سأسافر الآن الى عالم خارج أفق العالمين
لأسكن هناك بمكان ليس به ساكنين
سأبني لي بيت وحديقة وأعيش كما يعيش الناس أجمعين
فقد مللت هذه الزوايا الكئيبة الرتيبة المفرغة من الأمل
سأجلس مابين زوايا جديدة
لأبدأ بسرد قصتي
وسأنصت لنفسي وانا أسردها
لأني سأكون وحيداً
نعم سأهرب من وحدتي الى وحدتي
سأتأرجح مابين الوحدتين
سأرسم دنيا جديدة وأيام جديدة تفتقر الى الثواني والساعات
ستكون مفرغة من كل الأحداث
وسيكون الوقت حينها بلامعنى
فالزمن سأرسمه بنفسي ولنفسي فقط
وسأجعل لنفسي عيد ميلاد
فقد كرهت ميلادي
وكرهت نفسي
سأفتح بوابة الماضي وأستخرج الذكريات
سألملم ذكرياتي وأضعها في موقد المدفأة
لأدفيء نفسي بحرق نفسي
سأمحو أسماء كل الأسماء
سأقلع أبواب وشبابيك ذاكرتي
وأقذف أمنياتي في فوهة البركان
سأنطق الصمت فقد آن الأوان
وسأسرد قصتي من جديد
وأكتب نهايتها الآن
وأعود وأكرر الأحداث ومن ثم أمسحها
فلم يعد لها مكان في ذاكرتي
لأني جعلت للزوايا بعداً آخر
بعدد من الأوهام
سأستدعي موزارت
واجعله يعزف لي سمفونية قداس الموت
واكتب له اغنية جديد بزوايا جديدة أكثر مرارة وألم
وآهات لم يتأوه بها أحد
فقد وجدت الحل بهذه الزوايا
زوايا من وهم الأحلام
سأنثر حرفي فوق مبخرة السحرة
واجعلها أداة طقوسهم
وامحي من الحروف أربعة
الواو والألف والقاف والعين
واكتفي في ماتبقى وابدأ بتسمية الأشياء من جديد
ستكون انتفاضة على الذات
سأغير كل شيء وأترك كل شيء وأنسى كل شيء
هكذا سيكون سفري
وفي تلك الزوايا سيكون مستقري
فقد سئمت الانتظار
يادنيتي