ألا أيها الظالم المستبد
حبيب الظلام عدو الحياة
سخرت بأنات شعب ضعيف
وكفك مخضوبة من دماه
وسرت تشوه سحر الوجود
وتبذر شوك الأسى في رباه
رويدك لا يخدعنك الربيع
وصحو الفضاء وضوء الصباح
ففي الأفق الرحب هول الظلام
وقصف الرعود وعصف الرياح
حذار فتحت الرماد اللهيب
ومن يبذر الشوك يجني الجراح
تأمل هنالك أنى حصدت
رؤوس الورى وزهور الأمل
ورويت بالدم قلب التراب
وأشربته الدمع حتى ثمل
سيجرفك السيل سيل الدماء
ويأكلك العاصف المشتعل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حتام ننعت بالبطولة فاتكا
يحكي الوحوش ضراوة ووثوبا
فينقضّ من أعلى عقابا كاسراً
ويدب مثل الأفعوان دبيبا
لا تجعلوا سفك الدماء مناقبا
للفاتحين بل اجعلوه ذنوبا
المجد ليس لفاتك ولو أنه
بذَّ النسور مخالبا ونيوبا
والغار يبرأ من رؤوس أهلها
ساموا الأنام القتل والتعذيبا
ما الباسل المغوار إلا مصلح
ملأ الحياة على البرية طيبا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإذا الشعب ثار يوماً على الغاشم كانت شياهه ذؤبانا
وعدن كل ذات طوف عقابا وغدا كل أرنب أفعوانا
يغفر الشعب كل ذنب ولا يـمنح عرشا أذله غفرانا
عصف الدهر بالعروش وولى عهد كسرى وقيصر لا كانا
ليس في كف عاهل صولجان حمل الشعب وحده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل طاغ مهما استبد ضعيف
كل شعب مهما استكان قدير