عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2011, 10:02 AM   رقم المشاركة : 3
الشيخ بو علي
مشرف سابق
قـــاص مُبدع






 

الحالة
الشيخ بو علي غير متواجد حالياً

 
الشيخ بو علي عضوية لديها صيت بسيطالشيخ بو علي عضوية لديها صيت بسيط

شكراً: 1,057
تم شكره 763 مرة في 259 مشاركة

 
افتراضي رد: ~|| آغاثا كريستي ~> رواية العميل السري $ تكمله $ ||~

:: الفصل الثالث عشر ::




لم تكن توبنس في حالة طبيعية، وعندما ذهبت الى فراشها في المساء ، ولما أصبح اليوم التالي ووجدت رسالة لها تغيرت حالتها ففضت الرسالة وقرأت فيها:
" عزيزتي باتريشيا
العمة "جراسيا" بحالة خطيرة اليوم.. وقد قرر الاطباء انها قاربت النهاية، اذا أحببت ان تريها يجب أن تحضري اليوم. اذا ركبت القطار الذي يتحرك في العاشرة والثلث الى محطة يارو ستجدين صديقا معه سيارة.. وكان بودي أن أكتب لك في ظرف أحسن من هذا..
بنلوب بلين"

قرأت توبنس الخطاب ثم ظهرت على محياها علامات الاسى ، وكانت مسز أوروك ومسز منتون موجودتين فأخذن جميعا يتحدثن عن أمراض أقاربهن، وبعد أن تناولن طعام الافطار، قامت توبنس الى التليفون.. وألغت موعدها مع حائكة الثياب.. وقابلت مسز برينا وشرحت لها الموقف قائلة: انها سوف تغيب عن المنزل ليلة أو اثنتين..
فقابلت مسز برينا الخبر بعبارات المواساة المعتادة في مثل هذه الظروف، وقالت :
- لم تأتي حتى الآن يا مسز بلنكنسوب أية أخبار عن مستر ميدوز وهذا أمر في غاية الغرابة..
فقالت توبنس :
- لا بد أن يكون قد أصيب في حادثة و..
- ولكن يا مسز بلنكنسوب لو كان الامر كذلك لسمعنا به.. فقد مضى وقت طويل ..
- اذن بماذا تفسرين سبب غيابه؟
- لعمري .. لست أدري ما أقول .. واني أوافق تمام الموافقة على أنه لم يختف بمحض ارادته.. والا لكان أنبأنا على الأقل..
- ربما يكون قد فقد ذاكرته فجأة، فهذا أمر كثير الحدوث في هذه الأيام..
- ربما.. وعلى العموم يا مسز بلنكنسوب نحن لا نعلم كثيرا عن حقيقة مستر ميدوز.. أليس كذلك؟
- ماذا تعنين ؟
- في الواقع لا اصدق كل ما أسمع.. ولكن ..
- تصدقين ماذا؟
- لتك القصة التي يرددونها ..
- أية قصة؟ انني لم أسمع شيئا ..
- طبعا .. انهم لن يقولوا لك شيئا.. أنت بالذات.. وقد سمعتها لأول مرة من المستر كايلي.. وهو كما تعلمين رجل كثير الشكوك ...
- أرجوك أ، تخبريني بما تعلمين..
- حسن .. انه مجرد افتراض .. انهم يقولون أن مستر ميدوز من عملاء الاعداء أو بعبارة أخرى من رجال الطابور الخامس ..
- لم اسمع هذا الهراء قبل الآن ..
- ربما لا يكون صحيحا.. ولكن لقد رؤي كثيرا مع ذلك الشاب الألماني .. وأظنه كان كثير التساؤل عن تقدم العمل في المصنع الكيميائي.. فاستنتج أنهما كانا مشتركين في العمل لحساب العدو ..
- أتمنى ألا يكون ما يقال صحيحا ..
- وعلى الخصوص ان شيلا المسكينة انفطر قلبها حزنا.. ولست أدري لماذا شاءت ظروفها أن تحب ذلك الفتى..
- ان الامور دائما تسير على غير ما تهوى ..
- أنت على حق في ذلك .. هكذا الدنيا .. أحزان وآلام ..

وفجأة سمعتا صوت مسز أوروك تقول :
- هل قطعت عليكما الحديث!
فقالت مسز برينا :
- لا .. أبدا . فقد كنا نتحدث عن غياب المستر ميدوز .. وكيف أن البوليس لم يعثر له على أثر .. لا شك أنك سمعت القصة ..
فقالت مسز أوروك :
- البوليس .. ماذا يمكننا أن ننتظر من ورائه .. انه لا يصلح الا لمخالفة السيارات وتحرير المحاضر لأصحاب الكلاب غير المرخص بها ..
فسألتها توبنس عن رأيها في غياب مستر ميدوز فأجابت :
- لا شك أنك سمعت القصة ..
- قصة .. انه فاستشي وانه من رجال الأعداء .. هذا هراء
- ربما كان ذلك صحيحا .. فقد كنت أراقبه من أول الأمر، وأحسست أنه ليس رجل أعمال متقاعد كما يدعي، بل أدركت أنه أتى إلى هذا المكان لحاجة في نفسه..
فقالت توبنس :
- وعندما أحس بأن البوليس وراءه أختفى .. أليس كذلك ؟
- ربما كان الأمر كذلك.. والا فما رأيك أنت يا مسز برينا ؟
- لا أدري ..
فسألتها توبنس :
- لم تقولي لنا أنت ما رأيك يا مسز أوروك ..
- اني اعتقد ان الرجل بمأمن من الخطر ..

وصعدت توبنس الى غرفتها لتعد حقائبها فجرت نحوها بتي الصغيرة خارجة من غرفة آل كايلي وهي تصيح :
- بطتي .. بطتي ..
فردت توبنس قائلة :
- أهي فوق ؟
فأجابت بتي :
- تحت ..
وظهرت مسز سبروت في تلك اللحظة فأخذت الطفلة تصيح ..
- أخفيني .. أخفيني ..
فقالت مسز سبروت :
- انك لا تستطيعين أن تقومي بلعبة الاخفاء الآن ..



* * *


عندما دخلت توبنس غرفتها ، لاحظت أن يدا عبثت بقبعاتها، فتلفتت حولها في الحجرة فأكدت أن العبث كان في كل مكان.. انهم يبحثون عن شيء لن يجدوه وتركت الخطاب الي وصلها صباح اليوم على منضدة الزينة، ثم خرجت من المنزل ونظرت في ساعتها .. كانت العاشرة، وقالت لنفسها : لا يزال هناك متسع من الوقت ولابد من النجاح ...



* * *



نزلت توبنس في محطة يارو فوجدت سيارة تنتظرها يقودها شاب قال لها:
- تفضلي يا سيدتي..
وبعد أن سارت السيارة مسافة قصيرة وسط الاحراش توقفت ونزلت توبنس فوجدت أنتوني مارسدون في انتظارها فقال لها على الفور :
- ان برسفورد بخير .. وقد خلصناه من الأعداء.. اذ كان قد وقع اسيرا في يدهم ، ولا يمكن أن تريه في الوقت الحاضر، لأسباب خارجة عن ارادتنا .. ثم ان هناك مهمة يجب انهاؤها ..
ونظرت توبنس الى كومة من القماش ملقاة بعيدا فسألت:
- ما هذا ؟
- انه أمر في غاية الخطورة.. انه بقايا باراشوت نزلت به فتاة قبض عليها رجالنا وكانت ترتدي ثياب الممرضات.. وعرفنا انها مكلفة بمهمة سرية ...
- ثم ماذا ؟
- اذا أحببت فانك تستطيعين ان تحلي محلها وتقومي بدورها لتكتشفي كنه مهمتها ..
- انني على استعداد ..
- ما أقوى أعصابك يا مسز برسفورد
- ماذا علي أن أفعل؟
- ان التعليمات التي معها ليست واضحة .. ولكنا وجدنا ورقة مكتوبة بالألمانية في جيب الفتاة.. جاء فيها .. " دوسبري " إلى " ليزريارو " حتى تقاطع الطريق .. ثم شارع " آسال " رقم 14 .. الدكتور " بينيون " ..



ونظرت توبنس الى حيث أشار مارسدون ، فرأت تقاطع الطريق .. وقال الشاب:
- هناك.. ستسيرين في ذلك الطريق نحو خمسة أميال على الأقل..
- ان السير على الأقدام رياضة جميلة ، وأرجو أن يقدم لي الدكتور بينيون طعام الغذاء ..
- هل تتكلمين الألمانية يا مستر برسفورد ؟
- بضع جمل فقط .. لكني سأصر أن يكون الحديث بالإنجليزية وأقول ان تعليماتي تقرر ذلك ..
- انك تخاطرين ..
- هراء! من يتخيل أنني بديلة لتلك التي هبطت بالبراشوت ..
- لقد حسبنا حساب كل ما د ينتظر فحجزنا الرجلين اللذين قبضا على الممرضة الألمانية رغم أنهما من رجالنا زيادة في الحيطة ، والآن سنبدأ في عملية التنكر ..

وبعد نصف ساعة ظهرت توبنس وقد تغير شكلها وتقدمت بها السن عشر سنوات واعرض فكاها . نتيجة لقطع المطاط التي وضعت داخل فمها لتتخذ هيئة الممرضة الألمانية فقال توني مارسدون:
- ستعلمين منه بالتحديد أين ومتى وكيف سيقع الغزو .. ؟
- لا تخشى علي يا طفلي العزيز.

ووقفت توبنس أمام المنزل رقم 14 شارع آسال فلاحظت من لوحة الدكتور بينيون انه طبيب أسنان ، كما لاحظت من طرف عينيها أن توني مارسدون كان يراقبها من بعيد في سيارته، فأدركت أن سيرها على الأقدام كان له حكة .. فان طائرة كانت تتبعها طوال سيرها وفهمت أن العدو كان حريصا على عدم ركوبها في سيارة حتى لا تحدث أي متاعب كانت..
صعدت توبنس درجات المنزل حتى وجدت باب العيادة.. فضغطت الجرس وظهر وراء الباب وجه سيدة انجليزية عجوز..
- هل الدكتور بينيون موجود .. ؟
- هل أنت الممرضة إيلتون ..
- نعم ..
- نعم ...
- إذن .. اتبعيني ..

ودخلت توبنس .. فقالت السيدة المسنة بعد أن أغلقت الباب :
- أرجو أ، تنتظري .. ريثما أخبر الدكتور ..

وانتظرت توبنس ان يفتح الباب ويظهر لها الدكتور بينيون .. ترى من يكون.. هل هو شخص غريب عنها ؟ أو شخص سبق أن رأته ؟ وماذا يحدث لو كان الدكتور بينيون هو الشخص الذي تفكر فيه ؟
وفتح الباب .. وخرج منه رجل لم يخطر على بال توبنس مطلقا ..
الكوماندوز " هايدوك " ..!


رد مع اقتباس