12-25-2011, 04:06 PM
|
|
الفساد المالي والادراي في العراق .. واستمرار الأسباب
كربلاء وما تحمله من معانٍ سامية حيث جُسدت فيها أروع دروس العزة ورفض الباطل بجميع أشكاله أصبح الشرفاء من العراقيين يستلهمون منها العبر وقوة الإرادة والثبات على المبادئ والقيم الأخلاقية والحفاظ على الوطنية الصادقة وصارت مواقفهم تتكرر في رفضهم للاحتلال على اختلاف مسمياته من مدربين وشركات أمنية ..
وها هم وللجمعة الثانية عشر على التوالي منذ نهاية أيلول الماضي يحتجون ويعبرون عن رفضهم بأساليب مختلفة ومنها التظاهرات، فقد تظاهر الآلاف سلميا في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد ومحافظات أخرى، بعد صلاة الجمعة 16 كانون الأول الحالي ، احتجاجا على بقاء المدربين والشركات الأمنية في بلدهم ، مطالبين بخروج كافة أشكال الاحتلال فورا .
كما رددوا شعارات " كلا كلا احتلال ... كلا كلا أمريكا ... كلا كلا لشركات الاحتلال ... كلا كلا للمدربين المحتلين ... كلا كلا للباطل ... "
جاء ذلك في جمعة أطلقوا عليها "مدربون وشركات أمنية استمرار في الفساد المالي والإداري " بدعوى من مرجع الدين العراقي الصرخي الحسني حيث خرجوا في محافظة بغداد في الشعب والشعلة والبياع والنهروان كذلك في محافظة كربلاء في المركز وطويريج والفيادة وفي محافظة القادسية في المركز والدغارة والشافعية وغماس وعفك وآل بدير والحمزة الشرقي والسنية والشنافية وفي محافظة النجف في المركز والشامية والمهناوية وفي محافظة المثنى في المركز والرميثة وفي محافظة بابل في المركز والمحاويل والمسيب والقاسم والحمزة الغربي وفي محافظة ذي قار في المركز والفهود والطار وقلعة سكر والشطرة وفي محافظة واسط في المركز والزبيدية والحي وفي محافظة ميسان في المركز والمجر الكبير وكميت وفي محافظة البصرة في المركز وام قصر والزبير والهارثة والقرنة .
ومن حق كل العراقيين ان يرفضوا هذه الأنواع من استغلال ثروات الوطن وانتهاك حقوقه وكرامته بعد ان سجلت الوثائق الرسمية أنواعا مختلفة من الفساد وبدرجات متفاوتة في ظل صمت الجهات المعنية ، وهنا علا صوت الشرفاء وهو يشدو بالنصيحة لتتجلى الحقيقة للجميع بعيدا عن الانتماءات وليعلنوها صراحة ان من لم يستفد من عبر التاريخ وينسى أو يتناسى انه لا يرحم ومن يحاول غرس مخالبه وأنيابه في أجساد الفقراء والمحرومين فانه سيبقى تلاحقه لعنات التاريخ وكل مظلوم ..
والغريب في الأمر يوجد اليوم من يدافع عن هذا الفساد ويعزوه إلى مراحل تاريخية سابقة ويحاول إبعاد السبب او يهون من دور الاحتلال في تكريس ذلك الفساد وتعميقه في العراق بعد احتلاله وبعد الإعداد لذلك بجيش من فرق النهب والفساد (فرق الإعمار الأمريكية) وهذه الفرق لم تكن في الواقع سوى مجاميع يرتبط عملها بالجهد العسكري والإستخباري لقوات الاحتلال حملت في رحم مساوئها جنين الفساد المالي والإداري لتلده في واقع سياسي واقتصادي واجتماعي مُثقل بالأزمات، فراحت تنفذ برامجها مستغلة تلك الفوضى لأصناف الانحرافات الإدارية والمالية والقانونية بصور وأساليب متنوعة ولتظفر من خلالها بأموال العراقيين وليصل عدد الفقراء والمعوزين في بلاد النفط والثروات الأخرى إلى أعداد مخيفة وليحتل العراق المرتبة المتقدمة بين البلدان الأكثر فسادا في العالم ..
ان تورط ضباط كبار ومسؤولين مدنيين في عمليات فساد كبرى شابت عمليات ما يسمى بـ (اعمار العراق) سُرقت من خلالها مليارات الدولارات وضاعت أخرى من خلال العقود الضخمة مع شركات تابعة لمسؤولين مدنيين أمريكان والتي تبرم مع جهات حكومية يتبين في نهاية المطاف إنها مجرد صفقات وهمية أو لا تتطابق مع شروط العقد أو الاتفاق وهذه العقود لم تكن لتبرم دون أن يقوم أصحاب الشركات بدفع رشاوى بملايين الدولارات للضباط الأمريكان العاملين في فِرق أعمار العراق المفترضة مقابل الحصول على عقود العمل أو التجهيز ..
إنها طرق نهب وسرقة واضحة وهي جزء من فساد عام دنّس الكثير ممن لن يفلتوا من الحساب ولو بعد حين ، كل هذا ألا يحتاج إلى صرخات مدوية ووقفات موحدة تحذر من هول الفساد الذي يكتنف جوانب الحياة ويدمر المستقبل ويخط للأبناء طريقا نحو التخلف والتقهقر ويسد أمامهم كل سبل اللحاق بركب الحضارة الإنسانية ؟؟
يا بني الإنسان هل ما سيحصل نهاية هذا العام هو انسحاب في ظل بقاء أكثر من خمسة عشر ألف موظف في سفارة دولة الاحتلال وأكثر من ستة آلاف عسكري وعدة آلاف من المدربين العسكريين والمدنيين وعشرات الآلاف من المرتزقة الذين بحوزتهم احدث الأسلحة والمعدات وأشدها فتكا ؟؟!!
|