[ الفصل الثالث ]
عقدت حاجبيها بتضجر " مالفائدة من تعلم هذه الامور "
اجابتها رينا بصوت جاد " يجب ان تتعلمي طريقة التعامل مع الاشخاص في الخارج
بعد عدة سنوآت سيتم طردنا من هنا لنبدأ ببناية حياتنا الشخصية لن يقوم احد بمساعدتك ان كنتي تتحدثين بهذه الفضاضة .. ! "
عادت للخلف بضع خطوات لتلقي بنفسها على كرسي نومها من الخلف وتتكأ على راحة يديها بملل
" هذا مملل جداً كما اننا سنموت قبل خروجنا من هنا .. اليس هذا واضح "
~
....~
كانت تسير بخطوات يائسة تحت زخآت المطر .. على احد الارصفة
شدت قبضتها على معطف مهترئ بينما بدأت انفاسها بالتسارع
احمرت وجنتيها من شده البرد وهي ترا الهواء البارد يخرج من فمها
بينما تحاول تدفئة نفسها ..
الكثير من الافكار تجول داخلها لاكنها ارادت بصدق شكر صديقتها
نضرت للأعلى متأمله تلك السحب وقطرات الماء التي تتساقط
همست لنفسها " شكراً رينا "
~
هل سيكون الماضي سبباً في تحطيم المستقبل ..؟
~
كانت الاجواء هادئة جداً بينما الجميع يتحاشى النضر للسيدة التي تقف امامهم بيأس
همست " أين أختفت " آجآبها صوت ناعم " سيدتي لنتوقف هنا ستعود ليري عندما لاتجد احد تذهب إليه .. "
حركت العجوز جسدها متجهه بضع خطوات للفتاة التي تتكأ على طرف الباب
مسحت على رأسها براحة يدها " اذهبي الان للنوم ستعود غداً بالتأكيد "
كانت رينا تعلم جيداً انها لن تعود فهي تعرف صديقتها اكثر من أي شخص اخر
إلا انها حاولت ابعاد القلق عن السيدة ...
حملت جسدها الثقيل لتخرج من غرفة السيدة فالكوم بصمت.. |~
~
كانت ترتاح على احد مقاعد الحديقة متحاشية ابعاد انضارها عن الارض
اغمضت جفناها بهدوء مودعه هذا اليوم الحافل ..
لاكن ارادتها توقفت عند سماع صوت يبدو مألوف لها
" ليري .. !! مآلذي تفعلينه هنا ؟! "
رفعت نضرها للسيد جيرس " يبدو اننا التقينا من جديد "
ابتسم بحنان ليرتاح هو الاخر بجانبها
" الم تعودي للميتم حتى الان "
كان ينضر إليها نضرات حانية رحيمة
إلا انها لم تابه له ..
عاود تكرار السؤال بعد ان وجد تجاهلها اجابة ..
" ألن تعودي للميتم "
ابتسمت بسخرية " كلا .. "
وجهه نضره للفراغ بينما اختفت ابتسامته وبدت الجدية على عينيه
" لدي سؤال غريب بعض الشيء لاكنه يدور بذهني منذ ألتقيتك "
نضر إليها ثم اعاد نضره للفراغ " بدت طباعك مهذبة جداً عكس الصورة التي تخيلتها لشخص نشئ في بيئة .. آعذريني ما اقصده هـو "
قاطعته بهدوء " فهمت .. وهل تريد ان تكتب عن انك التقيت بشخص نشئ في ميتم إلا انه مهذب "
كانت تتحدث متحاشية النضر إليه
" كلا .. كل مافي الامر انني مستغرب "
اردف " حسناً لست مجبرة على الاجابة "
لاكنها تاجهلت اخر جملة نقطها للتنفس بعمك
" رينا ... !! "
نضر إليها بأستغراب ما ان تحول لانصات غريب لجميع الكلمات التي تخرج من فمها
" نشأت صديقتي مع اسرتها لاكن في الـ 10 حتى فارق والديها الحياة في حادث مروري قبل عدة اعوام .. "
توقفت لبرهه ثم عاودت الحديث " كانت كثيراً ما تخبرني كيفيه التحدث للاخرين مدعيه بانه سيفيدني في المستقبل "
ابتسم بلطف لتضهر علامات السعادة والرضا " حسناً يبدو انه لم يكن ادعاء في النهاية "
" ربما "
نهض من على المقعد ثم نضر لليري بجدية " حسناً لم تخبريني هل ستبحثين عن والدتك ؟"
اجابته بدون تردد " لا ولما احاول البحث عنها .. بل انني لا احتاجها "
" ربما ماتقولينه امر بديهي بالنسبة لك لاكنها تبقى والدتك على كل حال "
لم يتلقى اجابة منها فاردف " إلا اين ستذهبين ؟"
نهضت هيا الاخر لتبدأ فالأبتعاد عنه ملوحهه براحة يدها " لا شأن لك .. وداعاً "
..
كانت اصوات التصفيق والتشجيع تعلو تدريجياُ في تلك القاعة الضخمة
بعدما توقفت انثى شقراء بدت في الثلاثين من عمرها إلا ان بشرتها الصافية
وشعرها الاشقر بعيناها الخضراوتين كانتا كفيلة بأبعاد هذا الشك فقد بدت في العشرينات او ربما اصغر انحت بحياء بينما الابتسامة تعلو محياها " شكراً لكم "
خرجت من خلف المسرح لتختفي خلف الستائر وتتجه لبوابة القاعة بعد فترة وجيزة بينما يمسك بيدها شخص بجسد رجولي ولحية خفيفة اضهرته بشكل وسيم كانت خصلات شعره الرمادي قد تناثرت على رأسه لتزيد من جاذبيته
كان رجال الصحافة يطرحون الاسئلة الاولى خلف الاخرى محاولين ايجاد الحقائق والخفايا التي تدور حول المشاهير .. بينما تنزل تلك المرأة مع الرجل الذي يقبع خلفها من احدى الدرجات للبوابة الخلفية
رفع احدهم جهاز التسجيل ليصبح قريباً من السيدة الشقراء " سيدة فلوريدا نعلم ان زوجك السابق مات منذ فترة طويلة لاكننا نود سؤالك عن علاقتك بالسيد ادوارد المخرج الرسمي لاعمالك وهل بينكما علاقة او تخطيطات للمستقبل ؟ ! "
لثواني فقط كان الهدوء قد عم الارجاء فالجميع ود ان يطرح هذا السؤال ويستمع لاجابته
بدت متوترة إلا انها قالت بصوت جدي محاولة ابعاد عينها عن اضواء الكاميرات التي بدأت بألتقاط الصور لها " علاقتي بالسيد ادوارد مبنية علـ "
قاطعها صوت الشخص الذي يمسك بيدها بينما وضع الاخرى على كتفها الايسر ليبعد عنها الصحفيين
همس لها " هيا بنا "
" ادوارد " كان صوتها ملئي بالأستغراب والحنان
صرخ ادوارد بصوته الرجولي محدثاً رجال الامن " هل يمكنكم القيام بمهمتكم على اكمل وجه .. ! "
الفت رجال الامن حول الامرأة
الشقراء املين في تمكنهم من ابعاد الصحفيين بينما تتجه لسيارة سوداء قاتمة
اللون بدت كسيارات المشاهر تماماً خرج منها شخص ببدلة سوداء وربطة عنق باللون الاحمر ليفتح لها باب السيارة الخلفي بينما تصعد ويصعد خلفها ادوارد
ابعدت يده التي كانت
تمسك بها بتوتر "
شكراً لك .. "
" لاتقلقي عزيزتي سيمر كل شيء على ما يرام .. آعدك "
" أأمل
ذالك "
نضر للمقعد الامامي الذي يضهر منه قبعه رسميه " اذهب للفندق "
اجابه بإحترام " حاضر سيدي "
~
كانت تحزم امتعه رثه من ثيابها البالية داخل حقيبة سوداء قاتمة
ما أن امتلت حتى سحبت دمية كانت بجانبها لتضعها في الحقيبة وتقوم بإقفالها معلنه بداية رحلتها هي الاخرى ..
لم يشتتها
صوت قرع الباب المنتظم اجابت بهدوء "
تفضل "
دخلت فتاة بدت اكبر منها قليلاً " رينا هل ستذهبين حقاً للبحث عن ليري ؟! "
ابتسمت بلطف " لاتقلقي سأجدها ثم نعود .. لاكنني لن اتركها وحدها ابداً "
اقتربت الفتاة منها لتضع راحة يدها
على وجنتي رينا " افهمك
جيداً .. أعتني بنفسك "
احتضنت رينا جوليا وهي تهمس لها " سأشتاق لك حقاً "
اجابتها جوليا بينما تحاول كبت تلك الدموع التي ابت إلا ان تضهر " انا ايضاً "
ابتعدت رينا عنها قليلاً " هل يمكنني طلب
خدمة اخيرة منك ؟ "
" بالطبع .. "
~
ما ان مرت دقائق قليلة حتى دوت صرخة في احدى زوايا الميتم
لتجتمع الفتيات في عده ثواني بينما احدى المعلمات صرخت موجهه حديثها لجوليا التي لم تتوقف عن الصراخ " ماذا هناك ؟"
اشارت جوليا بأصبعها للبوابة امامها " رايت احدهم يخرج مسرعاً من هناك "
بدت اصوات الطالبات تتعالى "
سارق ..
قاتل ..
لص مجهول .. سمعت بأن هناك قاتل يجول في المنطقة "
اسرعت المعلمه لغرفة رئيسة الميتم بعدما قامت بتهدئة الطالبات لتخبرها بما جرى
ما ان مرت عدة دقائق حتى اجتمعت
سيارات الشرطة حول الميتم وبدأت بالبحث عن الص الخيالي ..
همست فتاة من بين الجموع بأمل " هذا هو
الوقت المناسب .. شكراً
جولياً "
لتنطلق بحقيبتها من البوابة الخلفية للميتم " هكذا لن يلاحضو إختفائي حتى الغد ربما " ..
انتهى ~