الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد

وبعد :

نبدأ إن شاء الله مع الدرس الأول راجين من الله التوفيق والسداد .. أريد أن أذكر مقدمة أبين فيها الكلام وما يتألف منه ...

الهواء الخارج من الرئة إن خرج بدفع الطبع من غير أن يسمع هذا يسمى نفس بفتح الفاء

وإن خرج بالإرادة وعرض له تموج بسبب جسمين فهذا هو الصوت

فإن انتهى هذا الصوت إلى مقطع (وهو المخرج) واعتمد عليه فهذا هو الحرف

والصوت المشتمل على بعض الحروف تحقيقا أو تقديرا هذا هو اللفظ

واللفظ ينقسم إلى قسمين :

1_ لفظ مهمل 2_ لفظ مستعمل

أما اللفظ المهمل مثاله مثلا : ديز وهي مقلوب زيد فكلمة ديز مهملة غير مستعملة في اللغة

أما اللفظ المستعمل مثال مثلا : زيد فكلمة زيد كلمة مستعملة في اللغة

واللفظ الدال على معنى هو القول

والقول ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

1_ الكلمة 2_ الكلام 3 _ الكلم

أما الكلمة هي في اللغة مفرد كلم كلبنة مفرد لبن

وفي الاصطلاح : اللفظ الدال على معنى مفرد

وتنقسم الكلمة إلى ثلاثة أقسام بالإجماع أي إجماع النحاة (إلا من شذ كجعفر بن صابر الذي زعم أن أقسامها أربعة وأضاف اسم فعل )

أما الكلام فهو عند اللغويين عبارة عما تحصل به فائدة سواء كان لفظا أو غير ذلك من إشارة أو كتابة ونحوه , فأي شئ تحصل به الفائدة هذا يسمى كلاما عند اللغويين فلو كتبت مثلا لفلان رسالة وقلت له فيها إئتني غذا ففهم ذلك وجاءني في الغد .. هذا يسمى كلاما عند اللغويين

أما عند النحويين فهو خلاف ذلك إذ أنهم يشترطون في صحة الكلام أربعة شروط .. فيقولون لا بد أن يكون :
1_ لفظا : يعني لا يكون كتابة ولا إشارة ولا نحو ذلك فلابد أن يكون لفظا مشتمل على صوت بمعنى يخرج من الفم ..
2_ مركبا : بمعنى أن لا يكون مفردا لا بد أن يكون مركبا من كلمتين فأكثر ولا بد أن يكون التركيب هذا تركيبا إسناديا ... لأن التركيب إما أن يكون :
تركيب إضافي كقولك: عبد الله بيت الله ناقة الله فكل هذه تراكيب إضافية ..
أو تركيب مزجي كقولك مثلا : بعل بك أو معد يكرب أو حضرموت فهذه تراكيب مزجية
أو تركيب إسنادي كقولك مثلا: قال الله فأسندت القول إلى الله تعالى فهذا تركيب إسنادي

فلا بد أن يكون تركيبا إسناديا وهذا هو الشرط الثاني

3_ مفيدا : بأن تحصل الفائدة يحسن سكوت المتكلم عليها ...بمعنى إدا لم تحصل الفائدة لا يكون كلاما عند النحويين مثال مثلا لو قلت : إذا دخل الأستاذ وسكتت فهذا لا يحسن سكوتك عليه لأن المخاطب ينتظر الجواب فيقول في نفسه إذا دخل ماذا ؟؟ فلابد أن يكمل حتى يكون مفيدا وهذا شرط عند النحويين

4_ الوضع : بمعنى أن يكون بالوضع العربي فلا يصح أن يكون لفظا أعجميا فلو قلت مثلا ركبت لفوتيغ لفوتيغ هي السيارة بالفرنسية هذا لا يكون كلاما لماذا ؟ لأن كلمة لفوتيغ ليست بالوضع العربي .

فهذه هي الشرو الأربعة التي يجب توفرها لصحة الكلام عند النحويين .

أما الكلم : فهو اسم جنس جمعي وهو ما وضع للدلالة على أكثر من اثنين وفرق بينه وبين واحده بالتاء مثل : ثمرة جمعها ثمر ...أو شجرة جمعها شجر ... نخلة ونخل وهكذا ...
وشرطه أن يكون مركبا من ثلاث كلمات فصاعدا ولا تشترط فيه الإفادة ....

هذا ما يسر الله إعداد ألقاكم بعد إن شاء الله لطرح أسئلة حول هذا الدرس ..

دمتم بود السلام عليكم