عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2011, 09:07 AM   رقم المشاركة : 17
ريكودو
عضو جديد





 

الحالة
ريكودو غير متواجد حالياً

 
ريكودو عضوية تخطو طريقها

شكراً: 4
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة

 
Oo5o.com (12) رد: قصة من تأليفي :رائحة المطر


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيكرت مشاهدة المشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم .................................................. ...................... هذه القصة كتبتها اليوم .. اتمنى انها تعجبكم .................................................. كان يقف هناك .. عند تلك المحطة .. و على ذلك الطريق المزدحم بالتناقضات و الاسئلة ..اصوات الخطى الرتيبة .. لا تنسجم مع اصوات المطر ..تتراقص القطرات و هي تعبر حدود اللامكان ..لتنبىء ان رحمة الله قد وسعت الجميع .. البر و الفاجر منا ..كان يسرح بصره المتعب و كأنه ينظر الى الفضاء اللامحدود .. كم كانت تلك النظرات باردة.. و خالية من اي تعبير .. تشف عن ذلك الالم الكامن .. وراء ذلك الجسد النحيل ..اجل ..بركان يتوق لأن ينفجر و يعلن انه يريد العيش في هذا العالم القاسي .. آآه كم هو غريب هذا الشعور ..هذا الفضول الذي يعتريني عند مروري بهذا الطريق .. اتمنى لو اعرف بماذا يفكر هؤلاء المارة ...بماذا يفكر ذلك المسن المكدود وهو ينظر الى قطرات المطر تغسل اوجه الاطفال وهم يلعبون .. بماذا تفكر تلك المرأة و هي تحتضن ذلك الطفل .. وتحاول حمايته من اي قطرة قد تلامس خده المتورد الجميل ..لكن ذلك الرجل كان قصة اخرى .. في لحظة تبدلت تلك النظرات الخالية من الشعور الى نظرات ملؤها الانتظار و الترقب .. .. كان باستطاعتي رؤية تلك الكراريس الوردية .. و هو يحاول حمايتها بكل ما اوتي من عزم ... قرأت انتظار طفلة لتلك الكراريس .. و انتظار انثى .. لما يسد به رمق اطفالها قبل رمقها .. و وقفة خلف ذلك الباب و انتظار طويل .. تشوبه مرارة ... انه لامر محير حينما تحس ان هناك خطبا ما سيحدث .. و ان هذا اليوم لن ينقضي كسائر الايام .. هل هي غريزة الانسان ... ام هو خوف لا مبرر له ؟؟ كانت تساؤلاتها تلك تختبىء خلف صمت رهيب .. و سكوت لأن لا يكدر شيء على الاطفال .. لعبهم تحت المطر ...و خطوة واحدة .. كانت المسافة ..بين ابتسامتين .. بين سفينتين .. قد ابحرتا في بحر متلاطم الامواج ... و واقع لا يرحم املا جريحا يحتضر...و نفس عاشت على ذكرى من رحلوا عنها ........ خطوة واحدة .. كانت المسافة بين نهايتين ... نهاية ذلك الانتظار .. و نهاية تلك الروح .. التي ارتاحت من غموم الدنيا و منغصاتها .... كان منظرا بشعا .. و كأن تلك الكتلة المعدنية ... قد اندفعت بكل حقد و قسوة نحو ذلك الجسد النحيل ... دون مراعاة لمن ينتظر عودته ...هبت رياح الربيع المنعشة ... لتبعثر الكلمات .. سرعة ... شاب ... تهور .. بقايا احلام دفنت على قارعة الطريق ...دفاتر وردية اصطبغت باللون الاحمر القاني ... تأسفات .. تنهدات .. و حيرة .. على روح قد ازهقت من اجل تحد على ذلك الطريق ... لكن كان هناك ما يخبرني ان تلك الروح قد رجعت الى ربها مستبشرة .. دون خوف على من هم في الانتظار ... لانها تعلم انهم في رعاية من لا يغفل عنهم ... و لا يتحيز لمال او لمنصب ... انهم في رعاية من هو ان يقارن بأي موجود ... لكن ما احزنني .. هي رائحة المطر ... و قطراته التي استمرت بالتراقص فرحة مستبشرة ... و كأنها لم تغسل للتو جثة انسان ......
قصة راءعة تقبلي مروري

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ريكودو على المشاركة المفيدة: