شرط الجواز عدم قصد التحقير .
قال الإمام السبكي ـ رحمه الله ـ :
كنت جالساً بدهليز دارنا فأقبل كلب فقلت : اخسأ كلب ابن كلب
قال : فزجرني والدي من داخل البيت ، قلت : سبحان الله ... أليس هو كلباً ابن كلب !؟ ، فقال : شرط الجواز عدم قصد التحقير ، قلت : وهذه فائدة " أهـ
فيض القدير (1/151)
لو نادى مناد من السما ان الكذب حراما ماكذبت
كان إياس بن معاوية –رحمه الله- يقول
«ما أحب أني أكذب كذبة لا يطلع عليها إلا الله ولا أؤاخذ بها يوم القيامة ، وإن لي مفروحا *من الدنيا ! »
حلية الأولياء [3/123]
* المفروح : هو الشىء الذى يفرح به الإنسان
و دخل سليمان بن يسار على هشام بن عبد الملك:
فقال: يا سليمان، من الذي تولى كبره منهم؟
قال: عبد الله بن أبي ابن سلول.
قال: كذبت، هو علي.
فدخل ابن شهاب، فسأله هشام، فقال: هو عبد الله بن أبي.
قال: كذبت، هو علي.
فقال: أنا أكذب ؟ لا أبا لك ! فوالله لو نادى مناد من السماء: إن الله أحل الكذب، ما كذبت !
حدثني سعيد، وعروة، وعبيد، وعلقمة بن وقاص، عن عائشة:
أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي.
تاريخ دمشق (55/371) ، سير أعلام النبلاء (5/339) ، فتح الباري (7/437)
__________________
طريقةٌ سهلةٌ مجربةٌ... لدرءِ الضغينةِ، وإزالةِ الجفوةِ ، لكنَّها صعبة !
قال أبو بكر الكتاني -رحمه الله-:
صَحِبني رجلٌ ، وكان على قلبي ثقيلاً ، فوهبتُ له شيئاً ليزول ما في قلبي ، فلم يزل ، فأخذتُ بيده يوماً إلى البيت ، وقلت له : ضع رجلك على خدي! فأبى ، فقلت : لا بُدَّ ، ففعل.
واعتقدتُ أن لا يرفع رجلهُ من خدي حتى يرفع الله من قلبي ما كنتُ أجِدُه ! ، فلما زال من قلبي ما كنت أجِدُه قلتُ لهُ : "ارفع رجلك الآن!"
تاريخ دمشق (54/255) ، إحياء علوم الدين (3/75)
و قال أبو محمد الجريري -رحمه الله-:
دعانا أبو العباس بن مسروق ليلةً إلى بيته ، فاستَقبَلنا صديقٌ لنا ، فقلنا : ارجع معنا فنحن في ضيافة الشيخ .
فقال : إنه لم يَدعُنِي. فقلتُ : نحن نستثني كما استثنى رسول الله صلى الله عليه و سلم بعائشة.
فرددناه -اصطحبناه معنا- فلما بلغ باب الشيخ أخبرناهُ بما قال ، وقلنا له .
فقال : جعلتَ موضعي مِن قِبلكَ ، أن تجيء إلى منزلي من غير دعوة ! علىَّ كذا وكذا إن مشيتَ إلى الموضعِ الذي تقعدُ فيه إلا على خدي!
وألحَّ ووضعَ خدهُ على الأرض ، وحملَ الرجلَ ، ووضعَ قدمهُ على خدِّه من غير أن يُوجعه ، وسحب الشيخ وجهه على الأرض إلى أن بلغ موضع جلوسه !.
تاريخ بغداد (5/101)
طأطئ رأسك لكلمة السوء حتى تتخطاك !
قال عمرُ بن الخطّاب -رضي الله عنه-:
إذا سَمعت الكلمةَ تُؤْذِيك فطَأْطِىء لها حتى تَتخطاك.!
العقد الفريد (1/180)
و شتم رجل ابن عباس- رضى الله عنه-:
فلما قضى مقالته ، فقال : يا عكرمة، انظر هل للرجل حاجة فنقضيها ؟ فنكس الرجل رأسه واستحى .
وأسمع رجل معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-:
كلاماً شديداً فقيل له : لو عاقبته ؟ فقال : إني لأستحي أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي .
وجاء غلام لأبى ذر -رضي الله عنه-:
وقد كسر رجل شاة له، فقال له : من كسر رجل هذه ؟ قال : أنا فعلته عمداً لأغيظك، فضربنى، فتأثم . فقال : لأغظين من حرضك على غيظي، فأعتقه .
وشتم رجل عدى ابن حاتم وهو ساكت:
فلما فرغ من مقالته قال : إن كان بقي عندك شئ فقل قبل أن يأتي شباب الحي، فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا .
ودخل عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-:
المسجد ليلة في الظلمة، فمر برجل نائم فعثر به، فرفع رأسه وقال : أمجنونٌ أنت ؟ فقال عمر : لا، فهم به الحرس، فقال عمر : مه، إنما سألني أمجنون ؟ فقلت : لا .
ولقي رجل على بن الحسين:
فسبه، فثارت إليه العبيد، فقال : مهلاً، ثم أقبل على الرجل فقال : ما ستر عنك من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها ؟ فاستحى الرجل، فألقى عليه خميصة كانت عليه، وأمر له بألف درهم، فكان الرجل بعد ذلك يقول : أشهد أنك من أولاد الرسول .
وقال رجل لوهب بن منبه :
إن فلاناً شتمك، فقال : ما وجد الشيطان بريداً غيرك .
مختصر منهاج القاصدين ص (231)
لو قلتَ عشراً ؛ لم تسمع واحدة !
قال الأصمعي -رحمه الله-:
بلغني أن رجلا قال لآخر : والله ! لئن قلت لي واحدة لتسمعن عشرا . قال : لكنك لو قلت عشرا ؛ لم تسمع واحدة .
المجالسة وجواهر العلم ( 8/28)
بل نَسْلَمُ ويَسْلَمونَ ، خيرٌ من أن نُؤجرَ ويأثَمُونَ.!
حدَّث الأعمشُ -رحمه الله- فقال :
خرجتُ أنا وإبراهيم النخعي ونحن نريدُ الجامع، فلما صرنا في خلال طرقات الكوفة قال لي: يا سليمان، قلت: لبيك
قال: هل لك أن تأخذَ في خلال طرقات الكوفة كي لا نمر بسفهائها فينظرون إلى أعور وأعمش فيغتابونا ويأثمون؟
قلت: يا أبا عمران، وما عليك في أن نُؤجر ويأثَمون؟!
قال: يا سبحانَ اللهِ! بل نَسْلَمُ ويَسْلَمونَ ، خيرٌ من أن نؤجرَ ويأثمونَ.!
المنتظم في تاريخ الأمم والملوك لابن الجوزي (7/21)
قول أخي: « لم أقل » أحبَّ إلي من ثمانية يشهدون عليه!
قال ميمون بن مهران –رحمه الله-:
ما بلغني عن أخٍ لي مكروهٌ - قطُّ - إلا كان إسقاطُ المكروه عنه أحبَّ إلي من تحقيقه عليه،
فإن قال : « لم أقل » ؛ كان قوله: « لم أقل » أحبَّ إلي من ثمانية يشهدون عليه!
«تاريخ الرَّقَّة» (ص 25)
إن الرجل ليحدثني بالحديث، فأنصت له (كأني لم أسمعه)، وقد سمعته قبل أن يولد !
قال عطاء بن أبي رباح -رحمه الله-:
إن الرجل ليحدثني بالحديث، فأنصت له كأني لم أسمعه، وقد سمعته قبل أن يولد !
تاريخ دمشق (40/401)، سير أعلام النبلاء (5/86)
وقال خالد بن صفوان -رحمه الله-:
إذا رأيت محدثا يحدث حديثا قد سمعته أو يخبر بخبر قد علمته ، فلا تشاركه فيه حرصا على أن يعلم من حضرك أنك قد علمته ، فإن ذلك خفة فيك وسوء أدب .
الآداب الشرعية (2/264)