جفاف وجوع بشمالي أفغانستان
"زارا".. أم أفغانية لسبعة أطفال لا تدري ماذا تقول لهم عندما يسألونها عن طعام العشاء. تصيبها الحيرة، فتحاول تصبيرهم بطلب انتظار عودة الأب لعله يحمل شيئا يخفف من جوعهم.
تلك المرأة الأفغانية واحدة من بين 2.6 مليون أفغاني يواجهون خطر الموت جوعا نتيجة الجفاف الذي ضرب شمالي أفغانستان بصورة لم تعرفها البلاد منذ عقود، وأصاب 14 ولاية تقع في الشمال من ولايات أفغانستان البالغة 34 ولاية.
ودفعت الأمراض التي أصابت الأطفال بسبب الجوع والجفاف بكثير من العائلات إلى بيع مواشيها بثمن بخس، بينما نزح آخرون نحو المدن بحثا عن الغذاء والماء وفرصة عمل. فيما تسابق المؤسسات الإغاثية الزمن لتقديم المساعدة الممكنة قبل سقوط الثلوج وتراكم الجليد
.
وفي ولاية بلخ التي أصابها الجفاف، قال منسق الأزمات رحمة الله زاهد "إن أشد ما يقلقنا هو كيفية الوصول إلى المناطق النائية في الشتاء، فإذا تساقطت الثلوج وتراكم الجليد فإن سكان تلك المناطق سيواجهون خطر المجاعة
".
أطفال أفغان يلهون بالبحث في الجليد
(رويترز)
ويحاول مسؤولو المعونة معرفة كيفية إنهاء حلقة مفرغة من الإغاثة والجفاف مرة أخرى في تلك المنطقة من البلاد التي عانت نقصا في المواد الغذائية والمياه خلال ثماني سنوات من بين الـ11 سنة الماضية.
كما يحاولون تثقيف المزارعين لتجنب الزراعة في المناطق المعرضة للجفاف، وتوجيههم لزراعة محاصيل مثل اللوز والعنب التي تحتاج لكمية أقل من الماء مقارنة بزراعة القمح.
في مدينة مزار شريف تجمع مئات النازحين الذين فروا من المناطق الجبلية الجافة والوعرة الأسبوع الماضي، لا يحملون من متاعهم شيئا يذكر.
مشهد هؤلاء النازحين يدعو للأسى، فكل ما لديهم أكياس قماش متسخة وبالية، وأدوات متواضعة للطعام، ينتظرون المساعدة التي يقدمها المجلس النرويجي للاجئين.
تقول زارا التي نزحت وأسرتها إلى مزار شريف، وهي جالسة القرفصاء إلى جانب حقيبة مساعدات، إن كل ما تأمله أن يجد زوجها عملا يمكنه من شراء بعض الخبز والخضر للأبناء.
وتضيف بأن الضباب الخفيف بدأ بالانخفاض، وجاءت الأمطار بعد فوات الأوان وبعد أن دمرت المحاصيل منذ أشهر بسبب الجفاف