الموضوع: قصص بوليسية
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2012, 08:21 AM   رقم المشاركة : 13
نومـا
مراقبة عامة






 

الحالة
نومـا غير متواجد حالياً

 
نومـا عضوية شعلة المنتدىنومـا عضوية شعلة المنتدىنومـا عضوية شعلة المنتدىنومـا عضوية شعلة المنتدىنومـا عضوية شعلة المنتدىنومـا عضوية شعلة المنتدىنومـا عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة

 
افتراضي رد: قصص بوليسية

تكملة
الفصل الثاني

كلمات الشريط

صرخ السيد كيليفون بأعلى صوته : " فاديت , فاديت . "
لسوء الحظ أنها كانت في هذه اللحظة تبكي لأنها تريد أن تعرف من هو مرسل الرسالة والشريط . هل كان المرسل هو كيليفون ؟
هذا هو كل ما كانت تفكر به في اليومين الأخيرين .

أخذت فاديت منديلاً وغطت به عيناها لكي لا يراها كيليفون ويسألها عن سبب بكائها .
" نعم سيدي . هل ناديتني ؟ "
" أجل , هلا جلستي يا فاديت . "
ارتعشت يداها بخوف وجلست ببطء شديد . كانت تتظاهر بأنها تمسح عينيها بذلك المنديل الصغير .
" فاديت , هل أصاب عينيك أي ضرر ؟ "
أجابته وهي مظطربة : " أجل سيدي . لقد دخلت جراثيم صغيرة في عيني اليسرى وجعلتني الدموع تسقط من عيني دون أن أشعر بذلك . لا تخف , أنا بخير . "
" حسناً يا فاديت , هل بإمكاني أن أعرف أين ذهبت صباح اليوم السابق ؟ وهل بإمكاني أن أعرف لماذا خرجتي من البيت دون أن آذن لكي ؟ "

" أجل سيدي , لقد ذهبت في اليوم السابق إلى منزل السيد ريزيلا لأقابل خادمتهم السيدة فالنتينا . "
" ولِم لَم تخبريني ؟ "
" لأنك كنت نائماً , فخشيت أن أقلقك وأنت نائم . "
" حسناً , أتمنى ألا تعيديها مرة أخرى . "
" لكن , سيدي , لقد كنت أبحث عن راحتك . صدقني , لم أكن أقصد مخالفة أوامرك . أرجوك , لا تفهمني بالطريقة الخاطئة . "
" فاديت , لماذا تبكين بهذه السرعة وبلا سبب ؟ "
لقد كانت فاديت تتذكر في كل لحظة تلك الرسالة وذلك الشريط , لذا فإنها بدأت تبكي بصوت هادئ مثل لاأطفال الصغار .
" أوه , من الواضح أن عينك تؤلمك كثيراً . يجب أن تذهبي إلى غرفتك وترتاحي . هيا اذهبي ونامي يا عزيزتي . "
" لكن , أخشى يا سيدي ألا تجد من يساعدك ويحضر لك الشاي أو العصير . "
" سأحضره بنفسي إذا احتجت . "
" شكراً لك سيدي . "
تظاهرت فاديت مرة أخرى بأن عينها تؤلمها , لقد كانت بارعة في محاولة إخفاء ما يجري لها , ولو أنها شاركت في مسابقة أفضل ممثلة لحصلت على المركز الأول وبكل جدارة واستحقاق .
دخلت غرفتها ورمت المنديل على الأرض , ثم نظرت إلى الدولاب الصغير الواقع قرب السرير , كانت نظراتها كنظرات الصقر وهو ينظر إلى أرنب صغير سيفترسه . فتحت الدولاب وانتزعت من بين الأقمشة والأشياء الأخرى الصغيرة ذلك الشريط والرسالة التي كانت ملتفة حوله بطريقة عادية .
أخذت تقرأ الورقة مرة أخرى :

الشريط خاص جداً يا فــاديــت .
لا يجب أن تلمسينه أو تحاولي
الاستماع لما في داخله . إنــــه
خاص وخطر جداً يا صغيرتـي .
لا تحاولي الاستماع إليه أبداً .
سنبقى على اتصال ياعزيزتي .

قالت بغضب : " آه , الشريط خاص جداً , هل هو خاص بالسيد كيليفون أم بالسيد جيمس ريموند , أم هل هو خاص بي أنا ؟ يا لك من سافل حقير أيها المرسل ... حسناً , لا يجب أن تلمسينه أو تحاولي الاستماع لما في داخله . إن هذه العبارة توضح أنه يراقبني , وهذا يجعلني أشك بأن السيد كيليفون هو المجرم ...
حسناً , إنه خاص وخطر جداً يا صغيرتي , هذه العبارة تدل على أنه يعرفني منذ زمن , وهذا يجعلني أيضاً أشك بالسيد كيليفون ...
لا تحاولي الاستماع إليه أبداً , هذه العبارة تدلني على نفس العبارة الثانية ... العبارة الأخيرة تقول : سنبقى على اتصال يا عزيزتي , وهذه تحذرني , من الواضح أن المرسل يريد أن يجعلني أحبه , لذا قال أننا سنبقى على اتصال . لكن لا , ربما سيبقى على اتصال معي لسبب آخر ... يا إلهي , سأنتحر , سأنتحر ... " توقفت فاديت عن الكلام وبدأت تبكي بدموع تجري كنهر النيل . بقيت تبكي فترة طويلة من الوقت , وفجأة , سمعت صوت خطوات ثقيلة على الدرج الخشبي , فعلمت أن كيليفون قادم , لذا قفزت من مكانها إلى السرير وغطت جسدها كله لتظهر أمامه أنها نائمة .
دخل كيليفون بهدوء كان على عكس صعوده للدرج المزعج .
نادى بصوت هادئ : " فاديت , أعلم أنك لا زلت مستيقظة , أنا متأسف لإزعاجك , أريد أن أتحدث إليك في موضوع هام جداً . "
بدأت فاديت تخشى كيليفون ؛ لقد كانت تزداد خوفاً عندما يناديها كيليفون , ظناً منها أنه علم بما يحصل لها هذه الأيام .
" حاضر سيدي . " قامت من سريرها وتوجهت للباب , وقبل أن تخرج قالت لنفسها : " يا للسيد كيليفون , لا يقابل الحسنة بالحسنة , يقابلها بالسيئة . لقد ذهبت إلى فالنتينا ولم أوقظه من نومه لأنني أخشى أن أزعجه , لكنه فعل عكس ذلك تماماً ... "
أطلت فاديت بعينيها إلى الزقاق المقابل لغرفتها , فلم تجد السيد كيليفون , فعلمت أنه نزل إلى الطابق السفلي . لحقت به وهي تفكر في سبب هذه المقابلة التي بدت في نظرها كجلسة تحقيق في إحدى جرائم القتل المعقدة .
جلست أمام السيد كيليفون تنتظر منه أن يفتح معها الموضوع الهام .
" أنت تعرفين يا فاديت أنني رجل تحرٍ خاص , وأتعامل مع الناس بطريقة جيدة كي لا يحاولوا أن يكذبوا علي . "
" حسناً , وماذا بعد ؟ "
" انتظري , ستعرفين بعد قليل . الآن , دعينا نتخيل لو أنني توفيت , ماذا ستفعلين حيال ذلك ؟ "
تعجبت فاديت من السؤال المفاجئ وقالت : " لا أعرف , ربما أبقى في هذه القرية , وربما أعود إلى والدتي في مرسيليا . "
" حسناً , ألن تفكري في الورث ؟ "
" وهل سأرثك لو توفيت يا سيدي ؟ "
" نعم , قد أكتب وصيتي بأن تذهب كل أموالي إليكي . وبالتأكيد أنني لن أفعل هذا الشيء إلا لأنني أعرف أنكي تستحقين هذه الأموال . إنك سيدة رائعة يا فاديت . "
ابتسمت فاديت أخيراً بعد أن كانت شاحبة الوجه لعدة أيام .
" فاديت , إن الموضوع الذي سأخبرك عنه سري جداً , لا أريد أن يعرف عنه أحد , حتى صديقي جيمس . "
" اعتبر سرك في بئر يا سيدي . "
" حسناً , لقد تلقيت قبل يومين رسالة من أحد أقربائي , أخبرني فيها أنه يحتاج لخادمة تعمل في بيته , فأخبرته أن الخادمة جاهزة . "
صاحت فاديت : " ماذا , هل تقصد أنني سأذهب لأعمل في بيت قريبك هذا ؟ "
" وما المشكلة , إنه يريد الخادمة بعد أسبوعين . "
فكرت فاديت " آه , هذا رائع , سأتمكن من الهرب . المسألة سهلة , عندما أنتهي من العمل في بيت قريبه سأهرب إلى مرسيليا وأعود لأهلي ... "
أجابته بعد هذا التفكير : " كم سأعمل عند قريبك ؟ "
" فقط ثلاثة أسابيع . "
" حسناً , أخبره أنني جاهزة , وسأصل بيته في الوقت الذي يريده . لن أفعل إلا ما سيرضيك يا سيدي . "
" شكراً لك يا فاديت . لكن أتمنى ألا يعرف أحد . "
" لا تخف يا سيدي , إن آخر ما أفكر به هو إفشاء الأسرار . "

***
بنظرات الأسد الكاسر , وبغضب النمر الملاحق للفريسة , دخلت الآنسة فاديت غرفتها متوجهة إلى الدولاب الصغير مباشرة ً .
فتحت الدولاب وأخذت الشريط الأسود ووضعته في جيبها , ثم أخذت مسجلاً صغيراً من الغرفة وأغلقت المصباح , وأخيراً أدخلت الشريط في المسجل ووضعت سبابتها على زر التشغيل .
كانت مترددة قليلاً , لكنها كانت تتحدى ذلك السيد الذي يحاول خداعها . إنها كانت تعرف أنها لو سمعت الشريط ستتوصل للسيد الذي أحرق دمها .


بدأ المسجل يتحدث بصوت أجش :

من المؤكد أنكي تكرهينني .
وهذا يجعلني أستمتع كثيرا ً.
أحـب أن أحـرق دمـاء الذيـن
يـكـرهـونـنـي . أنا متميز في
هذا الشيء القاتل . لـن أرحل
إلا عندما أسمع خبر انتحارك
يا فاديـت . وبمـا أنك سمـعـت
هذا الشريط فإنك ستستمتعين
ببعض المغامرات الشـيقة ...
سنبقى على اتصال يا فاديت .
أوقفت المسكينة الجهاز وقالت بغضب : " أيها السافل الحقير . من أنت أيها الوقح ؟ "
من المؤكد أنها لا توجد إجابة , وإن المحيّر في الموضوع عدم تشابه هذا الصوت مع صوت السيد جيرمون كيليفون . ترى ما الذي يحصل مع فاديت ؟؟ هل هي مجرد عملية استفزاز ؟ أم أنها عملية ابتزاز لم تبدأ بعد ؟؟

***

أخذ السيد كيليفون يكرر نفس الكلمة : " شريط أسود ... شريط أسود ... ترى ما الذي يريد أن يتوصل إليه ذلك الشخص ؟ "
لقد كان الشيء الذي استلمه السيد كيليفون من صديقه كاتشرز شريطاً أسوداً مطابقاً لشريط الآنسة فاديت . لكنه لم يعرف أن فاديت تواجه نفس الشيء الذي يواجهه ...
أخذ يفكر : " ترى ما هو الشيء الذي كنت أحبه قبل ثمانية عشرة عاماً ؟ هل هو في داخل هذا الشريط ؟ "
لم يكن كيليفون خائفاً من الشريط مثل فاديت , فإلى الآن لم تظهر أية رسالة ! ربما أن الشريط ليس له أية علاقة بشريط فاديت ...
أخذ الشريط ووضعه في مسجل صغير مشابه للذي استعملته فاديت . وبدأ يسمع ما في داخل هذا الشريط المخيف :

من الواضح أنك لم تـتـعرف
علي يا صديقي كيلــيفــون .
لكنك تعرفـني جـيـداً , ولــن
يـمـضـي الكـثـير من الوقـت
كـي تـعـرفـني . أنت تعرفني
وتـحـبـنـي كثـيراً يا صديقي .
لكنني لا أحبـك أبداً . لا أحبك
ولـن أحـبـك أبـداً . لقد ندمـت
عـلـى إضـاعـتـي وقـتاً طويلاً
وثـمـيـنـاً مـع رجـل مـجـنـون
مـثـلـك . وسـنـبــقــى عــلــى
اتصال يا سـيـدي الـعزيـز ...

قال كيليفون وهو ينظر حوله في حيرة : " تباً , ما هذا ؟ "
كان خائفاً جداً , حتى أنه لم يعرف ماذا عليه أن يفعل . فأخذ المسجل ورمى به أرضاً حتى تكسر وتحول إلى قطع صغيرة , وحينها خرج من البيت غاضباً يبحث له عن شيء ينسيه ذلك الشيء السخيف . وكالعادة لم يجد شيئاً يفعله سوى الذهاب إلى بيت صديقه جيمس ريموند ؛ الشخص الوحيد الذي يفهم كيليفون ويستطيع أن يهدئه , كما أنه الشخص الوحيد الذي يخبره كيليفون عن أسراره الخاصة ...

رد مع اقتباس