شكراً: 188
تم شكره 774 مرة في 431 مشاركة
|
رد: قـآأآلوآأآ . . و . . قـــــلــــت ! .. نقااش في الغيبة
انا هذا اللي طلعته **
الغيبة وأحكامها
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]،
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء:1]،
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ [الأحزاب:70-71]. أما بعد : فإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها الإخوة الكرام , إنه لمن دواعي السرور والغبطة أن نلتقي في هذه الساعة التي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها في ميزان الحسنات لنا جميعا , وأن يغفر لنا جميعا ولآبائنا وأمهاتنا وجميع المسلمين .
يسرنا أن نلتقي في مثل هذه الليلة , في هذه الجلسة لنتحدث في موضوع مهم ؛ الجميع يعرفه والجميع يطرق بابه , ولكن كثير ممن يطرق بابه اختلط عليه الحابل فيه بالنابل , والتبس عليه فيه الحق بالباطل , فأصبح في حيرة من أمره وأصبح كما يقال : ( كلمة تأتي به وكلمة تأخذه , وتبعد به ).
هذا الموضوع ؛ موضوع الغيبة التي لايسلم منها إلا من عصمه الله I , الغيبة شر ومرض وداء فتاك يفتك بالمجتمع الذي تظهر فيه .الغيبة لها تعريف ولها ضوابط ولها صور وأدلة على هذه الصور , الغيبة قد ورد عن النبي(صلى الله عليه وسلم)فيها وعيد شديد وقد ورد عن النبي(صلى الله عليه وسلم)فيها وعد بالخير والمغفرة لمن جنبه الله إياها ووفقه لأن يدافع عمن اغتيب , الغيبة هذه التي وقع فيها أكثر الناس ؛ لنبين حكمها في الشرع ونبين بعض أنواع العذاب الذي أعده الله للمغتابين , ونبين بعض الجزاء والخير الذي أعده الله للذابين عمن اغتيب في مجلس المغتابين , ونبين أيضا ما حكاه أئمة السلف من الإجماع على الصور التي تباح فيها الغيبة وهذا هو بيت القصيد الذي اختلط فيه الحابل بالنابل وقيل فيه بالحق وبالباطل حتى إنك لترى كثيرا من طلبة العلم يعلمون الغيبة المباحة بل الواجبة ولكنهم يَتَعَدَّوْنَ ذلك ويلبسون الحق بالباطل ويلبسون على أنفسهم وعلى الناس , فيغالطون أنفسهم ويلبسون على من لم يعرف , هذه المسألة التي زَلَّت فيها أقدام , وتحيرت فيها أفهام , فنستمد العون من الله I.
- تفسير الغيبة :
فنقول : إن الغيبة قد فسرها النبي(صلى الله عليه وسلم)وبين ضابطها وحدها وعرَّفها بما لامزيد عليه , فلا نحتاج لأن نأخذ تعريفها من أي شخص آخر , فقد جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم وأبو داود والترمذي ؛ عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قال : } أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ! فقال(صلى الله عليه وسلم)" الغيبة ذكرك أخاك بما يكره " فقال قائل " أرأيت يارسول الله إن كان في أخي ما أقول ! قال " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته , وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " { . وما أكثر البُهْت اليوم ؛ فالبُهْت غالب على الغيبة , المجالس يبدأ فيها بالغيبة ثم تنتقل إلى بُهْت , وهذا شر من النوع الأول , فالقسم الأول ؛ أن تذكر أخاك بما يكره مما هو فيه من الصفات الخِلْقِية أو الخُلُُقِية , أو تهمزه باللفظ أو تغتابه في الكتاب أو غير ذلك , لكن كثر في مجالسنا اليوم مسألة البُهت , ورمي البُرَآَءُ بالعيب والسوء , هذا هو الغالب على مجالس الكثير اليوم , إلا من رحم الله , ولعل الله I أن يمد في العمر ويفسح في الحياة فنتكلم في هذه النقطة بمحاضرة مستقلة مما نعيشه من الواقع ومن أحوال الناس وممن نسمع في هذه العصور كثيرا . أعود فأقول يقول(صلى الله عليه وسلم): } الغيبة ذكرك أخاك بما يكره { ؛ هذه هي الغيبة , تذكر ما فيه على وجه التَنَقُّّصِ والإحتقار والذم والعيب والشين له , ووضعه بين الناس , هذه هي الغيبة ! إن أخاك يكره منك ذلك لو كان حاضرا ولو كان حاضرا لما سكت عنك , ولما أطلق لك العنان , بل سيقطع عليك ويبين الحق الذي تنطق بخلافه حينما يكون غائبا .إذن , الغيبة : هي ذكرك أخاك بما يكره , إن كان فيه وذكرته على هذه الجهة أو على هذه الصفة , فقد وقعت في غيبته , وإن لم تكن فيه فقد وقعت في ما هو أعظم ؛ ألا وهو البهت , ورميه بما هو منه برآء , فليتق الله هؤلاء , فليتق الله من تكثر في مجالسهم رمي البُرَآَءُ بالعيوب , وليتق الله المغتابون أيضا , فإن الله سائل الجميع عما ينطقون وما يلفظون .
- حكم الغيبة :
أما حكمها : فحرام بنص كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) وإجماع علماء المسلمين ؛ حكم هذه الخَلَّةِ الذميمة والخصلة المشينة حكمها الحرمة , والأدلة على تحريمها متضافرة متوافرة من كتاب الله I ومن سنة رسوله(صلى الله عليه وسلم)وإجماع علماء الإسلام , فأما كتاب الله I فقد جاء ذلك فيما نتلوه في صلواتنا في سورة الحجرات في قول الله I أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ [1], انظر أخي المسلم , انظري أختي المسلمة , كيف نادى الله I عباده بأخف الصفات ألا وهي صفة الإيمان ؛ فقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا .. , كما قال ابن مسعود : ] إذا سمعت قول الرب " يا أيها الذين آمنوا "
فأرعها سمعك ؛ فهي إما خير تأمر به , وإما شر تنهى عنه [ , وهذه الآية والنداء فيها هنا يجب أن يعطى له السمع كاملا , فقد جاءت هذه الآية محذرة من خصلة ذميمة وخلة مفسدة للمجتمع عظيمة ؛ ألا وهي خصلة الغيبة ,
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً..
؛ فهذا نهي صريح من الله I لعباده المؤمنين عن الوقوع في الغيبة ... وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ؛ قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ] وقوله : ... وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً.. ؛ فيه نهي عن الغيبة وهي محرمة بالإجماع ولا يستثنى من ذلك إلا ما رجحت مصلحته كما هي أو كما في الجرح والتعديل والنصيحة .. [إلى أقال بعد ذكر الأدلة الواردة في جواب هذه الأمور , قال : ] ثم بقيتها .. [؛ يعني أنواع الغيبة الأخرى غير الجرح وغير التعديل وغير النصيحة , قال : ] ثم بقيتها على التحريم الشديد وقد ورد فيها الزجر الأكيد ولهذا شبهها تبارك وتعالى بأكل اللحم من الإنسان الميت كما قال ...
أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ..
؛ أي كما تكرهون هذا طبعا[2]... [؛ يعني أكل لحم الأخ وهو ميت , ] .. كما تكرهون هذا طبعا , فاكرهوا الوقوع في عرضه شرعا , فإن عقوبة ذلك .. [ ؛ يعني عقوبة الوقوع في عرض الأخ شرعا – طبعا المسلم – , ] .. فإن عقوبة ذلك أشد من هذا , وهذا من التنفير عنها والتحذير منها .. [.
إذن فالغيبة كما في هذه الآية محرمة بالإطلاق , إلا في أمور مستثناة , فما بالنا اليوم لا نسمع هذه الأمور المستثناة في كثير من خطب الخطباء , ومقالات الوعاظ وعبارات المتكلمين , وندوات المحاضرين ! أيا ترى هل نسوا هذا أم تناسوه ؟ أيا ترى هل جهلوه أم تجاهلوه ؟ فإن كانت الأخرى فهذه مصيبة , وإن كانت الثانية فالمصيبة أعظم !. أيها الإخوة إني والله لكم ناصح ومبلغ لكم وناقل لكم من كتب سلفكم الصالح ؛ كتب السنن التي تُعْنَى بسنن الفقه , وكتب السنن التي تعنى بسنن العقائد , التي شَرِقَ بها وبالقراءة فيها كثير من المنتسبين إلى العلم في زماننا , فبعدوا عن منهج السلف الصالح وضاعوا وضلوا وأضلوا كثيرا عن سواء السبيل . أيها الإخوة الكرام هذه الآية التي سمعتم في الغيبة ؛ فيها تنفير وفيها تشبيه قَذِر[3] لحال المغتاب الذي يقع في عرض أخيه المسلم فيغتابه : ...
أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ..
؛ أقلعوا عن هذا وتوبوا إلى الله ؛ .. إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ , قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى في تفسيره معلقا على هذه الآية : ] ..أي لا يتناول بعضكم بعضا بظهر الغيب بما يسوءه .. [ إلى أن قال : ] ...ومَثَّلَ الله سبحانه الغيبة بأكل الميتة , لأن الميت لايعلم بأكل لحمه , كما أن الحي لا يعلم بغيبة من اغتابه ... [, ثم قال رحمه الله : ] ... وفـــيــه .. [ ؛ يعني في هذه الآية , ] ... وفـيـه إشارة إلى أن عِرْضَ الإنسان كلحمه .. [, وفيه إشارة إلى أن عِرْض الإنسان الذي تقع فيه كلحمه ؛ فأنت حينما تذوق عرضه , كأنما أكلت لحمه ؛ إذن في هذه الآية إشارة إلى أن عرض الإنسان كالأكل من لحمه , وفي هذا كما يقول الإمام رحمه الله : ] .. . من التنفير عن الغيبة والتوبيخ لها والتوبيخ لفاعلها والتشنيع عليه ما لا يخفى ؛ فإن لحم الإنسان مما تنفر عن أكله الطباع... [, فكيف إذا كان أخا لك في النسب أو أخا لك في الدين !! وقبل هذا أن يكون أخا لك في الدين ؛ فإن أخوة الدين مقدمة على أخوة النسب , كيف إذا كان أخا لك في دينك فإن الحرمة تصبح أشد وأشد وتشتد أيضا إذا كان أخا لك في الدين مع النسب , ثم تأكل لحمه وهو ميت !! , فهذه من أبشع الصور وأقبح الحالات التي غفل عنها كثير من الناس , فكم اجتمع في حق المغتاب , اجتمع في حقه أمور ثلاث : أن يكون أخا لك في الدين فإن زاد عليه أخوة النسب مع الدين فهذا شيء ثان وإن زاد عليه أنك تقع فيه مع كونه أخا لك في الدين و كونه أخا لك في النسب تقع فيه وتأكل لحمه وهو ميت فهذه من أبشع الصور ؛ أكله وهو حي لا يستساغ , فكيف بأكل لحمه وهو ميت ؟ فتصوير الله I للغيبة بهذه الصورة ليكون أبلغ وأعظم في نفرة الناس منها , وحذرهم من الوقوع فيها . فهذا والله كافٍ لأن يجتنبها الناس فضلا عن تحريمها شرعا , لو لم يكن فيها إلا هذه الخصال الثلاث التي جاءت في الآية لَكَفَت من النفرة فيها , كيف وقد نهى الله I عنها فاجتمع التحريم فيها بالنقل وبالعقل وبالحس والطبع ؛ فإن الإنسان العاقل المسلم لا يستسيغها أبدا , ثم قال أيضا رحمه الله أعني الشوكاني معلقا على هذه الآية في موضع آخر من مصنفاته ألا وهو رسالته العظيمة ( رفع الريبة عما يجوز وما لا يجوز من الغيبة ) , قال رحمه الله : ] ..في هذه الآية .. [؛ يعني التي تلوناها , ] ..نهي عن الغيبة , مع إيراد مثل بذلك يزيده شدة وتغليظا ويوقع في النفوس من الكراهة له والإستقذار لما فيه ما لايقدر قدره ذلك أن أكل لحم الإنسان من أعظم ما يستقذره بنو آدم جِبِلًّا وطبعا حتى وإن كان كافرا أو عدوا مكافحا , فكيف إذا كان أخا في النسب أو في الدين , فإن الكراهة تتضاعف بذلك ويزداد الاستقذار , فكيف أيضا إذا كان ميتا ؛ فإن لحم ما يستطاب.. [ يعني من الحلالات , ] ..فإن لحم ما يستطاب ويحل أكله يسير مستقذر بالموت , لا تشتهيه النفوس و لا تقبله الطباع , فكيف بما لا يحل أكله حيا , يأكل ميتا... [إلى آخر ما قال رحمه الله , هذا كلامه وكلام الإمام الحافظ ابن كثير رحمهما الله تعالى في تعليقهما على هذه الآية , وتركنا كتب التفاسير الأخرى لأن كتاب الحافظ ابن كثير ( تفسير القرآن ) و( فتح القدير ) للشوكاني يتوفران بين أيدي أغلب طلاب العلم , فمن أراد أن يرجع فليرجع إليهما ليرى نصح أولئك المتقدمين , كيف إذا جاؤوا إلى المسألة بسطوها ووضحوها وبينوا ما فيها مما يجوز وما لا يجوز , ويرى الحال عند المتأخرين , وشتان بينهما !! , وحينئذ فليقارن , هذه الآية من كتاب الله I دالة على حرمتها , وقد سمعتم من إمامين حَبْرَيْنِ جليلين في تفسيرها ما سمعتم. أما من السنة النبوية فقد جاءت الأحاديث كثيرة عن النبي(صلى الله عليه وسلم)ولكن نجتبي نظرا لضيق الوقت, فإن النقاط في هذه المحاضرة كثيرة نوعا ما ؛ فنجتبي في المسألة في الحديث والحديثين وبالكثير إلى الثلاثة أو بالثلاثة , فمن الأحاديث الواردة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في تحذيره من الغيبة ما أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي بكرة (رضى الله عنه)أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال في خطبته
***********************
|