لو تأمل الناس في مصيرهم و في حياتهم لآمن الكل .. و لو تأملوا في دنياهم ومباهجها الفانية و لذّاتها المحدودة و الموت و الأمراض و المعاطب و الأوجاع التي تحف بها لما غرقوا فيها و لما استسلموا لدنيّاها و تفاهاتها ..
ولو تأملوا الموت لما تهالكوا على الحياة
ولو ذكروا الآخرة لفروا فراراً إلى جناب ربهم
لكن .. لا أحد يتوقف ليفكر الكل يهرول في عجلة ليلحق بشيء و هو لا يدري أن ما يجري خلفه سراب و لا شيء و أن الدقائق و الساعات و الأيام تجري وعمره يجري و آخر المطاف مثواه التراب
و لا أحد من الذين ذهبوا تحت التراب يعود ليحكي و نوافذ القبور تطل على العماء و لا أحد رأى شيئاً و لا أحد يعرف شيئاً و ستار العماء مسدل أمام الكل لا يرى الواحد منا إلا لحظته
و فرصة كل منا حياته و لا توجد أمامه فرصة آخرى ..
■ ■ ■
د. مصطفـى محمـــود
من كتاب : ماذا وراء بوابة الموت