كان جسدها الخامل ملقى على كرسي نومها الخشبي
الذي بدى من الوهله الاولى انه متهالك
افاقت من شرودها بعد سماعها لصوت رينا
" ليري لقد اخبرتني المديرة بما جرى لك .. "
لاحضت نضرات عدم المبالاة على ليري فاردفت
" ايضاً قالت ان بإمكانك الذهاب إليها متى ما اردتي معرفه المزيد عن والديك "
لم تجد رد من صديقتها فتجهت إلى كرسيها هيا الاخرى لتلقي بجسدها
بينما املة بأن تصحو غداً وتجد احلامها قد تحولت لواقع ..
,,
كان القرع على الباب اشبه بزلزال يهز بغرفتها
افاقت بهلع من نومها لتتجه للباب مباشرة بينما كانت قدماها لاتقويان على حملها
فتحته بهدوء وهي تردد بصوتها الناعم " حسناً انا قادمة "
..
اتسعت عيناها بذهول " انسة ريل !!! "
صرخت بصوتها البغيض بينما القت بجسد رينا الصغير على الارض
واتجهت مباشرة للفتاة النائمة هناك اشبه بذئب يسرع لفريسته
فتحت ليري عيناها منزعجه من تلك الاصوات والصرخات
لتجد نفسها تسحب من شعرها بينما لم تتوقف ريل تلك التي ادعت بانها معلمه
عن صرخاتها وتهديداتها
كان صوت ليري يعلو تدريجياً بينما انواع اللكمات توجه لها
..
حملت رينا نفسها محاولة منع ريل من الاستمرار
إلا انها تلقت نفس الضرب الموجه لصديقتها العزيزة
ابتعدت عن جثتين ملقيتين على الارض " إن ذهبتي مره اخرى للمديرة للشكوا فستقتلين "
ابتعدت متجهه لباب الحجرة تاركه خلفها احلام محطمة .. وأمال يائسة
[ ليري | 16 عام | شقراء بعينين خضراوتين ]
[ رينا ساكورا | 15 | لون الشعر : بني | العينين : اسود ]
,,
صباح اليوم التالي [ 10 صباحاً ]
كان الصمت يعم ارجاء الميتم
تنهدت بعمق لتردف " أين إختفت .. !!؟ "
نضرت للفتاة الواقفة امامها
" رينا هل اخبرتك عن أي امر حتى وإن كان بسيط لربما علمنا سبب هروبها "
كانت اجابة رينا الوحيدة هي الصمت بينما عيناها بدأت تتسع لتلك الدموع
فهل سيكون اخر لقاء لها بصديقتها .. ؟
~
صرخت العجوز موجهه كلماتها للعاملين الذين خضعو أحتراماً لها
" محال ان تكون ابتعدت .. فاليبحث الجميع عنها حول الميتم "
خرج كل منهم متجهه لموقع معين املين ايجادها ..
~
بينما كانت بطلتنا تقف على احدى كبائن الهواتف
خالقة لنفسها مصاعب جديدة لمعرفة الحقيقة ..
رفعت سماعة الهاتف بهدوء لتوجه نضرها للبطاقة التي في يدها
وتبدأ بالضغط على الارقام تباعا
اجابها صوت من الجهه الاخرى بعد ثواني مرت بها كما لو انها ساعات " مرحباً "
اجابته بتوتر " هل يمكنني محادثة السيد جيرس ارثر ؟ "
" آه انا جيرس من المتحدث "
انتابها الصمت لفتره لاكنه لم يطل حتى رفعت صوتها " انا ليري .. "
" لقد سمعت بهذا الاسم من قبل .. صحيح ليري فريند اليس كذالك "
" لست متأكدة من هذا .. هل بإمكاني لقائك والحديث معك "
" آفهمك جيداً كنت بإنتضارك .. إذا سيكون اللقاء بعد ساعة من الان في مقهى بريك "
" شكراً لك "
اغلقت السماعة ليبدأ الهدوء يفرد سيطرته
بينما كان عقلها مشغول بكلماته والمصير الذي ينتضرها ..
توجهت مباشرة للمارة تستفسر عن موقع اللقاء المحدد
نضراً لعدم خروجها من الميتم إلا نادرا لذا فهي لا تعرف معضم المباني هناك
بعد فترة بسيطة كانت تقف امامه لتفتح بوابته بشكل اتوماتيكي وتنحني لها احدى النادلات
" مرحباً بك .. هل لديك حجز مسبق هنا "
ابتسمت بتردد " كلا اخطط للقاء بأحدهم "
اشارت لاحدى المقاعد الفارغة " حسناً إذا يمكنك الجلوس هناك "
كانت تشعر بشعور غريب ربما لانها المرة الأولى التي تعامل بهذه الطريقة ..
توجهت للمقعد بصمت لتجلس عليه
بينما كان المكان بأكمله غريب عليها .. شخص لم يعتد إلا على الكراسي المتهالكة والوجبات البسيطة كان ليشعر بغرابة هذا المقهى وفخامته
كان كل مايجول في مخيلتها انه اشبه بالقصر ..
بل كانت تعتقد انه اكبر من الميتم حتى فحجرتها الضيقة كانت لا تتسع لاكثر من شخص فكيف بشخصين ..
آنتضرته لمدة توجه نضراتها بين البوابة والساعة التي علقت اعلى المقهى
" أضن انه لن يأتي .. "
لاكنها ما إن فقدت الامل حتى تجد امامها جسد شخص بدى في الثلاثينات من عمره
لم تكن تضهر عليه ملامح السن ابداً بل كان شخص وسيم بشعر اسود تمردت بعض خصلاته لتنسدل على جبهت بعينين عسليتين
نضرت إليه بخوف لاكنه سرعان ما اختفى حين اجاب على أسالتها بإبتسامة
" اضن انك الانسة ليري فريند أنا السيد جيرس ارثر "
آخرج بطاقته من جيبه العلوي ليمد يده إليها " صحفي من جريدة جونير .. تشرفت بك "
ادخل بطاقته داخل جيب سترته من جديد ليمد لها يده مرحباً بها
بينما صافحته بتردد " انا ليري .. "
اتجه للمقعد المقابل لها ليقى بحقيبه عمله السوداء على الطاولة امامه بإهمال
" اعذريني على تاخيري بسبب العمل "
" انا من يتوجب عليه الاعتذار لإشغالك بالامر "
اردفت بعد ان اجابها بالصمت " إذا هل يمكننا الدخول لصلب الموضوع "
" مالذي تريدين معرفته "
تنهدت بعمق محاولة ترتيب كلمات بعثرت في عقلها
" أين أمي الان ؟ ومن تكون ؟ ولماذا تركتني ؟ ابي هل هو برفقة امي ؟ "
ضحك بسخرية من طريقة سردها للأسئلة ليرفع بكفه محاولاً تهدأتها
" لايمكنني الاجابة عليها دفعه واحدة .. لاكن هناك امر غريب أليس كذالك فانتي لم تساليني لما اعلم امور تتعلق بوالدتك "
كانت تنضر إليه بنضرات متعمقة " هذا صحيح .. أتمنا منك أخباري بكل الامور التي تعرفها "
" من أين ابدأ .. حسناً والدتك بريطانية الأصل تدعى فلوريدا فريند "
" أنتضر قليلاً مالذي تقصده بفلوريدا اخبرتني تلك العجوز بأنها تدعى ليندآ "
" صحيح قامت بتغيير أسمها لاحقاً لاكنها اعادته لفلوريدا الان "
" هل اصبت رأسك بشيء لايمكن ان يكون هذا الامر جدياً بربك هل تقول بانها تغير اسمها دائماً "
" ربما الامر سيكون صعباً عليك حاولي ان لاتقطعي حديثي حتى يتضح كل ما اريد قوله ثم سيكون لك وقت لتلك الأستفهامات "
" حسناً أعتذر يمكنك الاستمرار "
رفع راحة يده ليضعها على الاخر بينما اسند راس ذراعة على الطاولة
" والدك تزوج بوالدتك عندما ذهب في رحلة لبريطانيا لاحقاً في نفس اليوم الذي ولدتي فيه حدث حادث مروري ذهب ضحيته اربع اشخاص من بينهم والدك , عندما علمت فلوريدا بموت زوجها اصابها نوع من الهلع فلم تكن تدرك الامور حولها لتذهب مسرعة لرؤية والدك , تركتك فوق احدى الكراسي الموجودة في حديقة عامه وعندما ادركت انها فقدتك قامت بالعودة للحديقة لاكنها كانت المرة الاخيرة التي تراك فيها "
" هل تقـ !! "
" صحيح تم خطفك تلك الليلة ولاكن يبدو ان الخاطف قد خاف من عواقب فعلته فقام بوضعك عند بوابة الميتم الذي انتي فيه الان "
بعد صمت دام لفترة بسيطة كانت التساؤلات ماتزال تحوم داخل فكرها
" إذا لما لم تجدني امي بعدها "
" لقد بحثت عنك كثيراً ولم تياس لعدة سنوات
لاكنها فقدت الامل ثم عادت لبريطانيا مره اخرى "
" اين هيا الان ؟"
" أضن انها اقتحمت مجال الاوبرا في برطانيا قبل سنتين من الان
لذا سيكون من السهل ايجاد شخصية مشهورة "
" إذاً لما تعلم كل هذا ؟"
" لأكون صريحاً معك والدتك قامت بنشر معلومات عنك في عدة صحف بعد عدة ايام من خطفك املة في إيجادك كنت وقتها مهتماً بهذه القضية والمشرف على قسم الاخبار في الصحيفة
قمت بعدها بزيارة الميتم لنقل تلك الصورة للعالم ثم شدتني قصتك التي اخبرنتي بها مديرة الميتم "
" لاكني اضن انك تعلم الكثير عن والدتي فهل بحثت عنها ايضاً ؟"
" صحيح سافرت لبريطانيا وقمت بالحديث معها كانت علاقتنا جيدة جداً لاكنها سافرت فجأة للهند لتقديم عروض الاوبرا هناك لذا لم ارها منذ فترة "
لم يكن لليري أي تعليق على ماقاله حتى اردف
" إذا هل ستبحثين عنها ؟! "
" لا اعلم "
" إن كنتي بحاجة لامر ما فسأكون بجانبك دائماً "
" شكراً لك .. لاكن يبدو انك دخلت مجال الصحافة منذ كان عمرك 15 عاماً أو اقل "
سمعت ضحكته الساخرة من جديد " كنت بحاجة للمال .. يبدو انك تكثرين التفكير في امور لاجدوا منها "
حركت قدماها اخيراً لتقف من جديد " شكراً جزيلاً لك مره اخرى "
ابتعدت بشكل تدريجي عن الطاولة بينما ترا النادلات يقمن بتوديعها بعفويه خرجت من ذالك المقهى ...
رفعت نضرها للسماء الزرقاء التي امتلئت بالسحاب بشكل رسمها كلوحة فنية
" مالذي
ينتضرني يا ترا
؟ "
آنتهى ..
هل
سيكون لرينا دور في القصة بداً من الان
..؟
وهل ستبحث ليري عن والدتها ام انها ستتخلى عن
الامر ..؟
وهل سيجدون تلك اليتيمة الهاربة ..؟