08-01-2011, 01:44 AM
|
|
#خواطر رمضانية#
الذنوب المستعصية .. المزمنة
هي تماماً كالأمراض المستعصية المزمنة ...
تلازم المريض لمدة طويلة حتى لا يستطيع الفكاك منها، وتفشل معها وسائل العلاج المعتادة، ويحتار الأطباء في التعامل معها، بل ويعرف عنها المريض أكثر مما يعرف الطبيب فيتعايش معها غير أنه لا يملك التخلص منها.
هذا النوع من الذنوب هو الأشد فتكاً بالعبد وإن بدت تافهة لا يـُلتفت إليها .. فنادراً ما يتوب منها العبد ويقلع، وحتى إن فعل فغالباً ما يعود إليها ... فينتكس.
أما أصحاب الأمراض المستعصية المزمنة فيذهب بعضهم إلى "مصحة" للاستشفاء، يبقى فيها عدة أسابيع، يأكل من غذائها الصحي، ويستنشق هواءها العليل، ويشرب من مائها الزلال، ويستحم في عيونها الطبيعية المعدنية .. فما يخرج إلا وهو سليم معافى.
وها قد جعل الله لنا في شهرنا هذا "مصحة" لأصحاب الذنوب المستعصية المزمنة .. يتريض القلب بين أشجارها، فيغسل الصيام أدرانه، ويزيل القيام آثامه، ويصقل القرآن والذكر صفحته فإذا هي بيضاء لامعة .. لا أثر فيها لذنب .. حتى تلك الذنوب المستعصية المزمنة.
ألم تسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً .... غـُـفر له ما تقدم من ذنبه" "من قام رمضان إيماناً واحتساباً .... غـُـفر له ما تقدم من ذنبه" "رغم أنف من أدرك رمضان ... ولم يـُـــغـتفر له" ؟
|