلب منهم أن يأتوا له بفاكهة لا تظهر إلا مرة كل مئة عام في مكان نائي وسط غابة مليئة بالوحوش والهوام ...~
وقبل أن يودعهم قال لهم :" تذكروا: لا تتركوا الحبل!! ". لم يفهم الأولاد ماذا يقصد أبوهم وودعوه مبتسمين . أثناء الطريق وجدوا كوخ فتوقفوا عنده علهم يرشدون إلي وجهتهم ،...~
طرقوا الباب فإذا شيخا وزوجت...ه) الحسناء فسألوهم أن يدلوهم إلى الطريق ، رحب بهم الشيخ و أحسن ضيافتهم و وعدهم بأن يرشدهم إن هم قضوا ليلتهم عنده أعجب الأخوة باقتراح الشيخ و وقرروا أن يبيتوا هذه الليلة ...~
كانت زوجة الشيخ شابة جميلة تتدفق منها الأنوثة و كانت ترمق قوي بنظرات الإعجاب التي كادت أن توقعه في شباكها لولا أن أمين همس في أذنه قائلا:" لا تخن من أستأمنك" ، ..~
في الصباح الباكر انطلقوا بعد أن شكروا الشيخ على كرم ضيافته واوصلوا رحلتهم ، وبعد مسيرة نصف يوم داخل الغابة المخيفة عثروا على شبل صغير فأراد حكيم أن يبطش به فمنعه قوي قائلا:"إ ذا كنت قويا فهناك الأقوى " ..~
فاطعموه شيئا من زادهم وأكملوا طريقهم ، وبعد سويعات وصلوا إلى المكان الذي وصفه لهم الشيخ فوجدوا شجرة وعليها بعض الثمر فأراد أمين أن يصعد ويجلبها ظنا منه بأنها الفاكهة فامسك يده حكيم مستوقفا إياه وهو يقول :" ما كل ما يلمع ذهبا " ..~
فهم أمين ماذا يقصد أخوه بعد أن رأى عصفورا هوى من على الشجرة بعد أن أكل من ثمارها ، فأنتابتهم حالة من الأحباط واليأس لأنهم لم يوافقوا في العثور على الفاكهة وقفلوا راجعين إلى أبيهم . ..~
رأى العجوز وجوه أبنائه والحزن باد فيها ، وبعد أن قصوا حكايتهم عليه ابتسم العجوز وقال :" لا تبتأسوا طالما لم تتركوا الحبل" ، نظر بعضهم إلى بعض متعجبين وسألواه بصوت واحد: " أي حبل؟!" أجابهم العجوز : (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) ففهموا ماكان يرمي إليه أبوهم من رحلتهم : فالأمانة لابد له من قوة وحكمة مع التمسك بشرع الله
|