الموضوع: قصة مخيييييفة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-20-2011, 01:58 AM
الصورة الرمزية ايوب_ناروتو
ايوب_ناروتو ايوب_ناروتو غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
شكراً: 4
تم شكره 4,294,967,292 مرة في 5 مشاركة

ايوب_ناروتو عضوية تخطو طريقها









Oo5o.com (5) اكبر قصة مخيييفة في المنتدى

 
أعرف أن الكثير أتى يستمع إلي للبحث عن متعة الرعب .. أنا هنا لأخبرهم أن القبور تكتظ بأمثالهم من الذين ظنوا أن الرعب متعة جميلة .. ثم ماتوا وفي أعينهم نظرة ملتاعة عندما عرفوا الحقيقة ..

لا رعب في حكاية خيالية ألفها شخص ما أثناء فترة تأمل ... الرعب هو ما تسمعه على لسان صديق ملتاع يحكي لك بعيون متسة ما حدث معه يوما .


سأتيح لكم الفرصة لمعرفة أكثر .. ليس مني لأنني مصاب بداء الملل السريع .. ستسمعون كل شيء منهم .. بألسنتهم .. هم يعرفون كل شيء .. لأنهم رأوه رأي العين .. لا تسألوني من أنا .. تذكروا أنكم هنا لتسمعوا .. لا لتسألوا ... وإن لم يعجبكم ما سمعتموه فاذهبوا وفجروا رؤوسكم .. لن يحدث فارقا عندي .. تماما كما أنه لو انتزعت روحي مني في أحد نوبات الصرع الذي ابتليت به فلن يحدث فارقا لديكم ... هكذا اتفقنا

هناك من يلح علي في الكلام بعد أن قررت أن أسكته لفترة من الزمن لأتيح الفرصة لغيره .. لكنه لازال يلح كالبرغوث .. تفضل .. أحمد .. القلم معك ..



حكاية نداء الشيطان


"عندما تحاول جنية أن تتقرب للزواج منك فهذا عادي .. أما أن يطلبك للزواج شيطان رجل فلتقل على الدنيا السلام "


"سارعي .. للمجد والعلياء ........ ....... ....... ....... ........ عاش المليك .. للعلم .. و الوطن " .. نظرت إلى من كان يقف بجواري ... كائن مغمض العينين .. فاغر الفاه ... تأملته قليلا بتمعن ثم رفعت عيني إلى ساحة المدرسة .. كائنات مغمضة العينين .. فاغرة الأفواه .. تتململ بتثاقل كأفراس النهر في انتظار انتهاء النشيد الوطني .. إنهم هنا يشغلونه في الطابور عبر كاسيت أمامه مايكروفون .. اختراع صممه الأستاذ دعبس بعد اليأس التام من أن تنشد أفراس الـنهر ... رحم الله أيام اسطنبول حيث كان الكل يقف كالعواميد يصرخون بتحية العلم بجنون وكأنه فيلم القلب الشجاع .

بعد انتهاء الطابور وفي الطريق المتململ إلى الفصول .. وكعادته الأزلية ، كان يجب أن يخرجني المدير ليلسعني لسعتين بالعصا لعدم ارتدائي الزي الرسمي السعودي .. هذا يحدث كل يوم لأنني لم أكن ألتزم به أبدا .. المشكلة أنهم هنا يصفون كل من لا يرتديه بأنه (منهم ) .. يعنون الكفار .. لأنه ببساطة من تشبه بقوم فهو منهم .. أذكر أنهم كانوا يعلقون ورقة بهذا على الجدران ... لا يبدو أنني سأحب حياتي في هذه المدرسة خاصة و أنه تبقى لي ثلاث سنوات لأنهيها .

دخلت إلى الفصل متأخرا قليلا بعد اللسعتين .. لم يكن الأستاذ قد جاء بعد .. اتجهت إلى مقعدي في الصف الأول لا شعوريا .. و بالمناسبة فإن هناك شـ.......... دووووف .... دووووف .... دوووف ... ثم سكوت ... ثم دووووف ....ثم بشكل أسرع قليلا .... دووف دووف دوووف دوووف دووف ... الصوت يحدثه الطلاب كلهم في نفس واحد ... ألم تعرف بعد لم يفعلون هذا ؟ تنظر إلى ما ينظرون لتجد جسدا ضخما جدا جدا كبضعة أفيال موضوعين في ثوب سعودي واحد ... كان هذا هو الدمنهوري ... فتى مغربي غاية في البدانة.. وهو كلما يخطو خطوة داخل الفصل يجب أن يحدث الطلاب هذا الصوت .. و أخيرا لما يصل إلى مقعده ليجلس تسمع .. تِششششششششش .

وفجأة سكن الكل .. وانتظموا في جلستهم .. رأيت الباب يفتح بقوة شديدة .. توقعت أن أراه ... هرقل .. ابن ملك الالهة و صاحب مدينة الأفاعي .. لكن من دخل لم يكن هو ...بل كان رجلا ممتلئا قليلا .. يرتدي ثوبا و طاقية بيضاء سعودية .. ذو لحية سوداء متوسطة الحجم تبدأ مباشرة من تحت عينيه.. تلك العينين التي اتسعت في تهديد واضح .. كان يمسك عصا متوسطة الطول في يده اليمنى . .. أعرفك .. هذا هو الأستاذ فوزي ... مدرس المواد الدينية وهي خمسة مواد هنا في السعودية .. وهذا يعني أنك سترى هذا الوحش كل يوم .. هذا الأستاذ مصري الجنسية ... لو أردت تخيله أكثر .. تخيل واحدا من عصابة القناع الأسود نمت له لحية سوداء متوسطة الطول .

كانت حصة في آخر أيام العام الدراسي .. وقد فضل الأستاذ فوزي أن يجعلها حصة حفظ .. أي أن يستغلها الطلاب في حفظ ما تقرر عليهم من القرآن .. ويستغلها هو في إراحة كرشه على الكرسي على ألا يسمع همسا في الفصل ... دقائق و قام طالب يدعى حسن .. أبيض الوجه ، جميل الملامح ، أسود الشعر ناعمه ، ممتليء الجسم قليلا ... قام على استحياء و اتجه إلى الأستاذ فوزي الذي نظر له راسما على وجهه أعتى تعابير الصرامة .

اقترب حسن من أذن الأستاذ فوزي و همس ببضع كلمات فرسم الأستاذ فوزي على وجهه تعبير المتفهم العالم ببواطن الأمور .. ثم أخذ حسن كرسيا من مكان ما ووضعه بجانب الأستاذ فوزي و جلس عليه معطيا ظهره للفصل .. و مال إلى الأستاذ فوزي وبدأ يتكلم بصوت منخفض حتى لا يسمعه أحد .. وفي كل دقيقة ينظر إلى الفصل في قلق ... تحولت نظرة المتفهم إلى نظرة المندهش ... ثم إلى نظرة أفراس النهر فاغرة الفاه ... ثم بدأ يجفف عرقا وهميا ... لم أستطع منع نفسي من الاشتياق لسماع ما يقولون .. يبدو أنه أمر جلل .. لا أحد يجروء على الجلوس إلى الأستاذ فوزي و التحدث معه هكذا .. ثم إن حسن هذا شخص ضعيف الشخصية جدا .. عدت أحاول سماع أي شيء لكن بلا فائدة.

المشكلة أنه هذه الجلسة بين أستاذ فوزي و حسن أصبحت تتكرر في معظم الحصص الدينية التالية .. و أصبحا يتقابلان فيما بين الحصص و في وقت الفسحة ... فيما بعد عرفت الموضوع بأكمله من حسن الذي رواه لي بعد أن تخرجنا من المدرسة بعشر سنوات في جلسة رائقة ممتلئة بدخان الشيشة .. وظللت مندهشا من حكايته حتى لحظة كتابة هذه السطور بعد مرور عشر سنوات على سماعي لها .. لن أحك لك شيئا منها بالطبع .. سأمارس عادتي المحببة.. وأدعه يحكي بنفسه ما حدث له.

مر.... مرحبا .. أدعى حسن خاشـ ... لا .. لا يمكنني الإفصاح عن اسم العائلة .. أنا سعودي في الصف الأول الثانوي .. في مدرسة المنارات في المدينة المنورة ... على قدر من الجمال .. أقـ .. أقصد .. احم .. أعني ... .. المهم .. بدأت قصتي على السرير .. في إحدى الليالي الحارة .. ومكيف غرفتي يضيف مشكلة الإزعاح إلى مشكلة الحر .. فضلت أن أخلع ملابسي لأكون عاري الصدر .. أحاول الحصول على النوم .. أتفلب على جميع الجهات ... أقكر في كل شيء ممل يدعو إلى النعاس ... بلا فائدة .. لازلت يقظا وكأني في مسبح بارد .. قررت أن أجرب أحد طرقي الشهيرة للحصول على النوم .. التفكير في الجنس .

زاد هذا حالي سوءا لأنه أضاف مشكلة التعرق إلى المشكلتين السابقتين ... لم يبد أن النوم سيأتي اليوم ولا في أي يوم آخر ... وبينما أنا وسط حبات عرقي حدث ما جعلني أنتفض من رقادي و أجلس ملتصقا بالحائط كما يحدث في أفلام الكرتون ... طبعا غرفتي مظلمة .. ومن مكاني على السرير أرى باب غرفتي المفتوح .. وأرى السيب المظلم .. غرفتي في منتصف السيب .. فلما أقول أنني أرى السيب يعني أنني أرى فقط حائط السيب المواجه لباب الغرفة .. ما جمد الدم في عروقي هو أنني رأيت ما يبدو مثل النور يقترب في السيب .. وهذا النور ينعكس على حائط السيب بشكل يستفزك قائلا .. نعم إنني نور .. ونور جدا أيضا .. و أنت لا تهلوس ... ولم تهلوس قط في حياتك .

المرعب أن النوركان يقترب بسرعة ... هذا نور لا يضيع وقته ... لا ينوي أن يدع لي فرصة لأخذ حقي الطبيعي في الارتعاب ... وفجأة اتضح لي ما كان يصنع النور ... رأيته لثانية ثم فقدت الوعي من الرعب في الثانية الأخرى .. استيقظت فجأة .. ما هذا الحر ؟ جبيني متعرق جدا .. نظرت إلى الساعة ذات العقارب الفسفورية .. إنها الثالثة بعد منتصف الليل .... نظرت لباب الغرفة ... رأيت نورا غريبا يقترب بسرعة .. ثم إنه كـ ... وهنا تذكرت كل شيء .. وصرخت بقوة ..

أين من يعيش معي في هذا المنزل ؟ لايعيش معي أحد حاليا سوى أمي .. المشكلة أنها معتادة على عادة غبية جدا .. وهي تشغيل الراديو بجانبها على أعلى صوت أثناء نومها .. لا أدري إن كانت حالة نفسية ...يقولون أنها تفعل هذا حتى لا تسمع أي صوت من تلك الأصوات التي تجعلك تظنها أشباح.. طقطقة الأثاث .. تحريك الهواء للأبواب .. صفير النوافذ ... المهم أنها لم تسمعني .. صرخت و صرخت .. لكن النور استمر في الاقتراب بسرعة .. ثم ظهر لي للمرة الثانية .

جسد أنثى .. ملفوف بطريقة لا تراها إلا في رسوم الكاريكاتير ... قميص نوم فوق الركبة .. بياض قمري غريب .... وجه فاتن لا تراه إلا في الميثولوجيا الإغريقية .. هالة خفيفة من الضوء تلف كل هذا برقة .. كل هذا كان عند باب غرفتي يتقدم على استحياء .. لازلت ملتصقا بالحائط .. لكن ليس بنفس قوة الالتصاق السابقة .. ثم إن تلك الإغريقية مدت يديها وفردت كفيها الرقيقين نحوي .. بالنسبة لي كان كل هذا أكثر مما يحتمله عقلي .. لذا سقطت فورا مغشيا علي .....ليست نقطة جيدة أن تخيب ظن الإغريقيات الذين يمددن إليك أيديهن في منتصف الليل .

إن ما رأيته ولا شك جنية .. لطالما سمعت عن حكايات الجنيات اللاتي يتزوجن رجالا من البشر .. هذا مرعب .. سمعت عن جنيات مثل شيخة الفلسطينية ابنة الخمسمائة عام .. أو ميمونة التي تزوجت رجلا سعوديا له قصة مشهورة ... و أخرى تزوجت أحدهم ورفضت الطلاق و أخذت تطالب بحقوقها .. هذه الأمور كلها سمعتها و تكفلت المجلات و الصحف الصفراء و غير الصفراء بنشر التفاصيل كاملة .

في ليلتي التالية .. لم أطفيء النور بل فتحت كل أنوار الغرفة و السيب .. و أغلقت باب الغرفة بالمفتاح .. ومرت الليلة بسلام .. مثلها مثل خمس أو ست ليالي تالية استخدمت فيها نفس الطريقة .. لكن كانت لدي مشكلة بسيطة خربت تلك الطريقة الرائعة .. وهي أنني شخص دائم التفكير بالجنس .. مصيبة .. يقولون أن هذا يرجع لسني لكن لا أظن .. فأنا أربط كل شيء في الدنيا بالجنس .. أن تكون جائعا منذ سنين ويأتي شخص يقدم لك مائدة طعام ملكية .. هل سترفضها وتلتصق بالحائط ؟

في الليلة التالية أطفأت كل الأنوار الممكنة .. وفتحت باب الغرفة وانتظرت على السرير .. مهما كان نوع هذه الحسناء فأنا جائع .. لازل جمالها يحضرني ... ومشيتها تحضرني ... و نورها يحضرني .. كنت أعرف أنني وسيم جدا .. لهذا جاءتني أنا بالذات ... ظللت في مكاني أترقب .. حتى خفق قلبي .. خفقة خوف .. كأن تشعر أن قلبك سقط من فوق جبل بسرعة .. ظهر ذلك النور إياه وهو يقترب .. يالغبائي .. هذا أمر جلل الذي أريد أن أرمي نفسي فيه ... ظل قلبي يسقط من جبل إلى جبل ... وعيناي تتسعان حتى ظهرت مرة أخرى على الباب ... وهذه المرة ظلت واقفة ... واقفة مثل الدم الذي تجمد في عروقي .

اقتربت مني .. وجهها كألف امرأة جميلة يزدحمون أمامك .. عينان كالسحر .. بل هما السحر ذاته .. شفتان حمراوتان ترى دقائقهما من بليغ دقتهما .. شعر لم تره في أجمل رسومات الأنمي .. أنثى يكفي وجهها لإشباع كل رغباتك .. فلا داعي للنظر للجسد كما اعتدت أن تفعل عند رؤية أي أنثى أخرى .. وها أنا أقوم من مرقدي .. الظلام دامس هنا .. ونورها لا يبدد الظلام و إنما يبدو كجزء منه .. لا أعرف كيف أقرب الأمر لتفكيرك .. لكن تلك الحسناء استدارت ببطء .. وتحدثت .. وليتها ما تحدثت .

إن لاله ميرة يريدك أيها الإنسي الجميل .. ببركة استقراء المكنون .. لاله ميرة أحبك .. وبه ستملك أمر دنياك الفانية .. وله ستبذل روحك الغالية .. وعنده ستكون أيامك كلها .. ولياليك حتى بزوغ فجرها .. وفيه ستكون ببركة استقراء المكنون .. لاله ميرة هـ .... وسقطت مغشيا علي .

بعد حوالي يومين ذهبت إلى المدرسة .. كنت في حالة مزرية .. .. طبعا لن يصدقني أحد لو ذكرت لأحد ما حدث ... وسيرسلونني لمستشفى الأمراض العقلية و أضطر لمواجهة طبيب نفسي مصري يلعن اليوم الذي أتى فيه إلى هذا المكان .. لكنني فعلت الحل المنطقي الوحيد ... قررت أن أستشير شيخا .. الشيخ الوحيد الذي أعرفه هو مدرس الدين الخاص بنا ... الأستاذ فوزي .. هو شديد جدا ولا أدري إن كان رجلا صالحا أم لا ... لكن قوة شخصيته أغرتني بأن ألجأ إليه .



ذهبت في أحد الحصص الفارغة واستشرته .. اندهش في البداية ثم قال لي أنه خبير في هذه الأمور .. وأنه سيساعدني بنفسه... وأن له عدة قصص مع جنيات يظهرن على باب غرفته ... و أن إحداهن أخبرته أنها على استعداد بأن تحقق له أي أمنية لو تزوجها ... الأكثر من ذلك أنه أخذ يحكي قصة عن نفسه - وهذه حكاها للفصل كله ليس لي وحدي – قصة رأى فيها أحد الشياطين يدخل غرفته وهو نائم ... ولأنه كان متعبا و لا يريد القيام لضرب الشيطان فقد أشار لملكين رآهما في أحد زوايا الغرفة أن يضربا الشيطان ... فتحركا بعصبية ناحية الشيطان بأسلحتهما التي كانا يحملانها ... باختصار كان الأستاذ فوزي تعريف كلمة نصاب .

" لاله ميرة أحبك "

علمني الأستاذ فوزي الكثير من الطرق لطرد الجن و الكثير من الأذكار .. كتبتها كلها .. وكنت أنفذها كل ليلة .. قال لي أنه لو رضخت لما تريد مني الجنية فهي نهايتي .. فهي مثل المسيح الدجال جنته نار و ناره جنة .. وبالفعل ظللت حوالي شهرا كاملا أداوم على الأذكار .. وفعلا طوال الشهر لم يحدث شيء ... هذا يثبت أنني نجحت في طردها .. رائع .. يبدو أني تسرعت في الحكم عليك يا أستاذ فوزي .

كل شيء كان يمضي بخير .. أمضي أيامي و لياليً في هدوء ... حتى أصابتني تلك الحالة الجنسية إياها ... أول شيء فعلته هو أنني مزقت تلك الكراسة التي كتبت فيها الأذكار .. و أخرجت كل المصاحف و الكتب الدينية من غرفتي .. ثم أنني تعمدت أن أترك الصلوات كلها بلا استثناء ... و أصبحت أقضي معظم الوقت في غرفتي ... وذات ليلة كنت أرقد على سريري مطفئا النور... بدأ النوم يداعبني .. يروح و يأتي ... حتى لمحتها عيناي .. لمحت حبيبتي .

كان ظهورها هذه المرة مرعبا بحق ... في البداية لمحت نورها الأبيض من تحت الباب .. ثم بدا لي و كأن النور دخان أبيض ناعم أخذ يدخل من تحت الباب لداخل الغرفة و تهيأ على هيئتها .. هذه المرة كانت لا ترتدي أي شيء على جسدها .. اقتربت مني برقة مرعبة .. عيناي اتسعتا في لذة .. هل تعرف كيف يمكن أن تتسع عيناك في لذة ؟

" إن لاله ميرة يريدك أيها الإنسي الجميل "

احتضنتني بقوة بين ذراعيها الجميلتين...وبدأت هالة الضوء الخفيفة التي تحيط بها تتحول لشكل دخان مضيء أبيض .. مهما كانت هذه الحسناء فسأكون معها بخير .. قالت لي أنني بما أفعل الآن أفتح على أبواب سخاء لا ينقطع ... ونعيم أبدي .. و أنها الآن ستعطيني أكبر عطاء يمكن أن يحصل عليه إنسي ... وفجأة شعرت ببرودة شديدة في جلدي و كأنه أحيط بماء بارد جدا .. أخذت أنتقض و هي تحتضنني و أرى دخانها المضيء حولها إلى أن شعرت أنها تضمحل ... حجمها ينقص ... ولما فطنت للحقيقة كانت قد اختفت كليا .. الحقيقة أن هذه الإغريقية دخلت تحت جلدي .

بعدها كنت أشعر دائما أنني لست على ما يرام ... تلك الجنية لم تأتني مجددا لكنني كنت أشعر أنها موجودة في مكان ما بداخلي .. ثم بدا لي و كأنها تأتي معي أينما ذهبت .. تعرفت على مجموعة من الشاب .. كانوا من المغرب و قائدهم طالب معي في الفصل يدعى الدمنهوري .. وهو ولد لن تصدق ضخامته مالم ترها بنفسك .. لكنه ظريف و طيب القلب جدا .. كما أنه يحبني جدا .

ذات يوم جاءني صديقي الدمنهوري .. كنا في أول أيام الإجازة ... قال لي أنه جهز استراحة جميلة ومعه مجموعة من الشباب خفيفي الظل.. وأنهم ينوون قضاء الليل في لعب الورق و الشيشة و مشاهدة الأفلام و السباحة الرقص .. و أنه سيحب أن أكون معهم ... أعجبتني الفكرة جدا... وفعلا ذهبت معهم في تلك الليلة .. و ليتني ما ذهبت .

استراحة جميلة .. مسبح نظيف .. شباب معظمهم من المغاربة خفيفي الدم فعلا جدا .. رأيت الدمنهوري يرتدي الشورت و التي شيرت ... كان يبدو ظريفا عليه جدا .. كنت قد اعتدت منظره بالثوب السعودي .... كان الشباب كلهم يجلسون في غرفة واسعة على طراز المجلس العربي .. و الدمنهوري يحاول ضبط الكاسيت و يوصله بسماعات كبيرة .

سألني الدمنهوري إذا كنت أحب الأغاني المغربية .. قلت له أنني أحب الألحان لكن لا أفهم الكلمات عادة ... قال لي أن الكلمات لا يفهمها سوى المغاربة فقط ... ثم سأل صديقه أن يحضر له شريطا مغربيا له اسم غريب .. تحمس الفتى و أخذ يبحث وسط أغراضه حتى أخرج الشريط ... أخذه الدمنهوري ووضعه في الكاسيت ثم ضغط زر التشغيل .

بدأ اللحن ... يبدو محببا و ظريفا جدا ... لكنني لازلت أشعر أنني لست على ما يرام ... شعرت بدوخة بسيطة ... بدأت الألحان تتخذ طابعا حماسيا .. و بدأت أنا أتفاعل معها ... ثم فجأة قمت من مكاني و أخذت أرقص بجنون ... شعرت أنني فقدت السيطرة على نفسي ...كل حركاتي المتحمسة لم يكن يوافقها أي حماس داخلي مني .. لكنني كنت أفعلها ... ثم أننني سقطت أتمرغ في الأرض طالبا بعض الحلوى رأيتها في أحد الصحون القريبة... حتى أتي أحد هؤلاء المغاربة وأعطاني تلك الحلوى الجميلة ... أخذت ألتهمها بشراهة ... لا أذكر شيئا بعدها غير أن هناك بعض الناس ذوي لحى اقتحموا علينا المكان و معهم قوة أمنية ...

احم .. مرحبا أنا أحمد مجددا .. معذرة فلندع حسن في شأن نفسه .فحكايته انتهت من على لسانه تقريبا... إن قصة حسن هذه بحثت فيها مطولا و تأكدت أنها لم تكن مزحة .. قرأت تصنيف البوني الذي يدعى "منبع أصول الحكمة " ويحكي فيه عن ملوك الجن وتصنيفهم .. وفيه جاء " ويحصر ملوك الجان في ( المذهب ، مرة ، الاحمر، برقان ، شمهورش ، الابيض ، ميمون ) وفيما عدا اسمي شمهورش ومرة الغريبين عن النطق العربي والأمازيغي ، فإن الأسماء الخمسة الأخرى معروفة ومتداولة في المجتمع بكثرة كأسماء الأفراد . وقد عرف اسم ملك الجان (مرة) تحريفا متواليا طال . حتى جنسه الذي تحول حسب الأسطورة من الذكورة الى الأنوثة ... فإن اسمه كان الحارث بن مرة لكننا نجده تحول إلى (ميرة) . إن (لاله) لفظ تشريف يسبق عادة أسماء النسوة ذوات النسب المتحدر في أعلى الشجرة من الدوحة النبوية الشريفة. وحسب المعتقد فإن (لاله ميرة) تنال في توزيع الادوار بين ملوك الجان السبعة بركة استقراء مكنون النفس البشرية الغامضة وكل ما يرتبط بعالم الغيب. ولذلك تقام لتلك الملكة المهابة الذكر حفلات خاصة كي تحضر وتدخل في جسد وتسرع في كشف أسرار النسوة المحيطات بها "

" وبه ستملك أمر دنياك الفانية .. وله ستبذل روحك الغالية "

جاء أيضا في كتاب يتحدث عن السحر لكاتب مغربي شهير " والموسيقى التي تعزف ليلة الدربة ليست مجرد إيقاعات راقصة قوية، كما قد يبدو لغير العارف بخبايا كناوة، بل إن المقاطع الراقصة تتوزع وفق نسق يجعل الفرقة الكناوية تعزف تباعا الإيقاعات الخاصة بملوك الجان السبعة الذين يقدسهم أفراد الطائفة، بحيث يستطيع الممسوسون من الجان أن يجدوا ضالتهم في أحدها, فإذا كانت إحداهن ممسوسة بأذى «الملكة ميرة»، مثلا، فان الفرقة ما إن تعزف لحن تلك الملكة حتى تنهض الممسوسة، كما لو أنها مدفوعة من قوة خفية، فتشرع في إطلاق ضحكات هستيرية مخيفة، ثم تبدأ في الجذب المحموم مع الصراخ والتمرغ على الأرض, وتطلب من المحيطنين بها أن يعطوها «قاقة» التي تعني في لغة الأطفال الحلوى، فيسرعون إلى مناولتها شيئا حلوا، لأن الملكة هي التي طلبته في الحقيقة "

دعني أخبرك بسرين صغيرين ربما تفهم منهما كل شيء بلا داعي لشروح مطولة .. السر الأول هو أن حسن دخل سجن المدينة المنورة بعد أن تم ضبطه في حالة شذوذ مع مجموعة من المغاربة في أحد الاستراحات .. وظل في السجن فترة حتى أخرجه والده بعد جهد رهيب ... هذا هو السر الأول .

السر الثاني هو في مارد من الجن يدعى لاله ميرة ... رجل في الأصل .. أنثى في الهيئة و الرغبة ... جن شاذ .. يندمج في جسد من يختارهم من الرجال و يجعلهم يمارسون الجنس مع رجال أمثالهم وكأنهم مارسوها مع الجني .. وبهذا يحقق الجني شهوته .. وهو ملك من ملوك الجن ... اتصاله بالبشر يكون إما بالتلبس أو بالتجلي - كما حدث لحسن - وبعد تلبسه في الإنسان يمكن إيقاظه فور سماع بعض الألحان التي يعرفها المغاربة دون غيرهم .. وهي ألحان منتشرة في أغانيهم ويستمتع الناس بها لكن لا يعرف إلا القليل حقيقة تأثيرها .

" وفيه ستكون ببركة استقراء المكنون "

إن لاله ميرة له عدة أدوار أخرى غير الشذوذ الذي يتخذه هواية .. أدوار مهمة مثل الفضيحة .. و يفعلها عن طريق ميزة يتميز بها دون غيره من ملوك الجن و تدعى استقراء مكنون النفس البشرية الغامضة .. فيمكنه أن يجعل النفس أن تبوح بكل أسرارها لمن حولها مهما كانت النفس ترفض ذلك ... ومهما كان من حولها من أعدائها .. ولاله ميرة هو ملك الجن الوحيد القادر على استراق السمع هو و أتباعه.. و لذا فإن أتباعه يرجمون في السماء كل ليلة لما يسترقون السمع .
التوقيع :

ايوب_ناروتو ayoube_naruto

التعديل الأخير تم بواسطة ايوب_ناروتو ; 08-20-2011 الساعة 12:38 PM
رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ايوب_ناروتو على المشاركة المفيدة: