قالى تعالى : (( الأخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ إِلاّ الْمُتّقِينَ ))
قال علي رضي الله عنه:
خليلان مؤمنان وخليلان كافران, فتوفي أحد المؤمنين وبشر بالجنة ..
فذكر خليله فقال:
اللهم إن فلاناً خليلي كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك
ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر ..
وينبئني أني ملاقيك, اللهم فلا تضله بعدي حتى تريه مثلما أريتني,
وترضى عنه كما رضيت عني .
فيقال له اذهب فلو تعلم ماله عندي لضحكت كثيراً وبكيت قليلاً .
قال: ثم يموت الاَخر فتجتمع أرواحهما فيقال: ليثنِ أحدكما على صاحبه .
فيقول كل واحد منهما لصاحبه: نعم الأخ ونعم الصاحب ونعم الخليل.
وإذا مات أحد الكافرين وبشر بالنار . .
ذكر خليله فيقول:
اللهم إن خليلي فلاناً كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك.
ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير ..
ويخبرني أني غير ملاقيك. اللهم فلا تهده بعدي حتى تريه مثل
ما أريتني وتسخط عليه كما سخطت علي.
قال: فيموت الكافر الاَخر فيـُجمع بين أرواحهما فيقال : ليثنِ كل واحد منكما على صاحبه ..
فيقول كل واحد منهما لصاحبه: بئس الأخ وبئس الصاحب وبئس الخليل !
* رواه ابن أبي حاتم .
و يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
{ يحشر المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل } . .
الله أكبــر ..!
انظر من تحب ..و انظر من تخالل ..!
و انظر من تحب صحبته ..!
و من تشتاق لرؤيته ..!
فستجد نفسك يوم العرض الأكبر معه ..برفقته ..
إنه الحب .. إنها العاطفة الأعظم والأروع ..
لم يدعها الإسلام فوضوية ..
بل حدد لها شروط و جعلك تدفع قيمة هذا الحب..
إن كان لله ..و في الله ..فأبشر بقوله صلى الله عليه وسلم :
"إن لله جلساء يوم القيامة عن يمين العرش - وكلتا يدي الله يمين -
على منابر من نور, وجوههم من نور .. ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولا صديقين".
قيل يا رسول الله من هم ؟. قال: "هم المتحابون بجلال الله تبارك وتعالى".
ما جمعتهم مصلحة دنيوية ينتهي الحب بإنتهائها ..
ولا وحدت قلوبهم منفعة مشتركة .. تزول بزوالها ..
إنما توحدت قلوبهم في الله ولله ..
حينما يغيب عنهم أخيهم ..يسئلون عنه ويتفقدون حاله ..
حبا ً له في الله ..
حينما يبذلون ..يبذلون حبا ً في الله ..
حينما يتزاورون .. يتزاورون حبا ً في الله ..
عن معاذ رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
"قال الله تبارك و تعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، و المتجالسين فيّ
و المتزاورين ، و المتباذلين فيّ "
ما أعظمه من معنى .. وما أعظمها من قيمة ..
فـ هل استشعرنا معنى أن نحب في الله ..؟
و هل ذقت أخي / أخيتي حلاوة هذا الحب .. ؟
و الله إنها لأحلى من شهد العسل ..!