أوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا (الرعد/41)
صوره للأرض من القمر الاصطناعي
هل تحدث القرآن الكريم عن شكل الأرض ؟
أشار القران الكريم للكون بالذكر في بعض آياته وفي أخري حث علي التدبر والإمعان فيهما وأنة أي هذا المنهج بالتدبر والتفكر في الكون وفي كتاب الله هو السبيل للأيمان والتسليم للخالق بالوحدانية والإخلاص له بالعبادة عن خشية وقد خصت بعض هذة الإشارات الأرض بالذكر وبطريقة محيرة ومثيرة وتبدو منسجمة وموافقةً مع ما يعرض اليوم من حقائق علي الساحة العلمية ، وهذه الكلمات المتواضعة في هذه المحاولة المحدودة بالزمان والمكان إنما أتت ضمن سياق فهم قد يكون قاصر لفحوى آيات وردت في كتاب عظيم صالح لكل زمان ومكان .
وسنحاول أن نوجز فيما يلي من سطور ذكر الأرض في كتاب الله وفي موضعين مختلفين :
الموضع الأول في سورة الزمر : خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ [الزمر/5]
والآن إذا حاولنا فهم معني كلمة يكور من خلال معانيها في معاجم اللغة العربية من جهة وفي التفاسير من جهة أخري، فهل من الممكن أن تحتمل هذه الكلمةالإشارة لشكل الأرض ؟
أولاً من معاجم اللغة العربية :
1. مختار الصحاح للرازي : [كار] العمامة على رأسه أي لاثها وبابه قال وكل دور …و [الكارة] ما يحمل على الظهر من الثياب و [تكوير] المتاع جمعه وشده وتكوير العمامة كورها وتكوير الليل على النهار تغشيته إياه وقيل زيادته في هذا من ذاك وقوله تعالى [إذا الشمس كورت] قال أبن عباس غورت وقال قتادة ذهب ضوءها وقال أبو عبيد كورت مثل تكوير العمامة تلف فتمحى[1] .
2.لسان العرب لأبن منظور : وكارَ العِمامَةَ على الرأْس يَكُورُها كَوْراً : لاثَها عليه وأَدارها …، يُكَوِّرُ الليلَ على النهار ويُكَوِّرُ النهارَ على الليل؛ أَي يُدْخِلُ هذا على هذا، وأَصله من تَكْوِيرِ العمامة، وهو لفها وجمعها[2].
ثانياً من التفاسير :
1. تفسير أبن كثير : أي سخرهما يجريان متعاقبين لا يفتران كل منهما يطلب الآخر طلبا حثيثا كقوله تبارك وتعالى « يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا » هذا معنى ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وقتادة والسدي وغيرهم[3].
2. تفسير القرطبي : قال الضحاك : أي يلقي هذا على هذا وهذا على هذا. وهذا على معنى التكوير في اللغة وهو طرح الشيء بعضه على بعض؛ يقال كور المتاع أي ألقى بعضه على بعض؛ ومنه كور العمامة. وقد روي عن ابن عباس هذا في معنى الآية[4].
3. مفردات الفاض القران الكريم : كور الشيء: إدارته وضم بعضه إلى بعض، ككور العمامة، وقوله تعالى: }يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل{ [الزمر/5] فإشارة إلى جريان الشمس في مطالعها وانتقاص الليل والنهار وازديادهما[5].
من خلال هذا البحث البسيط في معاني كلمة يكور في المعاجم والتفاسير يمكن أن نخلص بأن معناها يمكن أن يفهم كما يلي : أي يجعلهما (الليل والنهار) كالكرة يشكلهما حتى يصبحا مكورين ، ونفهم هنا المعني المقصود من الآية وهو أن الأرض كروية الشكل وكما أن العمة تكور علي الرأس وتتخذ شكله المكور من قولة كار العمامة فإن الليل والنهار يتخذان الشكل الكروي للأرض ويتبادلان الوضع علي سطحها الكروي.
وبطريقة أخري، الليل موجود في الفضاء والنهار موجود, النهار هو عارض غالبا نتيجة الإشعاعات الضوئية المنبعثة من النجوم، إذاً الأصل في الكون هو الليل، فلو أتينا علي سبيل المثال لجسم يشبه الكرة في غرفة مظلمة ثم أشعلنا مصباح داخل الغرفة يمكن أن نلاحظ أن جانب الكرة المقابل للمصباح سيضاء والجانب الذي خلفه سيعتم لأن الغرفة أصلا معتمة ، طيب لو حركنا الكرة حركة دائرية محاكية لحركة الأرض سنلاحظ أن الجانب المعتم سيبدأ بالتغلب علي الجانب المظلم وسيبقي الجانب المقابل للمصباح مضيئا وهكذا يكور الليل علي النهار والعكس بالعكس والعجيب أن الليل يسبق النهار في معظم آيات القران باستثناء موضعين وكأن ذكر الليل قبل النهار فيه أشارة أنة هو الأصل.
شكل الليل والنهار واللذان يتخذان شكل الأرض الكروي يمكن ملاحظة أن الليل هو الأساس في الكون
قد يأتي أحد المشككين ليقول بأن المقصود من معني يكور إذا اعتبرنا أن التكوير معناه اتخاذ الشكل الكروي فإن التكوير هنا في الاية جائز على الأرض مسطحة كانت أم كروية وكما في الصورة أدناه وعلية فأن تفسير معني يكور في الآية يمكن أن ينسب للمشاهدات البشرية بأن الشمس كان يلاحظ بأنها تخرج من الأسفل ثم ترتفع إلى أعلى ثم ترجع إلى أسفل من الجهة الأخرى مع النهار وهذا المسار يشكل نصف كرة ، ومن هنا جاء التكوير في القران علي هذا النحو ، ولا علاقة لهذا الأمر بكروية الأرض.
حدي الاعتقادات القديمة حول حركة الشمس علي الأرض المسطحة
نقول لهذا المدعي ما يلي : إذا كان المقصود من يكور النهار علي الليل هو المشاهدات التي لوحظت لمسار الشمس الكروي في قبة السماء وعلاقته بضوء النهار علي الأرض المسطحة فإن هذا المنطق يتناقض مع قوله يكور الليل علي النهارلأن الليل ليس له مسار وليس له دليل علية وعلي جوهرة يمكن ملاحظته كما النهار ، فإذا قلنا أن الشمس هي دليل النهار وحركتها الدائرية في السماء ، فليس هناك دليل علي الليل وينتفي بهذا معني قوله يكور الليل علي النهار بسبب أن القمر منير ولا يمكن اعتبار حركته في قبة السماء دليلاً علي الليل في جوهرة كما الشمس وعلاقتها بالنهار ناهيك عن الجمع بين تبادل الليل علي النهار واستخدام كلمة يكور في الربط بينهما ومن هنا يبطل هذا الإدعاء.
يمكننا أن نلاحظ في هذا المشهد بالقمر الاصطناعي لوكالة الفضاء ناسا أن الليل في الكون هو الاصل وأن الضوء حادث عن النجوم ، ويقابل الضوء المنبعث من الشمس جسم الأرض الكروي ويتخذ شكلة كما نري ويصبح الجزء الخلفي لها معتماً ويتبادل الليل والنهار علي سطح الأرض المكور نتيجة دورانها علي محورها.
الموضع الثاني في سورة الرعد : َأوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (الرعد/41)
يورد الراغب الأصفهاني في مفردات الفاض القران حول كلمة ننقص ما يلي : النقص هو الخسران في الحظ، والنقصان المصدر، ونقصته فهو منقوص. قال تعالى: }ونقص من الأموال والأنفس{ [البقرة/155]، وقال: }وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص{ [هود/109]، }ثم لم ينقصوكم شيئا{ [التوبة/4] [6].
وفي موضع أخر يستطرق أبن منظور في لسان العرب فيقول حول معني كلمتي ننقص وطرف فيورد ما يلي : [... كما قال أَوَلم يروا أَنَّا نأْتي الأَرض ننقصها من أَطرافها أَفَهُم الغالبون الأَزهري أَطرافُ الأَرض نواحِيها الواحد طَرَف وننقصها من أَطرافها أَي من نواحِيها ناحيةً ناحيةً وعلى هذا من فسّر نقْصَها من أَطرافها فُتوح الأَرضين وأَما من جعل نقصها من أَطرافها موت علمائها فهو من غير هذا قال والتفسير على القول الأَوَّل وأَطراف الرجال أَشرافُهم]
[...وقوله عز وجل أَقِمِ الصلاةَ طَرَفي النهارِ وزُلَفاً من الليل يعني الصلوات الخمس فأَحدُ طَرَفي النهار صلاة الصبح والطرَفُ الآخر فيه صلاتا العَشِيِّ وهما الظهر والعصر وقوله وزُلَفاً من الليل يعني صلاة المغرب والعشاء...وطَرَفُ كل شي مُنتهاه والجمع كالجمع والطائفة منه طَرَفٌ أَيضاً...] [7].
وعلية يمكن أن نفهم كلمة طرف بمعني جانب وتستعمل للأجسام والأوقات كما أشار الرازي في قاموسة مختار الصحاح وهنا وإذا استعملنا هذا المعني الذي تم إيراده ستظهر لنا معجزة تتعلق بشكل الأرض عند الأطراف وأنها منقوصة عند نهاياتها من جميع الجوانب فهل هذا ينطبق علمياً علي شكلها.
تقول الموسوعة الحرة الويكبيدا عن شكل الأرض ما يلي : شكل الأرض قريب جداُ للشكل oblate spheroidأي للشكل الكروي المفلطح [8].
أقرب شكل حر مثالي للأرض oblate spheroid
والآن سنحاول مرة أخري أن نتأمل معني كلمة ننقصها من أطرافها فمقاطع هذا الشكل المدعو oblate spheroid علي محاورة الرأسية عبارة عن قطوع ناقصة (أشكال بيضوية) وهي حسب المسقط الأمامي والجانبي كما هو موضح بالشكلين أدناه ناقصة الأطراف :
مسقط علوي للشكل المشابه للأرض oblate spheroid يمكن ملاحظة نقصان الأطراف من كلتا الجانبين
مسقط جانبي للشكل المشابه للأرض oblate spheroid يمكن ملاحظة نقصان الأطراف أيضاً من كلتا الجانبين
وشكل الأرض هو مسطح
والدليل من القرآن في سورة الغاشيه
(
وإلى الأرض كيف سطحت )
وهذا دليل بان الأرض مسطحه
وفي بعض كتب العلوم لطلاب المدارس يذكر ان شكل الأرض كروي وهذا غير صحيح
فلذلك ارجو نشر الموضوع
وأرجو تثبيته لأهميته
التعديل الأخير تم بواسطة dhoom491 ; 09-11-2011 الساعة 02:28 PM