يشكل مقتل العقيد الليبي معمر القذافي مرحلة مفصلية هامة في تاريخ ليبيا وتكلل الانتصار الحقيقي لثورة السابع عشر من فبراير والتي سعت للإطاحة بنظام القذافى الديكتاتوري الذي استمر في الحكم نحو 42 عاما وتضع ليبيا على نهاية عهده للأبد وفتح أفق جديد للحرية والديمقراطية.
فغيابه عن المشهد يشكل منعطفا هاما في تاريخ ليبيا ويمثل غياب أقدم طاغية من طغاة العالم كما يروق لكثيرين من أبناء الشعب الليبي وصف ذلك حيث أنه زج بالآلاف من الليبيين في السجون والمعتقلات كما قتل الآلاف خاصة عقب اندلاع ثورة 17 فبراير وتسبب بعناده وتشبثه بالسلطة في تدمير البنية التحتية لليبيا وإراقة أنهار من الدماء.
ليبيا بين ثورتين
وقد اندلعت الثورة الليبية أو ثورة 17 فبراير متأثرة بالثورتين في دول الجوار مصر وتونس وسرعان ما تطورت ثورة ليبيا من السلمية للعنف وإلى الحرب والنزاع مسلح وبدأت احتجاجات شعبية في بعض المدن الليبية ضد نظام العقيد معمر القذافي، حيث انطلقت في يوم 15 فبراير إثر اعتقال محامي ضحايا سجن بوسليم فتحي تربل في مدينة بنغازي فخرج أهالي الضحايا ومناصريهم لتخليصه وذلك لعدم وجود سبب لاعتقاله، وتلتها يوم 16 فبراير مظاهرات للمطالبة باسقاط النظام بمدينة البيضاء فأطلق رجال الأمن الرصاص الحي وقتلوا بعض المتظاهرين، كما خرجت مدينة الزنتان في نفس اليوم وقام المتظاهرون بحرق مقر اللجان الثورية ، وكذلك مركز الشرطة المحلي ، ومبني المصرف العقاري بمدينة الزنتان، وازدادت الاحتجاجات اليوم التالي وسقط المزيد من الضحايا وجاء يوم الخميس 17 فبراير عام 2011 على شكل انتفاضة شعبية شملت بعض المدن الليبية في المنطقة الشرقية فكبرت الاحتجاجات بعد سقوط أكثر من 400 ما بين قتيل وجريح برصاص قوات الأمن ومرتزقة تم جلبهم من قبل النظام. وقد تأثرت هذه الاحتجاجات بموجة عارمة من الاحتجاج والتي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير في مصر واللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس حسني مبارك.
قتال الجرذان "زنجة زنجة"