بسم الله الرحمن الرحيم
سأل احد الاخوه الشيخ محمد حسان بأن همته ضعيفه فكيف يوظف همته للدين؟
فأجاب الشيخ :
حقيقة السؤال كبير ويحتاج الي اجابه طويله لكن علي أي حال يقول شيخنا ابن القيم رحمه الله تعالي اعلم أن العبد أنما يقطع منازل السير الي الله تعالي بقلبه وهمته لا ببدنه فالتقوى في الحقيقة تقوي القلوب لا تقوي الجوارح
قال تعالي(ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ(32)الحج:32
وقال تعالي(لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِالْمُحْسِنِينَ(37)الحج:37
وأشار النبي صلي الله عليه وسلم يوما الي صدره الشريف وقال"التقوى ها هنا التقوى ها هنا"
_____________________________
والهمه رزق من الله تعالي والله جل وعلي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وكما قال ابن المنذور في لسان العرب وغيره من أهل اللغة والهمة مثل الهم لا شك ولا ريب أن الهمم متفاوتة بين الناس بتفاوت هموم الناس فما من إنسان علي وجه الأرض إلا وله همه الذي يحمله وأنا لا أنكر عليك أن تحمل خريطة كاملة من الهموم لكن أرجو أن يكون همك الأول وسط هذه الخريطة هو الدين اجعل الدين همك الأول لا حرج أن تحمل هم الوظيفة وهم الأولاد وهم الزوجة وهم السيارة الي غير ذلك لكن اجعل الدين همك الأول وفي الحديث الذي رواه الترمذي
"
من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له "
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2465
خلاصة الدرجة: صحيح
وفي رواية ابن ماجه بسند حسن "من جعل الهموم هما واحدا هم أخرته كفاه الله هم دنياه ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 209
خلاصة الدرجة: حسن
وربنا تبارك وتعالي ذكر الصنفين معا في قوله"مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً(18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً(19) الإسراء 18-19
____________________________________
الحديث طويل وله شجون كما يقولون لكن كيف اعلي همتي؟أن تصحب أصحاب الهمم العالية من الأحياء والأموات من الأحياء معروفه يا مولنا لكن كيف اصحب أصحاب الهمم العالية من الأموات بمطالعة سيرهم والقراءة لتاريخهم وموقفهم الجليلة التي يحملون فيها همم عالية تفوق قمم الجبال فمن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر ومن أصحاب الهمم العالية تأثر بهم وأصحاب الهمم العالية من الأحياء تري أخا من أخونك قد فتح الله عز وجل بابا في الذكر كلما وقعت عينك عليه رايته ذاكرا لله تعالي يستشعر الإنسان تقصيره في حق ربه في هذا الباب من أبواب العبادة إلا وهو الذكر فا يعود نفسه علي الذكر ويدرب لسانه وقلبه علي الذكر تري صنف أخر من إخوانك قد فتح الله لهم في باب الدعوة وأنت مقصر في هذا الباب تعلو همتك بالنظر إليهم ومصاحبتهم المهم أن تضرب مع كل أهل عبودية بسهم كما قال المحققون من علمائنا اصدق الله في العون منه واصحب أهل الفضل واقرأ سير أصحاب الهمم العالية وأفضل وأشرف وأكرم سيره ترفع همتك وتجدد عزيمتك وأرادتك هي سيرة النبي صل الله عليه وسلم ولقد قال ربنا
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً(21)الاحزاب: 21
واختتم بحديث رسول الله صل الله عليه وسلم في الصحيحين"مثل الجليس الصالح والجليس السوء ، كمثل صاحب المسك وكير الحداد ، لا يعدمك من صاحب المسك : إما تشتريه أو تجد ريحه ، وكير الحداد : يحرق بدنك أو ثوبك ، أو تجد منه ريحا خبيثة
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2101
خلاصة الدرجة: [صحيح]
"إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء ، كحامل المسك ونافخ الكير . فحامل المسك ، إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة . ونافخ الكير ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد ريحا خبيثة
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2628
خلاصة الدرجة: صحيح
إن النبي صل الله عليه وسلم قال"لا تصاحب إلا مؤمنا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2395
خلاصة الدرجة: حسن
فصحب أصحاب الهمم وسل الله أن يرزقك الهمة العالية الصادقة وتذكر الآخرة واعلم إن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة وإنها حقيرة فتعلق بمعالي الأمور ودعك من سفاسف الأمور وفي الحديث"إن الله تعالى يحب معالي الأمور ، و أشرافها ، و يكره سفسافها
الراوي: الحسين بن علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1890
خلاصة الدرجة: صحيح
_____________________________
التعديل الأخير تم بواسطة همسات مسلمة ; 11-03-2011 الساعة 05:29 AM