أود أن أذكر اخواني المسلمين الذين يتعصبون ضد غيرهم أيا كان هذا الغير وأيا كان معتقده
أنهم بتعصبهم هذا يقدمون دينهم للناس أسوأ تقديم فغير المسلمبن يجب أن نعاملهم
معاملة كريمة وليس هذا تصنعا أو مداهنة وإنما هى أوامر الدين كما رأينا طالما أن هذا
الآخر لا يعتدى ولا يتآمر علينا .
ولعل بعض المسلمين يقول كيف تقول ذلك وا سبحانه وتعالى يأمرنا فى كثير من
الآيات أن نقاتل الكفار وأن نبتعد عنهم ولا نتولهم يقول تعالى " لا تجد قوما يؤمنون
بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله" نقول إن هذه الآية وكل الآيات التى تأمر
المسلمين بالقتال والتبرى من غيرهم إنما هى فيمن ناصبنا العداء وحمل علينا السلاح
فالآية المذكورة تنهى المسلم أن يواد من حاد الله ورسول والمحادة هى العدواة فمن
عادى الله ورسوله فليس له عندنا عهد ولا ذمة . وربما يقول قائل إن أهل الكتاب الذين
بيننا لديهم حقد دفين فى قلوبهم على الاسلم والمسلمين فكيف نعاملهم وقلوبهم مليئة
بالبغض لنا ؟ ونحن نقول ردا على ذلك إن أمر القلوب بيد الله وحده وأن الكتابى
أوغيره الذى يعيش بيننا له عهد الله وله المن والمودة ما لم يبدى لنا بغضه وعداوته
صراحة ويسعى فى أذى المسلمين أما ما انطوى عليه قلبه فهذا متروك لله ولم يأمرنا
الله يوما أن نفتش عن ضمائر الناس ولكن نرضى منهم بالظاهر والله يتولى السرائر .