بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الكريم وعلى آله الطيبين
وصحبه الطاهرين ومن نحى منحاه ونهج نهجه وسلك سبيله إلى يوم الدين
وبعد :
حياكم الله إخواني الكرام أسأل الله تعالى أن ينير بصيرتنا ويسدد خطانا ويرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه .........آمين
كنت قد وعدت في بعض الردود على بعض المواضيع التي كتبت في هذا المنتدى الذي أسأل الله أن يكون ربانيا حول الحكم في مشاهدة (الأنمي ) في الشرع , ومن المعلوم أن أخانا منير قد استفتى من هم أكثر منا علما وأرسخ قدما في العلوم الشرعية مما أدى إلى عقد العزم وتغيير المسار ولا أحد يجرأ أن يقول أنه فعل خطأ أو أنه ترك الأفضل بل العكس تماما , ونحن والله من صميم قلوبنا نحييه على هذا العزم , سيان وأنه ترك شيئا قد شبت القلوب وافتتنت به بعد أن استفتى أهل العلم والصلاح ... وقال في موضوعه الذي نشر للأهمية أن ما سيأتي أفضل وهذا والله دليل على فقه الرجل لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول :" من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ) ...
السؤال : هل يجوز مشاهدة ( الأنمي) ؟
للإجابة على هذا السؤال لا بد لنا أن نعرف حكم الرسم والتصاوير ثم بعد ذلك نرتقي لنستفهم عن أشياء أخر ..
أما حكم الرسم والتصاوير
من القواعد الكلية العظام قاعدة " الضرورات تبيح المحظورات " ومن تفريعات هذه القاعد قولهم " ما حرم سدا للذريعة يباح للمصلحة الراجحة"
السؤال الذي يطرح نفسه هل التصوير محرم لذاته أم لغيره ؟
يعني هل التصوير حرم لذاته أم حرم سدا للذريعة ؟
فإذا كان التصوير محرما لذاته ينبني على ذلك آثار , وإذا حرم سدا للذريعة ينبني على ذلك آثار ... فينبغي أن نجيب على هذا السؤال لنرى الآثار المترتبة على ذلك ...
روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن مسعود قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون "
وعند ابن حبان من حديث ابن عمر زيادة وهي قوله صلى الله عليه وسلم " يقال لهم أحيوا ما خلقتم " صححه الألباني في الجامع برقم 999
وثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن التصاوير والتماثيل .
وفي الصحيحين عن ابن عباس قال سمعت رسول الله عيه الصلاة والسلام يقول :" كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفيا فيعدبه في جهنم . قال ابن عباس : فإن كنت لابد فاعلا فاصنع الشجر وما لا روح فيه .
وجاء رجل إلى ابن عباس والقصة في صحيح البخاري وكان يتأكل من التصوير _ أي كان يعمل ويأكل رزقه من التصوير _ وكان يتأكل من التصوير ومن الرسم والنحت , فسأل ابن عباس عن مهنته فقال ابن عباس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صور صورة فيؤمر يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ قال ابن عباس : فشهق الرجل شهقة واصفر لونه . فقال له ابن عباس يا ابن أخي عليك برسم ما ليس فيه روح كالأشجار .
فالتصاوير رخص فيها النبي صلى الله عليه وسلم برقم في ثوب الشئ الذي يبقى في الثوب صورة في الثوب ولا تكون هذه الصورة شاخصة وليس لها ظل .
وفي الموطأ وأصل القص في صحيح مسلم أن أبا طلحة الأنصاري رأى رجلا جالسا على بساط فيه تصاوير , فأخذها من تحته ونزع هذه الصورة فقال له سهل بن حنيف :ألم ينه النبي عليه الصلاة والسلام عن التصاوير وقال إلا رقما في ثوب . فقال أبو طلحة : بلى ولكن هذا أطيب لنفسي .
إذن بما أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص نوعا من أنواع التصاوير و التماثيل وهي ألعاب أطفال وقد زفت عائشة رضي الله عنها كما في سنن أبي داود وكان في بيتها ألعاب . فرخص النبي صلى الله عليه وسلم فيه فدل هذا الترخيص على أن التصاوير ليست محرمة لذاتها إنما هي محرمة سدا للذريعة , خوف أن يتخذها الناس أصناما تعبد , وهكذا بدأت كما في صحيح البخاري عن ابن عباس في تفسير قول الله تبارك وتعالى ( وقالوا لا تذزن آلهتكم ولا تذزن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ) نوح 23
ذكر ابن عباس أن هذه أسماء قوم صالحين كانوا في قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم وصورا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد ونسي العلم فعبدوهم .
فهكذا بدأت عبادة الأصنام أن الناس في الأول يقولون نحن عصاة ومقصرين ولا نستطيع أن نعبد الله مباشرة فلا بد لنا أن نتخذ وسائط بيننا وبين الله.
ففي الأول يصورون وينحتون تماثيل قوم ماتوا صالحين بقصد تخليد ذكراهم ثم بعد يطول عليهم الأمد حتى يأتي جيل قد انتشر فيهم الجهل وينسون ما كان قصد آبائهم من تصوير هذه التصاوير من أن يخلدوا ذكراهم إلى اتخاذهم وسائط بينهم وبين الله , ثم بعد ذلك بالتدريج إلى أن يعبدوهم بدل عبادة الله تبارك وتعالى .
قد يقول قائل : نحن الأن في عصر الحضارة وعصر العلم والتكنولوجيا ولا يوجد أصنام ولا من يعبدها .
نقول النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات دوس حول ذي الخلصة " رواة ابن حبان والبيهقي وصححه الألباني في الجامع برقم 7410
أي لا تقوم الساعة حتى تضطرب نساء دوس في عبادة ذي الخصلة وذي الخصلة صنم فأليات نساء دوس في العبادة والتعظيم والانحناء لهذه الأصنام وأن الناس في آخر الزمان سيعدون إلى عبادة الأصنام .
ولذا التصاوير قال غير واحد من أهل العلم بما أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في نوع منها فدل ذلك على أن الأصل فيها ليست الحرمة إنما حرمت سدا للذريعة , ولذ ما حرم سدا للذريعة أبيح للمصلحة الراجحة , أو أبيح للضرورة .
الآن بما أننا عرفنا أن الأصل في التصاوير ليست الحرمة وعلمنا أن الشرع إنما نهى عنها سدا للذريعة ,و أن القاعدة أباحت لنا الأخذ بها للضرورة , ننظر ونجيب عن كل التساؤلات من خلال هذه القاعدة .
نسأل هل الضرورة أن يتصور المرأ ويحتفظ بالصور في ألبومات الصور ؟ أو أن يصور في فيديو مناسبة من مناسباته ؟ أو أو أو
الجواب : هذا كله ليس ضرورة التي من أجلها يمكن لنا أن نبيح أو نجوز التصوير وهذا قد أفتى به غير واحد من أهل العلم , وبناءا عليه يتبين لنا حكم الأفلام والمسلسلات والأنميات .
والله الموفق للصواب
والحمد لله رب العالمين
التعديل الأخير تم بواسطة الثلايا ; 10-20-2011 الساعة 06:35 PM
سبب آخر: العنوان والخط