07-17-2011, 01:05 AM
|
رقم المشاركة : 11
|
شكراً: 0
تم شكره 32 مرة في 25 مشاركة
|
رد: انفجارات البراكين ...سبحان الله
† الخطاة يخافون أيضا من اليوم الأخير الذي تنكشف فيه الأعمال, وتفتح الأسفار, وتفحص الأفكار والنيات, أين يخرجون في ذلك اليوم؟ وأين يختفون؟! فإن كانت خطاياهم قد لا تنكشف علي الأرض بأسباب وطرق شتي, فلابد أنها ستنكشف أمام الديان العادل وأمام الكل في يوم الحساب, حيث لا مكتوم إلا ويعلن, ولا خفي إلا ويعرف... وحيث لا تكون هناك أسرار بل الكل معروف.
† هناك أمر آخر يخاف منه الإنسان الروحي حتى وهو علي الأرض وذلك إن خطاياه قد تكون مكشوفة أمام أرواح الذين انتقلوا من هذا العالم, سواء أمام أحبائه الذين كانوا يثقون به فيندهشون! أو أمام الذين كانوا ينتقدونه فيرون أنهم كانوا علي حق.
ولعل إنسانا يسأل: وماذا تراني أفعل إذن؟ أقول لك إن التوبة تمحو خطاياك, وكأنك لم تفعلها, فلا تعود إلى الخوف من انكشاف تلك الخطايا التي يمحوها الله بالتوبة.
† نوع آخر من الخوف يرتبط بالخطيئة, وهو خوف العقوبة, أو الخوف من نتائج الخطية والخاطئ يخاف من عقوبتين: إحداهما أرضية والأخري سماوية، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.أما العقوبة الأرضية فهي علي أنواع: إما عقوبة من المجتمع كالفضيحة أو الاحتقار, أو نبذ ذلك الخاطيء أو عدم الثقة به في المستقبل أو عقوبة من القانون مثل السجن أو ما هو أشد.. أما العقوبة السماوية فهي رهيبة ومخيفة.
† هناك خوف روحي أيضا يتابع الخاطئ وهو أن يخاف من غضب الله عليه, أو رفض الله له أو أن يخاف من أن يأخذ الشيطان سلطانا عليه ويأتي وقت يفقد فيه حرية إرادته, كما يخاف أيضا أن تتطور حالته الي أسوأ, ويخاف أن يأتيه الموت فجأة, وهو في حالة غفلة, أي وهو غير مستعد لملاقاة الله.
قال أحد القديسين إني أخاف من ثلاثة أمور: أخاف من لحظة مفارقة روحي لجسدي وأخاف من ساعة الوقوف أمام الديان العادل, كذلك أخاف من لحظة صدور الحكم علي.. فإن كان القديسون يخافون هكذا, فماذا نقول نحن عن أنفسنا؟
† حقا إن الذي يخاف الله يخطئ أما الذي يخطئ فهو إنسان لا يخاف الله الذي يخاف الله لا يظلم ولا يتدنس, ولا يعمل الشر حتي في الخفاء لأنه يعرف أن الله يري كل شيء, ويسمع كل شيء, ويفحص حتي أعماق القلوب والأفكار.
ولعل البعض يسأل: ما رأيك إذن فيمن يفعل الشر ولا يخاف؟ نقول إنه وصل الي حالة من الاستهتار أو اللامبالاة, أو أن ضميره مريض أو متعطل عن العمل أو أن دوامة العالم تجرفه ولا تعطيه فرصة لمراجعة نفسه أو للتفكير في أعماله فهو في غيبوبة روحية, إن استيقظ منها فلابد سيخاف.. حقا إن الله قد وهبنا المخافة كي نصلح مسار حياتنا.
† إن مخافة الله تقو الإنسان الي التوبة, وتمنعه من فعل الخطية قبل ارتكابها. أما إن سقط الإنسان في الخطية, فإنها تعطيه رعبا من نتائج الخطية ومن عقوبة الله وهكذا تقوده الي الرجوع الي الله.
ومخافة الله تعلم الإنسان حياة الحرص والتدقيق فيكون مدققا في كل ما يعمله أو يقوله.
ويكون حريصا في كل ما ينوي أن يفعله, لأنه يخاف أن يسقط ويغضب الله أما إذا لم توجد مخافة الله في القلب, فما أسهل أن ينطبق علي هذا الإنسان المثل الذي يقول: إذا لم تستح, فافعل ما تشاء!!
ومخافة الله تقود أيضا الي الجدية في الحياة الروحية, والي أن يكون الإنسان ملتزما وأمينا حتي في القليل (إنجيل متى 25: 21، 23؛ إنجيل لوقا 16: 10؛ 19: 17). ذلك لأن مخافة الله أمام عينيه علي الدوام.
مخافة الله تقود أيضا الي الاتضاع, والي الخشوع أمام الله وشعور الإنسان أنه مجرد تراب ورماد والذي يخاف الله يحاسب نفسه علي كل أفكاره ونياته, وكأنه واقف أمام جهاز تسجيل يسجل عليه كل شيء: يسجل مشاعره وعواطفه وأفكاره ونياته, وأخطاء اللسان وأخطاء الحواس ويخاف أن هذا التسجيل يذاع في اليوم الأخير.
|
|
|