عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-21-2011, 09:42 PM
الصورة الرمزية الثلايا
الثلايا الثلايا غير متواجد حالياً
مشرف القسم الإسلامي
 
شكراً: 2,316
تم شكره 3,815 مرة في 992 مشاركة

الثلايا عضوية معروفة للجميعالثلايا عضوية معروفة للجميعالثلايا عضوية معروفة للجميعالثلايا عضوية معروفة للجميعالثلايا عضوية معروفة للجميعالثلايا عضوية معروفة للجميع









Oo5o.com (7) فقه التعامل مع الأخطاء على ضوء منهج السلف

 

فقه التعامل مع الأخطاء على ضوء منهج السلف

تأليف
د. عبد الرحمن بن أحمد علوش المدخلي

مقدمة الطبعة الأولى


الحمد لله المتفرِّد بالكمال والجلال ، أحمده سبحانه حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على النبي المعصوم وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

لما كان الخطأ صفة ملازمة للبشر لا يسلم منه إلا من عصم ، أحببت أن أضع بين يدي طلبة العلم خاصة والمسلمين عامة قواعد وضوابط للتعامل مع الأخطاء والعثرات مستقاة من هدي خير القرون والتابعين لهم بإحسان ، الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ..." الحديث .

وقال الإمام مالك رحمه الله : "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"

والذي دعاني للكتابة في هذا الموضوع أمور عدة :

أولها : عدم التفريق بين الإثم والخطأ عند بعض الناس ، ربما كانا متلازمين عند بعضهم ، وهذا مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ، بل هو مذهب ضلال المعتزلة ومن وافقهم .

قال شيخ الإسلام : "وأهل الضلال يجعلون الخطأ والإثم متلازمين" . وقال في موضع آخر : "أما الذين يقولون بأن المجتهد المخطئ آثم فهم أتباع بشر المريسي وكثير من المعتزلة البغداديين والقدرية ؛ لأن الخطأ والإثم عندهم متلازمة" .

وقد رفع الله الإثم عن الأمة فيما أخطأوا فيه كما جاء في الحديث : "إن الله رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" .

وروى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال : "لما نزلت هذه الآية {وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ}[البقرة: 284] قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا" قال : فألقى الله الإيمان في قلوبهم ، فأنزل الله تعالى : {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا} (قال: قد فعلت) {رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا} (قال : قد فعلت) {وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا} (قال : قد فعلت) .


الثاني: المنهج النشاز الذي ظهر في هذه الأعصار من تتبع الأخطاء والعثرات للبراء والفرح بها مع نسيان الفضائل والحسنات .


الثالث : إني لم أجد دراسة علمية متخصصة في هذا الموضوع مع شدة الحاجة لذلك ، صحيح أن ثمة دراسات طرقت الموضوع من بعض جوانبه كدراسات في أدب الخلاف ، وأخرى في منهج أهل السنة في النقد والتقويم ، وثالثة في الرد على المخالف وفقه التعامل معه ، إلى غير ذلك ، وهذه الدراسات مع جودتها وقيمتها العلمية ليست متخصصة في موضوع البحث ، وأقرب رسالة وقفت عليها في هذا الموضوع للشيخ محمد المنجد حفظه الله بعنوان "الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس" وكدت لما وقفت عليها أترك المواصلة فيما بدأته ، إلا أني لما تصفحتها وجدت أنه عالج الموضوع من جانب ذكره لأساليب النبي صلى الله عليه وسلم في معالجة الخطأ ، والقضية تحتاج إلى بحث أوسع من حيث وجوب التثبت في إيقاع الخطأ والتعالم معه بعد وقوعه ، وبعد استحكامه والإصرار عليه ، كل ذلك على ضوء منهج السلف الصالح رحمهم الله ، ولا أنكر أني أفدت من رسالته فجزاه الله خيراً .

وقد أسميت هذه الورقات :

"فقه التعامل مع الأخطاء على ضوء منهج السلف"

وأردت بالفقه اللغوي لا الاصطلاحي ، وقد جعلت هذا البحث في تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة .

التمهيد : وأفردته لثلاث مقدمات :

الأولى : تعريف الخطأ لغة واصطلاحاً والألفاظ ذات الصلة .

الثانية : كل بني آدم خطاء إلى من عصم .

الثالثة : درجات الأخطاء والمخطئين .

الفصل الأول : قبل إثبات الخطأ والحكم به :

وفيه مبحثان :


المبحث الأول : التثبت والتبين قبل الحكم بالخطأ:

وفيه أربعة مطالب :

المطلب الأول : طلب الإسناد عند سماع المنقول .

المطلب الثاني : العلم بحال الناقل .

المطلب الثالث : العلم بحال المنقول فيه .

المطلب الرابع : العلم بطبيعة الخطأ المنقول .


المبحث الثاني : إحسان الظن وحمل الكلام على المحمل الحسن .

الفصل الثاني : عند ثبوت الخطأ ،

وفيه ثلاث مباحث :

المبحث الأول : النصح والتوجيه :

وفيه خمسة مطالب :

المطلب الأول : إخلاص النية والقصد عند النصح .

المطلب الثاني : الهدوء في التعامل مع المخطئ .

المطلب الثالث : إرشاد المخطئ وإعانته .

المطلب الرابع : تقديم البدائل الصحيحة .

المطلب الخامس : تأديب المخطئ إذا استلزم ذلك .

المبحث الثاني : الآداب الشرعية عند النصح والتوجيه :

وفيه ثلاثة مطالب :

المطلب الأول : الحكمة في معالجة الخطأ .

المطلب الثاني : مقارنة النفس بالغير عند صدور الخطأ .

المطلب الثالث : الرجوع عن الخطأ إذا ظهر الحق والصواب .

المبحث الثالث : الستر وعدم الإشاعة :

وفيه ثلاثة مطالب :

المطلب الأول : بيان الأخطاء دون التعرض للأشخاص ما أمكن ذلك .

المطلب الثاني : التحذير من إشاعة الفاحشة .

المطلب الثالث : التحذير من التعيير والتوبيخ .


الفصل الثالث : بعد استحكام الخطأ والإصرار عليه :

وفيه ستة مباحث :

المبحث الأول : المخطئ المجتهد مأجور غير موزور .

المبحث الثاني : الخطأ اليسير مغتفر في جانب الخير الكثير .


المبحث الثالث : خطأ الشخص لا يسري إلى غيره إلا وافقه وأقره .

المبحث الرابع : الورع عند نقل الخطأ وعدم التحامل .

المبحث الخامس : عدم تتبع الأخطاء والعثرات .

المبحث السادس : الأثر المترتب على الخطأ بالنسبة للحقوق .

الخاتمة : ولخصت فيها نتائج البحث .

الفهارس .

وقد حاولت عرض الموضوع وفق منهج علمي ، وأكثرت من الاستشهاد بالنصوص الشرعية وكلام أهل العلم في جلّ القضايا المطروحة ؛ لأنها منطلق البناء وأساسه ، وعزوت هذه النقول إلى مصادرها الأصلية قدر الاستطاعة ، وأما الأحاديث النبوية فقد خرجتها من مصادرها فما كان في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت به لكونهما محلاً للقبول عند جمهور أهل العلم ، وما كان في غيرهما فقد خرجته من مصادره ، قدر الاستطاعة مع محاولة الحكم عليه صحة وضعفاً من قبل أهل الاختصاص ، ولا أدعي أني جئت بمبتكرات جديدة في هذا البحث ، ولكنه الجمع والترتيب ، وهما من جملة مراتب التأليف فلعله يكون مفتاحاً لدراسات أكثر وأوسع استيعاباً .

وبعد ، فهذا ما كنت أروم إيضاحه ، فإن وجدت أخي القارئ حسناً فدعوة بظهر الغيب ، وإن تكن الأخرى فشأن الكرام ستر العيب ، والله الهادي إلى سواء السبيل فبه أستعين .
كتبه
عبد الرحمن بن أحمد علوش المدخلي
ص.ب 86 صامطة

يتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــبع>>>>>>>>>



-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

التوقيع :
بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عينـــي فــلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحــــيبُ
فَيـــا أسَفاً أسِفْتُ على شَبــــــابٍ نَـعاهُ الشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ
عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضاً كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيـبُ
فيَا لَيتَ الشّبــابَ يَعُودُ يَوْمــــــاً فأُخــــبرَهُ بمَـا فَــعَلَ المَـــــشيبُ




التعديل الأخير تم بواسطة همسات مسلمة ; 11-22-2011 الساعة 06:03 AM
رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ الثلايا على المشاركة المفيدة: