عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2011, 12:30 AM   رقم المشاركة : 28
هٍقٌآآآوٍيَ
مشرف المنتدى الإسلامي






 

الحالة
هٍقٌآآآوٍيَ غير متواجد حالياً

 
هٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ما

شكراً: 1,536
تم شكره 1,377 مرة في 458 مشاركة

 
افتراضي أفرايتم النار التي تورون ؟

في السطور القليلة القادمة سنعيش مع قول ربنا سبحانه وتعالى : (الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ)[1] لنرى العلاقة بين الشجر الأخضر بالذات والنار ، ولنعلم أن القرآن الكريم سبق كل مختبرات النبات الحديث ، وقرر أن هناك علاقة وطيدة بين النار والشجر والخضر وأن البحث في هذه الآية واجب شرعي حيث أمرنا الله سبحانه وتعالى بالبحث في مصدر النار التي نقدحها ونوقدها.

فقال تعالى : (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ {71} أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ {72} نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ)[2].
إذا بحثنا في الأصل النار والطاقة الحرارية على الأرض لوجدنا أن مصدرها الأصلي هو الشمس وأن المثبت الأول لطاقة الشمس الضوئية على الأرض هو النبات والنبات الأخضر بالذات . فهو الذي يقتنص الطاقة الضوئية الشمسية ويحولها إلى طاقة كيميائية بعملية البناء الضوئي (Photosynthesis) في وجود الخضر أو اليخضور والذي يسمى بالكلوروفيل ( Chlorophyll) في عملية تغذية ضوئية ذاتية ( Photoautotrophic) حيث يثبت النبات ثاني أكسيد الكربون من البيئة المحيطة ، ويعطي المواد الغذائية والمواد العضوية الغنية بالطاقة والتي منها الكربوهيدرات والزيت والخشب والمطاط وخلافه ، والتي تتحول بعد موت النبات إلى فحم وزيت بترول وغازات طبيعية وخلافه من مواد الطاقة المستخدمة في حياتنا قديماً وحديثاً .
وإذا غاب اللون الأخضر هلك النبات، وإذا هلك النبات توقف البناء الضوئي واختفت كل صور الطاقة السابقة، وأنعدمت الحياة على الأرض واختلت نسبتها ثاني أكسيد الكربون والأوكسجين وتوقفت كل دورات الحياة عليها.

إذاً عندما يربط القرآن الكريم بين النار والشجر الأخضر فهذا إعجاز وسبق علمي كبير وعندما يطلب الله سبحانه وتعالى منا أن نتفكر في أمر النار التي نقدحها فإنما يدلنا على أعظم عملية حيوية تتم على سطح كرتنا الأرضية .
والإنسان عندما يقدح الحجارة أو عيدان الثقاب ، أو أي آلة أخرى إخترعها لإنتاج الطاقة فإنه في البداية استغل طاقة جسمية في ذلك العمل وأن هذه الطاقة مصدرها الغذاء الذي يتناوله وأن النبات الأخضر هو مصدرها هذا الغذاء والطاقة التي يعيش عليها الإنسان .
وعندما يجد الإنسان مصدراً للإشعال فإنه يحتاج إلى المواد العضوية من خشب وزيت وفحم وبترول وغاز طبيعي لكي تستمر عملية الإشعال والإشعال لإنتاج الطاقة .
والكائنات الحية الدقيقة التي تتغذى تغذية ذاتية كيميائية (Chemoautotrophi) أو تغذية غير ذاتية ( Heterotrophic ) أو تغذية مختلطة (Mixotrophic ) أو تغذية مختلطة ( Mixotrophic) لتعطي المواد الغذائية والطاقة الحيوية هذه الكائنات تستغل الطاقة التي ثبتها النبات سابقاً بعملية البناء الضوئي في وجود اللون الأخضر.

والحيوان عندما يستخدم في إنتاج الطاقة، فإننا نستغل طاقة الغذاء فيه، التي سبق للنبات أن جهزها له بعملية البناء الضوئي في وجود اللون الأخضر .
مما سبق نفهم أن الرابط بين الشجر والخضرة والنار إعجاز علمي كبير يحتاج إلى علم ومختبرات وبحوث ودراسات متقدمة ، فهل كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عالماً بعلم الشكل الظاهر للنبات وعلم وظائف الأعضاء (فسيولوجي) للنبات والحيوان، وعلوم البيئة والكيمياء والفيزياء والجيولوجيا حتى يقرر هذه الحقيقة العلمية الهائلة في كلمات بليغة موجزة (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون ).
فهل بعد ذلك يشكك المرجفون في إعجاز القرآن الكريم ويطلبون منا أن نكف عن البحث بين كلماته لنرى المعجزات التي أودعها الله تعالى فيه والتي تستخدم الأسلوب العلمي المادي بين المادي في ترسيخ الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .
وهل للمسلمين من عبرة وعظة وصحوة علمية حتى يحققوا خلافتهم في الأرض وذلك بالعلم والبحث العلمي، أم أنهم آثروا الذل والصغار وقرروا أن يعيشوا عالة على أعداء الله، يفكرون لهم ويطعمونهم ثم يشككونهم في دينهم وقرآنهم ونبيهم وقوة الدفع الذاتية عندهم .
ولذلك ربطت الآيات بعد ذلك بين قدرة الله سبحانه وتعالى وهذه النعم، حيث قال بعد آية سورة يس السابقة مباشرة أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ {81} إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )[3]
ثم قال عقب آيات سورة الواقعة : ( نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للموقين فسبح باسم ربك العظيم ).
وهذا يدلل على أن الهدف والغاية من كل هذه الآيات هو إذعان العبد لله سبحانه وتعالى رب كل شيء ومليكه وأننا إذا أعددنا نعم الله علينا ما أحصيناها .
وأن من يكفر بهذه النعم فمآله إلى العذاب والنار ، ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومآله إلى الجنة والنعم المقيم .

آخر تعديل هٍقٌآآآوٍيَ يوم 07-01-2011 في 12:35 AM.