لا غالب إلا الله -- تحاورك أينما كنت وأينما هيه – منقوش عليها ,
أحداث الكون ببصره , والله غالب على أمره .
لا غالب إلا الله كانت حروفا باقية
لاغالب إلا الله كانت حشاها خاوية
لا غالب إلا الله تذرف دموعا قاسية
لا غالب إلا الله فى كل ركن وزاوية
لا غالب إلا الله تحكى عصورا خالية
لا غالب إلا الله
صداها رنين أشعار( ابن زيدون) الباقية
وعطر( ولادة) بنت الملوك الغالية
ودموع( ابن عباد) الحنونة الآبية
لا غالب إلا الله -- كانت سماءا صافية
والملك على أرجائها يعدوا -- والفلك تسمع دانية
ولحن عصفور من الشرق يسرى -- فوق المياه الجارية
وقنديل من الزيت يروى – حكايا قصر واهية
لا غالب إلا الله , كانت كما هيه -- كانت تنادى باكية
ألا أيها الملك المجيد -- تركت أرضك بالية
كيف القصور صارت – دروبا خاوية ؟
كيف الحدائق الغناء باتت – رمادا فانية ؟
صوت الأميرة فى البرارى -- حجبته ريح عاتية
حتى الجوارى -- ما عاد يجدل شعرهن ولا هيه
لا غالب إلا الله – كانت جبالا راسية
يا أيها الملك الحزين -- تبكى على ملك الجدود الهاوية ؟
أم تبكى قصرا ونهرا – فاق حد البادية ؟
وعلى بابك الخلفى – تصرخ جارية
يا أيها الملك الحبيب -- هل سترجع ثانية ؟
هلا علمت بأننى – ماكنت يوما غانية ؟
وبحب مولاى العظيم -- قد عشت دهرا وافية ؟
لا غالب إلا الله – تروى فصولا ماضية
وحدائق قرطبة تمسح دموعا -- وتبيت دوما باكية
وطائر الشرق فى بنى الأحمر-- يهيم شوقا فى أشبيلية
يا أبا عبدالله رحلت -- والعين تنزف دامية
يا أيها الغالب بالله -- مضت قرون ثمانية
لم يبق منها غير –
لاغالب إلا الله – كانت هى الباقية