عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-06-2010, 05:47 PM
الصورة الرمزية sally
sally sally غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة

sally عضوية تخطو طريقها









افتراضي **** قيام الليل ****

 




( قيام الليل )



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين..

يقبل الليل بظلامه, فيعم السكون وتخف الحركة, ويأوي كلاً منا إلى مأواه ومستقره...

وهنا تتمايز الأحوال...إذ أن ليل حافظ القرءان يختلف تماماً عن ليل غيره من اللاهين الغافلين...

ففي ليله أسرار ومناجاة, انطراح وعبرات, نور ورحمات...فهو يخلو بربه ويصفُّ أقدامه بين يدي الملك العلام, ويمرغ جبينه للقدوس السلام...

يسأله من فضله, ويستغفر من تقصير في حقه, ويبث شكواه إليه, فهو يعلم ألا مهرب منه إلا إليه...

أنس ولذة تخالط بشاشة قلبه, فيود أن ساعات الليل لا تنقضي...

نعم فهكذا يجب أن يكون حال حافظ القرءان..يحرس علمه ويحصن قصوره الشامخة بدموع السحر وركعات المنيبين...قال أبو عصمة البيهقي: "بت ليلة عند أحمد بن حنبل, فجاء بالماء فوضعه، فلما أصبح, نظر في الماء فإذا هو كما كان, فقال: سبحان الله, رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل!"


حافظ القرءان وقيام الليل:

إن من الآيات التي عمرتِ بها قلبك قول الله عز وجل{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِهِ قُلْ هَل يَستَوي الذيِنَ يعلمون والذين لا يَعْلَمُونَ إنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبَاب} الزمر.

وتعمر يقلبك كذلك بأمر نبوي كريم حيث قال عليه الصلاة والسلام (عليكم بقيام الليل فإنه دأبُ الصالحين قبلكم ،وقُربة إلى الله تعالى ،ومكفرة للسيئات ،ومنهاة عن الإثم ،ومطردة للداء عن الجسد) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.

فلتناخ مطايانا هاهنا, ولنرد على هذين الموردين الصافيين, ننهل من معينهما عظيم الفوائد, فنحرك بهما بواعث الهمة والنشاط...


ماذا نعني بقيام الليل؟

قال شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله تعالى :

"الصلاة في الليل تسمى تهجداً وتسمى قيام الليل، كما قال الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}، وقال سبحانه: {

يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلاً}" أ.هـ

والتّهجّد في اللّغة : من الهجود ، ويطلق الهجود على النّوم وعلى السّهر فهو من الأضداد.

ويقال: تهجّد إذا أزال النّوم بالتّكلّف .

والتّهجّد - عند جمهور الفقهاء - صلاة التّطوّع في اللّيل بعد النّوم.



عدد ركعاته وأفضل أوقاته:

* أقله أن تصلي ركعة واحدة وتسمى الوتر وقد ورد في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة"

* أما أكثرها فلا حد له لعموم الحديث السابق وإن كانت السنة الثابتة عن المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه لم يزد عن إحدى عشرة ركعة فالأولى المحافظة على هذا العدد، ومن أراد الزيادة فلا بأس.

* وأما عن أفضل الأوقات لصلاة الليل فهو الثلث الأخير من الليل ليوافق النزول الإلهي، كما قال صلى الله عليه وسلم(ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ ومن يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له؟" رواه البخاري ومسلم.


ذلك هو أفضل الأوقات لمن علم من نفسه أنه سيقوم من آخر الليل، وأما من خاف أن لا يستيقظ فالأفضل أن يصلي ويوتر قبل أن ينام، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن الترمذي وغيرها.

المكانة العالية لقيام الليل:

لقد أعلى الله شأن هذه العبادة الجليلة, ورغب فيها نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام... ومما يدلك على مكانتها تلك الآيات والأحاديث الواردة في فضلها:

● أمر الله لنبيه عليه الصلاة والسلام بقيام الليل إذ قال جل وعز:

{ يَا أيُهَا الْمُزَّمّلُ * قُمْ اللّيْلَ إلاَّ قَلِيلاً * نّصْفَهُ أَوِ انقُصْ منْهُ قَلِيلاً * أو زِدْ عَلَيْهِ وَرَتّلِ الْقُرآنَ تَرْتِيلاً} المزمل

وقوله تعالى:

{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} الإسراء

● حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أدائها والعناية بها حضراً وسفراً فعن عائشة رضي الله عنها قالت(كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه . فقلت له : لم تصنع هذا يا رسول الله ، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال أفلا أكون عبداً شكوراً (متفق عليه.

● قيام الليل من صفات عباد الرحمن الذين امتدحهم الباري في سورة الفرقان فقال في وصفهم{وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا )

● وقال النبي صلى الله عليه وسلم (في الجنة غُرفة يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقيل : لمن يا رسول الله ؟ قال:لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وبات قائماً والناس نيام) صححه الألباني.

● وقال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما( نِعمَ الرجل عبد الله ، لو كان يصلي من الليل(متفق عليه.

قال سالم بن عبد الله ابن عمر : فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.

● وقال صلى الله عليه وسلم) من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين ) صحيح أبي داوود.
جعلنى الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه











-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

رد مع اقتباس