الموضوع: قصص بوليسية
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2012, 08:36 AM   رقم المشاركة : 18
نومـا
مراقبة عامة






 

الحالة
نومـا غير متواجد حالياً

 
نومـا عضوية شعلة المنتدىنومـا عضوية شعلة المنتدىنومـا عضوية شعلة المنتدىنومـا عضوية شعلة المنتدىنومـا عضوية شعلة المنتدىنومـا عضوية شعلة المنتدىنومـا عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة

 
افتراضي رد: قصص بوليسية

الجريمة الغامضة 4


فأنا أعتقد أن أحد أعداء الدكتور (مارك) كان قد تسلل إلى العيادة و قتله وقد أدليت بشكي هذا إلى المحقق (جيمس) .

تكلمت (ميري) في حنق و هي تكاد تبكي :


- لكنه أخذ المقص الذي كان معي و يظن أنني قتلته على الرغم أن المقص لا يحوي على أية آثار للجريمة أو دم الضحية و…قاطعها الدكتور (شارل) :

- ربما أزلت آثار الدم بمنديل أو أي شيء آخر كـ…قاطعته هذه المرة الممرضة (ميري) في غضب شديد و قد احتقن وجهها بالدم :

- ماذا تظن يا أيها الدكتور (شارل)؟هل تعتقد أنني قتلت الدكتور (مارك)؟و لماذا؟

أجابها الدكتور (شارل) :

- اعذريني يا (ميري) فذلك المقص جعلني أظن…قاطعته (ميري) :

- تظن…تظن ماذا؟…أنني القاتلة ، إن القاتل هو المزارع (جيمي) فالآثار الأقدام كلها وحل تشير إلى الحديقة الخلفية للعيادة و التي هي مجرد موقف سيارات الذين يعملون هنا أنت و أنا و الدكتور (جورج) وغيرنا من الأطباء و الممرضات بالإضافة إلى عمال التنظيف ، و طبعاً يستطيع المزارع العجوز (جيمي) الدخول و الخروج كما يحلو له لأن الحارس سيسمح له بذلك فهو يقوم بزرع النباتات و الأزهار في تلك الحديقة الموحلة و لذلك يتجمع الوحل حول قدميه .

وبكل انفعال الدنيا رد عليها الدكتور (شارل) :

- يا إلهي!!!هل أخبرت المحقق بكل هذه المعلومات و الشكوك؟

أجابته :

- لا . و لكنني سأفعل في المرة القادمة .

هتف الدكتور (شارل) :

- رباه . هل تظنين أن هناك مرة قادمة سيأتي فيها ذلك المحقق ليأخذ أقوالنا؟لقد أدلينا بكل ما عندنا .

أجابته (ميري) بصرامة :

- بالتأكيد . و ماذا تظن؟إن القضية لم تنته بعد و مازلنا في البداية .

سرت قشعريرة باردة في أوصال الدكتور (شارل) لسماعه آخر كلمات الممرضة (ميري) ، و كثير من الأسئلة تتبادر في ذهنه

هل حقاً سيعود المحقق لأخذ شهادته ؟

هل سيتم اكتشاف المجرم؟

هل…؟

هل…؟

* * *

((سحقاً ، ماذا يريد منا ذلك الدكتور (جورج) ؟ هل يريد من أن يزيد توترنا بهذا الاجتماع المريب))

نطقت بهذه العبارة الممرضة (ميري) بغضب شديد ، و أجابها الدكتور (شارل) بهز كتفيه مدلياً بأنه لا يعرف شيئاً و لكن قاطعهما سماع صوت فتح الباب الذي عبر منه الدكتور (جورج) و المحقق (جيم هدسن) ، و أشار الدكتور (جورج) إلى المحقق (جيم هدسن) بسبابته و هو يقول :

- أعرفكم بالتحري (جيم هدسن) ، أشهر تحري في المملكة المتحدة ، استدعيته بنفسي ليتولى هذه القضية الشائكة…قضية مقتل والدي الدكتور (مارك) رحمه الله .

سألته الممرضة (ميري) باستهزاء :

- و هل تظن أن هذا التحري سيحقق ما عجز عنه أسلافه؟

علق على كلامها الدكتور (شارل) بقوله :

- أتعشم هذا .

رمقها المحقق (جيم هدسن) بنظرة باردة ثلجية لفترة زمنية وجيزة ، و أخرج غليونه و وضعه في فمه ثم نطق بنفس البرود :

- يا سادة…لا داع لكل هذا التشاؤم فلكل داء دواء كما تقولون أنتم معشر الأطباء ، أما نحن معشر المحققين فنقول لكل لغز حل .

علق الدكتور (شارل) :

- إلا هذا اللغز .

رمقه المحقق (جيم هدسن) بنظرة صارمة ثم استطرد قائلاً :

- كل من أناديه فليتجه إلى الغرفة المجاورة ليدلي بكل ما يعرفه .

و بخطوات بطيئة باردة اتجه المحقق (جيم هدسن) إلى الباب و تمتمت (ميري) بغضب :

- يا لك من مغرور .

و كأنه لم يسمعها تابع خطواته البطيئة إلى الباب و أمسك بمقبض الباب و فتحه ثم هتف :

- الممرضة ( ميري روبن) تعالي إلى الغرفة للإدلاء بشهادتك .

ازدرت (ميري) لعابها و ارتجف جسدها كله عند سماع اسمها و تجمد الدم في عروقها و تصنمت على كرسيها لحظة ، فهي ستواجه للمرة الثانية الأسئلة و الاتهامات ، كما أنها لم تنس ما حدث لها في المرة الماضية كيف تم تفتيشها و كيف تم توجيه أصابع الاتهام إليها ، و لكنها مع ذلك ما لبثت حتى لحقت به .

المحقق (جيم هدسن) : (ميري)!!!أنت أول من شاهد الضحية مقتولة ، فماذا رأيت؟

الممرضة (ميري) : رأيت الدكتور (مارك) ملقياً على الأرض و الدم يسيل من على صدره و وجدت أيضاً أثار أقدام موحلة تتجه مباشرة نحو الباب الخلفي المطل على الحديقة الخلفية الموحلة .

المحقق (جيم هدسن) : و ماذا عن ذلك المقص الذي كان لديك ؟

الممرضة (ميري) : لقد أخذته من غرفة الدكتور (شارل) لأنني كنت محتاجة له و لم يكن لدي مقص و الدكتور (شارل) لديه مجموعة منها فأخذته منه و لو كنت قتلت الدكتور (مارك) به لتلوث بالدم .

المحقق (جيم هدسن) : ربما أزلته آثار الدم بواسطة منديل .

الممرضة (ميري) : لم يكن لدي منديل و هذا ما أثبته المفتش (جيمس) حينما أمر بتفتيشي .

نهض المحقق (جيم هذسن) من على مقعده و قال :

- أكتفي بهذا…استدعي الدكتور (شارل) .

اتجهت (ميري) إلى الباب و خرجت و استدعت الدكتور (شارل) الذي دخل بدوره إلى الغرفة التي يوجد بها المحقق (جيم هدسن) .

تحدث المحقق (جيم هدسن) إلى الدكتور (شارل) قائلاً :

- إن بينك و بين الدكتور (مارك) خلافاً حول العيادة فأنت تريد أن تشتري حصته منها و هو يرفض ذلك . أ ليس كذلك؟

ارتجف الدكتور (شارل) قليلاً و ازدرد لعابه بصعوبة قبل أن يجيب :

- بلى . لكن هذا الخلاف لم يشتد بيننا أبداً لدرجة القتل ، أقسم على ذلك .

المحقق (جيم هدسن) : تأخرت عن المنزل ذلك اليوم عندما قتل الدكتور (مارك) ، فلماذا؟

الدكتور (شارل) : لقد ذهبت إلى مغسلة السيارات لغسل سيارتي .

المحقق (جيم هدسن) : و لكن أنت غير مهتم بنظافة سيارتك كما أنها لم تكن متسخة لدرجة غسلها ،هذا ما يقوله الدكتور (جورج).

الدكتور (شارل) : هذا صحيح ، ولكنني فكرت بغسلها .

وقف المحقق (جيم هدسن) و قال :

- إن كنت قد غسلتها فعلاً فلا بد من وجود أثر غسلها فلم يمض يومان على ذلك . فخذني إليها لأتأكد من ذلك بنفسي .

ذهب المحقق (جيم) و الدكتور (شارل) إلى السيارة التي كانت موجودة في الحديقة الخلفية و لقد كانت مغسولة فعلاً فرجع المحقق (جيم) و قال :

- استدعوا الآن المزارع (جيمي) .

دخل المزارع (جيمي) إلى الغرفة . كان المزارع (جيمي) عجوز ، بطيء الحركة ، ضعيف السمع و البصر .

سأل المحقق (جيم هدسن) :

- حسناً . هل رأيت أحداً في الحديقة الخلفية يدخل العيادة في ذلك اليوم ؟

أجابه المزارع (جيمي) :

- نعم…ماذا؟…لم أسمع .

رفع المحقق (جيم هدسن) صوته هذه المرة :

- هل رأيت أحداً في الحديقة الخلفية يدخل العيادة في ذلك اليوم ؟

أجابه المزارع (جيمي) في هدوء :

- أي يوم؟

صاح المحقق (جيم) غاضباً و لأول مرة في حياته :

- أي يوم؟!!!…يوم مقتل الدكتور (شارل) .

أجابه أخيراً :

- آه…لا…لا أتذكر ذلك…و لا أظن ذلك يا سيدي .

المحقق (جيم هدسن) : هل كان يوجد أحد غيرك في الحديقة الخلفية .

المزارع (جيمي) : كلا . فلا يستطيع أحد الدخول إلى هناك لأن الحارس يمنع الدخول لغير الموظفين إلى هذه الحديقة .

المحقق (جيم هدسن) : لماذا لا تتلوث السيارات بالوحل ؟ علماً بأن تلك الحديقة مليئة بالوحل كما هي حال قدميك الآن!!! .

المزارع (جيمي) : إن للسيارات موقف معد لها و الوحل موجود أمام الباب الخلفي .

المحقق (جيم هدسن) : لماذا لم يتم تعديل المنطقة أمام الباب الخلفي للعيادة ؟

المزارع (جيمي) : لأنه للطوارئ فقط فلا يدخل أحد أو يخرج منه .

المحقق (جيم هدسن) نهض من على كرسيه و هو يتأمل قدمي المزارع (جيمي) و هي مملوءة بالوحل ثم أمره بالانصراف و قد خلّف آثاراً تشبه الآثار الموجودة في ساحة الجريمة ، و قد تم استدعاء الحارس الموجود في الحديقة الخلفية الذي يراقب الدخلين إليها و كذلك تم استدعاء الحارس الثاني الذي يراقب السيارات الخارجة من الحديقة ، و من ثم تم استدعاء الأطباء واحداً تلو الآخر . إلى أن جاء الدكتور (جورج) حيث سأله المحقق (جيم هدسن) :

- هل تمتلك خريطة للعيادة؟

تعجب الدكتور (جورج) لسؤال المحقق (جيم هدسن) و أجاب :

- نعم . نحن نمتلك خريطة كاملة للعيادة هنا .

قال المحقق (جيم هدسن) :

- حسناً ، أريدها الآن .

ذهب الدكتور (جورج) الذي اختفى عدة لحظات ثم عاد و بيده أعطى الخريطة للمحقق (جيم هدسن) الذي أخذ بدوره قلماً و وضع الخريطة أمامه و بقلمه رسم عدة أسهم على الخريطة و درس المسافة بين كل نقطة و ظل على تلك الحالة حوالي نصف ساعة ، و بعد ذلك دخل الغرفة المحقق (جيمس) و الدكتور (شارل) و الممرضة (ميري) و معهم بعض رجال الشرطة ، وقطع صمت الغرفة صوت المحقق (جيمس) و هو يقول :

- مرحباً بك يا (جيم هدسن) لا أظنك وجدت وحدك حلاً لهذه القضية ، إنها صعبة جداً

رد مع اقتباس