حقيقة كم هو مؤسف ونحن نرى ذلك الامتهان للفظ الجلالة في هذا الزمن
فالكتب الدراسية تملأ الشوارع خلال فترة الامتحانات، بل يتعدى الأمر لِمَا هو أنكى فترى من يقوم بوضعها في حاويات الزبالة !!
ونرى الصحف المحلية والمجلات الأسبوعية مصيرها بحاويات الزبالة أيضاً ! بل البعض استخدم تلك الصحف سفرة لطعامه !
وكذلك الخطابات بالمدارس والدوائر الحكومية والأهلية والمؤسسات والمكاتب الخاصة مصيرها إلى ما ذكرنا للأسف بعد انتفاء الغرض منها! رغم اشتمالها على لفظ الجلالة وآيات قرآنية وأحاديث نبوية.
وكلنا يعرف أن ذلك لم يأتِ عمداً من قِبل أي إنسان مسلم، ولكنه نسيانٌ وعدم انتباه لذلك الأمر الهام.
من هذا المنطلق جاءت هذه الحملة تذكيراً وتنبيهاً للحفاظ على لفظ الجلالة من الامتهان، وما اندرج تحتهِ من آيات قرآنية وأحاديث نبوية.
( فتوى )
هذا سؤال طرح على شيخنا رحمه الله عبدالعزيز بن باز جاء فيه:
هل يجوز كتابة البسملة على بطاقات الزواج نظرا لأنها ترمى بعد ذلك في الشوارع أو في سلال المهملات ؟
الجواب: يشرع كتابة البسملة في البطاقات وغيرها من الرسائل لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر)) ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ رسائله بالتسمية .
ولا يجوز لمن يتسلم البطاقة التي فيها ذكر الله أو آية من القرآن أن يلقيها في المزابل أو القمامات أو يجعلها في محل يرغب عنه ، وهكذا الجرائد وأشباهها لا يجوز امتهانها ولا إلقاؤها في القمامات ولا جعلها سفرة للطعام ولا ملفا للحاجات - لما يكون فيها من ذكر الله عز وجل ، والإثم على من فعل ذلك أما الكاتب فليس عليه إثم .
وقد ورد في الأثر عن محمد بن الصلت قال: "سمعت بشر بن الحارث وسُئل ما بال اسمك بين الناس كأنه اسم نبي؟ قال: هذا من فضل الله وما أقول لكم، كنت رجلاً عياراً صاحب عصبة فجزت يوماً فإذا أنا بقرطاس في الطريق فرفعته فإذا فيه (بسم الله الرحمن الرحيم) فمسحته وجعلته في جيبي وكان عندي درهمان ما كنت أملك غيرهما، فذهبت إلى العطارين فاشتريت بهما غالية (نوعاً من الطيب) ومسحته في القرطاس فنمت تلك الليلة، فرأيت في المنام كأن قائلاً يقول لي: يا بشر بن الحارث رفعت اسمنا عن الطريق، وطيبته لأطيبنَّ اسمك في الدنيا والآخرة، ثم كان ما كان".
قال سعيد بن أبي سكينة: بلغني أن رجلاً نظر إلى قرطاس فيه (بسم الله الرحمن الرحيم) فقبّله ووضعه على عينيه فغفر له. ذكره القرطبي في التفسير. ولا يعني هذا أنه كلما وجد المسلم ورقة فيها اسم الله رفعها وطيبها وقبلها، لكن عليه أن يرفع اسم الله وأن يُبعده عن الامتهان، وأن يربي أولاده على ذلك، فلا تمتهن الكتب الدراسية والأوراق المحترمة التي فيها شيء من القرآن أو أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بل حتى كراساتهم إذا كُتبت عليها أسماؤهم أو أسماء آبائهم وقد اشتملت على لفظ الجلالة.
هذه الحملة تذكيراً وبياناً لِمَا يجب على كل مسلم العمل به تجاه كتاب الله وأسمائه وصفاته وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحذيراً من الوقوع فيما يغضب الله ويتنافى مع مقام كلام رب العالمين عز وجل
" واليك الأن أمثلة تُعنى بالحفاظ على لفظ الجلالة من الامتهان "
ففي الدوائر الحكومية والأهلية والمؤسسات الفردية والمكاتب الخاصة مثلاً هناك قطّاعة ورق تقوم بوضعها في مكتبك، وفي حالة عدم حاجتك لأي خطاب تقوم بوضعه في القطاعة المذكورة فتُخرجهُ لك أجزاءً صغيرة جداً تقطع أي شي يكون به لفظ للجلالة أو آية قرآنية أو حديث نبوي. وإليك صورة لتلك القطاعة: