12-01-2011, 05:20 AM
|
|
دورة تعليم قواعد التجويد// متجدد
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علما، إنه سميع قريب مجيب.
وبعد:
فإن تعليم هذه القواعد من أهم الأشياء التي ينغي للمسلم الموحد أن يعتني بها أشد العناية , لأنه بها سيقدم على تلاوة القرآن , وتلاوة القرآن أعظم ما يستشعره الإنسان من فضله أنه كلام الله رب العالمين غير مخلوق , كلام من ليس كمثله شئ , وصفة من ليس له شبيه ولا ند , وكتاب الله رب العالمين ووحي خالق السموات والأراضين وهو هادئ الضالين ومنقذ الهالكين ودليل المتحيرين وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو السراج المنير وهو الحق المبين والصراط المستقيم ..
فأي فضل بعد هذا ؟؟!!
لا أقول أن تعليم هذه القواعد واجب .. والتجويد على قسمين :
1_ تجويد عملي
2_ تجويد علمي
العلماء اختلفوا في حكم تعليم التجويد العملي على قولين :
1_ فمن قائل أن تعليم هذه القواعد واجب واستدلوا بالكتاب والسنة والإجماع .
قالوا سواء كان محفوظه قليلا أو كثيرا يجب عليه أن يتعلم هذه القواعد .
الكتاب :
قول الله تعالى (( ورتل القرآن ترتيلا )) آية 4 سورة المزمل
قالوا الله جلا وعلا قال ورتل وهو أمر والأصل في الأمر أنه للوجوب ما لم تأتي قرينة تصرفه عنه .. أي اتل القرآن مع مراعات قواعد التجويد من قصر المصور أو مد ممدود أو ادغام المدغم .. وقد صح عن غير واحد من الأئمة ذلك .. فصح عن علي رضي الله عنه أنه قال في قول الله (( ورتل القرآن ترتيلا )) قال :" الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف "
السنة :
استدلوا بحديث عبيد الله بن يزيد وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس منا من لم يتغنى بالقرآن "
والحديث صحح الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود
كذلك استدلوا بحديث أخرجه الطبراني في الأوسط عن موسى بن يزيد الكندي قال : كان ابن مسعود يقرئ رجلا .. فقرأ الرجل (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) قرأها مرسلة .. فقال ابن مسعود : ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقال الرجل : وكيف أقرأكها ؟ فقال ابن مسعود : (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) فمدها .
أيضا ما ثبت في صحيح البخاري في كتاب فضائل القرآن ..باب مد القراءة ..
عن قتاد أنه قال : سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أنس رضي الله عنه :" كان يمد مدا "
وفي رواية خارج الصحيح عند النسائي " كان يمد صوته مدا "
الإجماع :
قال المكي في" نهاية القول المفيد " : فقد أجمعت الأمة المعصومة من الخطأ على وجوب التجويد من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا ولم يختلف فيه أحد منهم ولا يكفي فيه الأخذ من الكتب بل لابد من أخذ ذلك من أفواه الشيوخ "
وإلى هذا أشار بن الجزري في منظومته بقوله :
الأخذ بالتجويد حتم لازم __ من لم يجود القرآن لآثم
لأنه به الإله أنزلا __ وهكذا منه إلينا وصلا
وهو أيضا حلية التلاوة __ وزينة الأداء والقراءة
فقد جعل تعليم القواعد واجبا شرعيا يأثم الإنسان بتركه .. وبهذا القول قال أكثر العلماء والفقهاء .
2_ من قائل أن التجويد ليس بواجب :
منهم الشيخ ابن عثيمين فقد سئل –رحمه الله تعالى – ما رأي فضيلتكم في تعلم التجويد والالتزامبه؟ وهل صحيح ما يذكر عن فضيلتكم حفظكم الله تعالى – من الوقوف بالتاء فينحو (الصلاة – الزكاة) ؟
فأجاب :
لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتبالتجويد، وإنما أرى أنها من تحسين القراءة، وباب التحسين غير باب الإلزام،وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك – رضي الله عنهما – أنه سئل كيفكانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: كانت مداً ؛قرأ بسم اللهالرحمن الرحيم يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم، والمد هنا طبيعيلا يحتاج إلى تعمده، والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي.
قال :"ولو قيل بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيمأكثر المسلمين اليوم ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى: طبق أحكامالتجويد في نطقك بالحديث وكتب أهل العلم وتعليمك ومواعظك".
قال :"وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل نبرأ به الذمة أمام الله عز وجل فيإلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله تعالى أو سنة رسولهصلى الله عليه وسلم أو إجماع المسلمين، وقد ذكر شيخنا عبدالرحمن بن سعدي – رحمه الله – في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غيرواجب.
ثم قال :"وقد أطلعت على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حول حكم التجويد قالفيه ص 50مجلد 16 من مجموع ابن قاسم للفتاوى: " و لا يجعل همته فيما حجب بهأكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة في خروج حروفه وترقيمهاوتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك،فإن هذاحائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق ب " أأنذرتهم" وضم الميم من "عليهم" ووصلها بالواو، وكسر الهاء أو ضمها، ونحوذلك وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت " ا ا.هـ.
وأجاب فضيلته لما سئل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يتغنى بالقرآن)؟
ما معناه ؟
فأجاب:
اختلف شراح الحديث في معناه فقيل المعنى ليس منا من لم يستغنى بالقرآن عن غيره فيكون في ذلك دليل على تحريم الرجوع إلى غير القرآن في العبادة والمعاملات وغيرها وقيل معنى من لم يتغنى بالقرآن أي من لم يحسن صوته الذي يجب عليه في أداء القرآن لأنه يجب على الإنسان أن يحسن صوته على وجه تبين به مخارج الحروف ولا يحصل فيه إدغام يسقط بعض الحروف بغير ما تقتضيه اللغة العربية والمعنيان كلاهما صحيح فالواجب على الإنسان أن يتقن اللفظ بالقراءة في كتاب الله عز وجل وعلى الإنسان أن لا يعدل عن القرآن إلى غيره في التعبد والمعاملات وأما التجويد المعروف فهذا ليس بواجب لكنه من تحسين الصوت بالقراءة لا شك فهو من المحسنات وليس من الواجبات. ا.هـ
والراجح والله تعالى أعلى وأعلم التفصيل بناءا على التقسيم الوارد في الألحان .. فإن اللحن أي الخطأ ينقسم إلى قسمين :
1_ لحن جلي
2_ لحن خفي
فيكون من أهمل تصحيح نطقه بالحروف قد أخل إخلالا واضحا جليا ويكون بذلك قد ترك واجبا وصار ملوما مؤاخذا وفي الصلاة خلفه نظر وعلى طالب العلم أن يتجنب الصلاة خلفه قدر الإمكان وهذا القدر من التجويد الذي يتوقف على تصحيح النطق وعدم التحريف والتزييف هو الواجب المحتم اللازم وهو الذي أشار إليه ابن الجزري بقوله :
الأخذ بالتجويد حتم لازم __ من لم يجود القرآن لآثم
لأنه به الإله أنزلا __ وهكذا منه إلينا وصلا
وهو أيضا حلية التلاوة __ وزينة الأداء والقراءة
ثم قال :
وهو إعطاء الحروف حقها __ من صفة لها ومستحقها
أما الأخطاء الخفية فهذا والله أعلم مما لا يتعين على كل فرد من الأفراد في أمة النبي صلى الله عليه وسلم فيكون مستحبا من تعلمه أجر ومن تركه لم يأثم ولا يؤجر لأنه لا يخل بالمعاني القرآنية إنما يخل بالقواعد فقط وهذا لا يمكن لنا أن نؤثم صاحبه والله أعلم .
هذا فيما يخص التجويد العملي .. أما التجويد العلمي فالناس أمامه فريقان :
الفريق الأول :
عامة الناس : وتعلمه بالنسبة إليهم مندوب وليس بواجب
الفريق الثاني :
خاصة الناس : وهم الذين يتصدون للقراءة أو الإقراء وتعلمه بالنسبة إليهم واجب وجوبا عينيا حتى يكونوا قدوة لغيرهم من العامة في تلاوة القرآن حق تلاوته
تعريف التجويد في اللغة والإصطلاح :
التجويد في اللغة : هو التحسين والإتقان .. يقال جودت الشئ تجويدا إذا حسنته تحسينا وأتقنته إتقانا .
في الإصطلاح : هو علم يبحث في الكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحروف حقها من الصفات اللازمة التي لا تفارقها كالاستعلاء والاستفال , أو مستحقها من الأحكام الناشئة عن تلك الصفات كالتفخيم والترقيق والإدغام والإظهار وغير ذلك ..
وإلى هذا اشار بن الجزري في منظومته بقوله :
وهو إعطاء الحروف حقها __ من صفة لها ومستحقها
ورد كل واحد لأصله __ واللفظ في نظيره كمثله
مكملا من غير ما تكل __ في اللفظ بالنطق بلا تعسف
وليس بينه وبين تركه __ إلا رياضة امرئ بفكه
يتبع بفضل الله ...
|