عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-01-2011, 10:17 PM
الصورة الرمزية طال صبري
طال صبري طال صبري غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
شكراً: 213
تم شكره 168 مرة في 87 مشاركة

طال صبري عضوية ستكون لها صيت عما قريب








افتراضي هل تعلم ما هي اعظم مصيبة

 
الموت مصيبة كما سماه المولى عز وجل, قال تعالى: { فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ } سورة المائدة [106]

وتتعاظم المصيبة كلما كان الميت عزيزًا على أحبائه ...

وتصبح المصيبة أفجع إذا ترك الميت العديد من الأشياء التي تذكر أحباءه به...

ويمتلئ القلب بالحزن إذا كان هذا الشخص العزيز له أفضال كثيرة عليك وعلى من تحب ..

سيتبادر إلى ذهنك الآن سؤال طبيعي

وما علاقتي أنا بهذا الكلام؟ هذه المعلومات ربما تكون صحيحة ولكني لم أشعر هذا الشعور من قبل؟

هذا الكلام بالنسبة لي كلام نظري !!

ولهذا كان لنا هذا اللقاء لكي أخبرك بالمفاجأة!!

ارجع ببصرك إلى المقدمة وراجع المشهد من جديد ....

هل أنت متأكد من أنك لم تفقد أبدًا شخصًا بهذه المواصفات؟

فكر قليلاً ...

للأسف كلنا فقدنا شخصًا عزيزًا يحمل هذه المواصفات بل وأكثر منها ولكننا نسينا أو تناسينا هذه المصيبة...

هل عرفته الآن ؟ نعم .. بالضبط ... إنه بالفعل الشخص الذي يدور بخلدك الآن ... إنه النبي صلى الله عليه وسلم:

أعز من فقدته هذه الأمة في تاريخها الطويل على مر العصور. والكلام عن موت النبي صلى الله عليه وسلم يثير في القلب الأحزان والأشجان ولكنه يهون من فقد أي حبيب في الدنيا لذلك أحببت أن أختم هذه المجموعة من المقالات عن الموت بموت النبي صلى الله عليه وسلم حتى يعلم الشباب أن الموت حتم ولازم على العباد وأن الكل سيشربون هذا الكأس المر.
وليعلم المسلمون أن كل مصيبة تهون أمام هذه المصيبة الكبرى.

قال القرطبي مبينًا عظم هذه المصيبة وما ترتب عليها من أمور:

من أعظم المصائب المصيبة في الدين.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي, فإنها أعظم المصائب» وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم, لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة، انقطع الوحي، وماتت النبوة، وكان أول ظهور الشر بارتداد العرب, وغير ذلك، وكان أول انقطاع الخير وأول نقصانه.


والآن أدعكم مع هذه اللحظات المؤثرة .....

' كان أبو بكر يصلي بالمسلمين حتى إذا كان يوم الاثنين، وهم صفوف في صلاة الفجر، كشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة، ينظر إلى المسلمين، وهم وقوف أمام ربهم، ورأى كيف أثمر غرس دعوته وجهاده, وكيف نشأت أمة تحافظ على الصلاة، وتواظب عليها بحضرة نبيها وغيبته .

وقد قرت عينه بهذا المنظر البهيج، وبهذا النجاح الذي لم يقدر لنبي أو داعٍ قبله، واطمأن أن صلة هذه الأمة بهذا الدين وعبادة الله تعالى صلة دائمة، لا تقطعها وفاة نبيها، فملئ من السرور ما الله به عليم, واستنار وجهه وهو منير يقول الصحابة رضي الله عنهم:

كشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر حجرة عائشة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك، فهممنا أن نفتتن من الفرح، وظننا أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا أن أتموا صلاتكم، ودخل الحجرة، وأرخى الستر وانصرف بعض الصحابة إلى أعمالهم، ودخل أبو بكر على ابنته عائشة وقال: ما أرى رسول الله إلا قد أقلع عنه الوجع، وهذا

يوم بنت خارجة، إحدى زوجتيه, وكانت تسكن بالسنح فركب على فرسه وذهب إلى منزله.

واشتدت سكرات الموت بالنبي صلى الله عليه وسلم, ودخل عليه أسامة بن زيد وقد صمت فلا يقدر على الكلام، فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعها على أسامة، فعرف أنه يدعو له، وأخذت السيدة عائشة رسول الله وأوسدته إلى صدرها بين سحرها ونحرها، فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده سواك، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه، فقالت عائشة:

آخذه لك؟ فأشار برأسه: نعم، فأخذته من أخيها ثم مضغته ولينته وناولته إياه فاستاك به كأحسن ما يكون الاستياك، وكل ذلك وهو لا ينفك عن قوله: «إلى الرفيق الأعلى»

وكان صلى الله عليه وسلم يدخل يده في ركوة ماء أو علبة فيها ماء، فيمسح بها وجهه ويقول: «لا إله إلا الله، إن للموت سكرات» ثم نصب يده فجعل يقول: «في الرفيق الأعلى».. حتى قبض ومالت يده, وفي لفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم أعني على سكرات الموت».

وفي رواية: أن عائشة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مسند ظهره يقول: «اللهم اغفر لي وارحمني, وألحقني بالرفيق الأعلى».


وقد ورد أن فاطمة رضي الله عنها قالت: واكرب أباه! فقال لها: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم», فلما مات قالت: يا أبتاه.. أجاب ربا دعاه، يا أبتاه.. جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه.. إلى جبريل ننعاه, فلما دفن صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة لأنس: كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟!

وتسرب النبأ الفادح، وأظلمت على أهل المدينة أرجاؤها وآفاقها‏.‏ قال أنس‏:‏ ما رأيت يومًا قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت يومًا كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أرقت فبات ليلي لا يزول وليل أخي المصيبة فيه طول

وأسعدني البكاء وذاك فيما أصيب المسلمون به قليل

لقد عظمت مصيبتنا وجلَّت عشية قيل: قد قبض الرسول

وأضحت أرضنا مما عراها تكاد بنا جوانبها تميل

فقدنا الوحي والتنزيل فينا يروح به ويغدو جبرائيل

وذاك أحق ما سالت عليه نفوس الناس أو كادت تسيل

نبي كان يجلو الشك عنا بما يوحى إليه وما يقول

ويهدينا فلا نخشى ملاما علينا والرسول لنا دليل

أفاطم, إن جزعت فذاك عذر وإن لم تجزعي فهو السبيل

فقبر أبيك سيد كل قبر وفيه سيد الناس الرسول


-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

التوقيع :
[SIGPIC][/SIGPIC]

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ طال صبري على المشاركة المفيدة: