08-11-2011, 12:00 AM
|
رقم المشاركة : 5
|
شكراً: 6,474
تم شكره 11,390 مرة في 2,447 مشاركة
|
رد: آنتصار آلعقل أم آلخرافة..|[(مسآبقه نبض آحرفي
في اليوم التالي استدعانا السيد ستدمان للحضور بأسرع مايمكن في مقر الشرطة ،
˜ أين كنت يا جورج ، ليس من عادتك الحضور متأخرا0
˜ لقد أتيت بأسرع مايمكن , قادنا السيد ستدمان إلى غرفة صغيرة ...كانت الغرفة خالية باستثناء فتاة صغيرة لم يبد عليها الخوف كعادة أقرانها ..ظللت لبرهة أحدق بهذا الوجه ..إذ كان مألوفا بالنسبة لي ..
˜ لقد تمت مراقبة منازل الضحايا الثلاث ..إضافة إلى منازل بعض المقربين منهم تم الإمساك بهذه الصغيرة و هي تحاول التخلص من هذا المعطف
˜ إنها أخت الآنسة إليزابيث ..أليس كذلك ؟
˜ اجل ..لقد تحققنا من هذا الأمر..أما المعطف فقد كان ملوثا ببقع زرقاء اللون..من نفس نوع اللون في مسرح الجريمة...في الحقيقة كان هذا المعطف دليلا قويا و كافيا لوضع الآنسة إليزابيث في قائمة المشتبه بهم بل ربما المتهم الوحيد في هذه القضية المعقدة ..
˜ أليس هذا كافيا لاتهامها ؟
˜ اجل ..لكن تبقى لدينا السيدة مارشال ..وذلك المحامي الغامض .الذي لا نعلم عنه شيئا ..قوطع ذلك النقاش من قبل احد المحققين ليعلن التعرف على صاحب البصمات ..و الإمساك به
˜ هل أنت متأكد من ذلك ..اعني هل هو صاحب البصمات حقا؟
كانت هذه كلمات السيد ستدمان ..متوجها بالسؤال لذلك المحقق ..و في الحقيقة كانت هذه الكلمات هي كل ما يدور في أذهان الكثير منا ..و هو يحدق بشاب لم يتجاوز العشرينات من عمره ..و قد غطت النظارات السوداء كلتا عينيه و ممسكا بعصا كانت نافذته الوحيدة لرؤية هذا العالم ..كانت كأنها تخبر الجميع ..أن الفتى لا يستطيع الرؤية ..بادر السيد لاتياري بالسؤال :
˜ هل تم التعرف عليه ؟
˜ اجل ..إن اسمه مارك سميث كان هذا الفتى من اقرب الناس من السيد مارشال إذ كان غالبا ما يصاحبه في رحلاته و تنقلاته على الرغم من عدم وجود أي صل قرابة ...نظر السيد لاتياري إليه بتمعن ..ثم أضاف :
˜ اسمحوا لي بسؤاله بعض الأسئلة ..دخل السيد لاتياري الغرفة و بادر إلى التعريف عن نفسه و الكلام مع الفتى لكن أسلوب السيد لاتياري الهادئ لم يفلح في التقليل من توتر الغلام و خوفه اللذان كانا يبدوان واضحين على كلامه ..
˜ يقال انك كنت مقربا من السيد مارشال ..و انك كنت مصاحبا له في أكثر تنقلاته ..كيف تعرفت عليه ؟
˜ نعم لقد كنت كذلك ..و قد تعرفت عليه عن طريق السيد تشارلز ستون ..كان السيد مارشال يعاملني كابن له ..إذ لطالما اعتنى بي ..حتى انه كان يفكر بمعالجتي من العمى الذي أنا فيه ..في تلك اللحظة حاول السيد ستدمان حبس ضحكاته ..و ضحكات الجميع و هم يستمعون لهذا الكلام الذي ربما يكون منافيا للحقائق الموجودة عندهم ..
˜ من هو تشارلز ستون ؟
˜ انه محام شاب ..وهو يدير الآن شؤون السيد مارشال المالية ..إن فكرت بلقائه فلن تستطيع فهو دائم السفر خارج البلاد ..
˜ حسنا يا بني ..لقد انتهيت من أسئلتي ...يتبقى أمر أخير ..سيأتي احد المحققين و برفقته الطبيب أرجو منك أن تتعاون معهم ..تعجب البعض من الأسئلة التي طرحها السيد لاتياري على هذا الفتى ..و هو الأقرب لأن يكون المجرم المنشود ..أمر السيد لاتياري بإحضار السيدة كلاريسون و الآنسة إليزابيث ..الأمر الذي أثار استياء البعض و استغراب البعض الآخر ..كان المطلوب أن يتم سؤال السيدتين كلا على حدة ..و ابتدئ بسؤال السيدة كلاريسون التي كان يبدو علها القلق و الاضطراب الشديدين ..
˜ سيدتي هل تذكرين عندما أتيت إلى بيتكم و سألتك عن مكان وجودك وقت الحادثة اقصد حادثة الاختفاء ؟
˜ اجل ..اجل اذكر ذلك ..تابع السيد لاتياري :
˜ آنذاك قلت انك كنت تتابعين التلفاز
˜ نعم ..قلت ذلك
˜ يؤسفني أن أخبرك إن جميع محطات التلفاز قد نقلت مهرجان الألعاب النارية السنوي في المدينة و لم تكن هناك أي مسلسلات لتعرض ..
˜ اجل ..لقد تذكرت الآن ..لقد كان مسلسلا مسجلا قالتها كمن يتمسك بآخر حبل للنجاة
˜ دعي عنك هذه ألأكاذيب سيدتي ,لم تكن هناك أي مسلسله قد سجلت ,لقد تحققت من الأمر عن طريق الخدم ,اعترفي بمكان وجودك آنذاك ,إن أكاذيبك تجعلك في خانه المتهمين ,نظرت إليه السيدة كلاريسون بعينين مغرورقتين بالدموع ,و كأنها تسألانه أن يصمت ..إلا إن السيد لاتياري تابع بإصرار :
˜ اعتقد أن لهذه الآثار على جسدك علاقة بالأمر ,لم تجد السيدة كلاريسون مناصا من ألاعتراف ,وضعت رأسها بين راحتي يديها ,و بدأت بالحديث الذي قوطع بين لحظه و أخرى بالنشيج و الدموع ,
˜ لطالما أحببت كيفن ,و طالما كان الزوج المثالي بالنسبة لي ,لكنني كنت أعيش على أوهام و حلم أجمل من أن يصدق ,لقد كانت سعادتي مبنية على شقاء الآخرين و تعاستهم ,حين علمت بأمر صفقاته المشبوهة و تجارته بالممنوعات تغيرت حياتي و انقلبت من سعادة و إلى شقاء و عذاب ,حتى وصل الأمر إلى ضربي و حبسي لعدة أيام بدون أي طعام ,لقد عانيت كثيرا ,في ليلة الحادثة كنت في عيادة احد الأطباء النفسيين ,للعلاج من خوفي المرضي و الكوابيس التي أصبحت تلاحقني في كل مكان و زمان ,سألها احد المحققين :
˜ لماذا لم تعترفي بالأمر منذ البداية ؟
˜ كيف ليّأن أشوه صورة من عشت معه أجمل أيام حياتي , لو اعترفت بالأمر لعلم الجميع بأمره و لضلوا يتكلمون بالسوء عنه ,في غمرة هذه الكلمات الحزينة
كنت أنا مشدوها و لم انتبه للسيد لاتياري الذي غادر الغرفة ,تاركا تلك السيدة المسكينة لتغادر مع بقايا كرامتها و كبرياءها 0
|
|
|