بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم الشيخ
عبدالله الوكيّل
مناسبات
الوفاء من أهل الوفاء لمن يستحق الوفاء من أجمل المناسبات وأطيبها ..
كلمة الوفاء كلمة
جميلة ، لا أظن أحداً
يكرهها ، أو يكره أمثالها
في ليلة من أجمل الليالي ، وأمسية تكامل فيها شعور الفرحة ، وأضاءت فيها
أنوار البهجة ، كيف لا ؟ وقد اجتمع فيها أحبة فضلاء ، تساوت وامتزجت
دموع الفرح ودموع أخرى !
شرفت بدعوة كريمة من
أخ كريم لحضور مناسبة وداع ، مناسبة تكريم ، مناسبة وفاء ،مناسبة لو جلست أحصر الكلمات لوسمها لما استطعت ..
ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ..
وردتني دعوته بأحرف رائعة أنقلها بنصها :
( أخي العزيز الغالي /
أبو تركي بمناسبة كرم ووفاء زملائي بتكريم
يوتشرفي بدعوتهم لي للحفل الذي يقيمونه على مسرح إدارة التربية والتعليم يوم غدالأحد في تمام الساعة التاسعة مساء ، فإنه يشرفني ويسعدني ويبهجني ويفرحني حضوركحفظك الله ، وأسأل الله أن يجعل ذلك في موازين أعمالك
)
يا الله !!
تأسرني مثل هذه الأحرف وتأخذ بلبي كل مأخذ ، وبالأخص أنها وصلت مِن شخص أبادله
نفس الشعور الذي ترونه
في رسالته ، فبارك الله تعالى
فيه وفي الجميع .
حاولت قدر المستطاع لأشرف بالمشاركة في
حفل التكريم ولو باليسير ولكن احترت ! رجل بهذا القدر في نفسي
ماالذي أستطيع أن أهديه ؟
لاأكتم سراً أنني
راسلته شخصياً مستأذناً حول رغبتي بالمشاركة ، وثواني وتصلني رسالة
تماثل ماقبلها من المحبة والإخاء :
( حضورك أكبر مشاركة وتشريف الله يحفظك )
والله لم أستطع أن أقول شيئاً ، فأجمعت أمري بعون
الله تعالى في
حضور المناسبة ..
الأخ الكريم والشيخ العزيز /
سليمان بن عبدالرحمن الدخيّل أبو عبدالرحمن مدير إدارة التربية والتعليم للبنات بمحافظة المجمعة سابقاً والذي تقاعد تقاعداً مبكراً
حفل
الوداع والتكريم كان يوماً ليس
كغيره ..
بدأت
طلائع المدعوين تصل القاعة وكل يأخذ مكانه ، ليصل المسؤول الأول في المحافظة سمو الأمير المحبوب الخلوق
عبدالرحمن بن عبدالله آل سعود محافظ محافظة المجمعة ، ليكتمل العقد بحضور نخب من الوجهاء و بعض رؤساء الدوائر
الحكومية والأهلية ،
وعدد من محبي مَن لأجله اجتمعنا .
الجميع
وبصوت واحد يقول لو فتح المجال للجميع بإعلان عام عن
حفل التكريم فقد نحتاج ساعات طوال لإقامة الحفل ، ومكاناًواسعاً لاحتواء
الجمهور المحب
بدأت
فقرات الحفل المعد والمنضم والمرتبقلما تجد له
مثيلاً إلا نادراً أقولها بكل ثقة ، فقرات تزاحمت فيها
العبارات والعبرات ، شعراً ونثراً ، إبداع في النصوص و الأداء ،
وكل من شارك يعتذر عن التقصير !
نعم
لن توفيك حقك قصائد ومطولات ، أو مقالات في صفحات ، بل الدعوات
لرب الأرض والسماوات هي التي نرضى بها .
وجاء الوقت ليعتلي منصة الإلقاء فارسال حفل ..
لا أخفيكم أن الأنفاس احتبست حينما تقدمت تلك
الطفلة -
ماشاء الله تبارك الله - لترحب به وتدعوه ليلقي كلمته وتقلده قلادة من زهور وورد جميل يستحقه وأكثر
ارتجل كلمته ارتجالاً تعمداً ولم يكتبها في ورقة كما أخبرنا لتخرج الأحرف من القلب وتقع في القلب بدون تكلف ،
كانت كلمته الرائعة درساً واسعاً ،وفوائد جمة ، تجلت فيها معاني التواضع ، معاني الأخلاق الطيبة ، معاني
الوفاء المتبادل ، وفاء الصديق لصديقه ، والصاحب لصاحبه ، بل الوالد لولده وذلك حينما قرأتلك الأحرف الجميلة التي سطرها ابنه
أنس على لسانه ..
ثم حان
وقت التكريم والوفاء لمن يستحقه ، لينهال
عدد ليس بالقليل من
الهدايا والدروع التي تخلد ذكرى ليس إلا ..
أعد وجمع عدد من محبيه
شذرات من سيرته وحياته العلمية والعملية فكان الكتيب جامعاً ناصعاً ليس هذا مجال للإسهاب في الحديث عنه لئلا يطول بي المقام لحجم
المسيرة الطيبة
أسهبت في الحديث عن وقائع الحفل لكنالواقع هو من أجبرني على هذه .
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
ولي مع حفل التكريم وقفات :
* المحبة في الله تعالى أساس يجب علينا أن نتربى عليه ونربي عليهأجيالنا .
* أي عمل يفقد ركنين مآله للفشل ، إذا فقد الإخلاص ،والمتابعة .
* الابتسامة رغم الألم لا يقدر عليها إلا الكبار بعقولهم .
* الوفاء شعار الرجال الصادقين في المحبة الخالصة لله تعالى .
* التواضع لباس يلبسه المسؤول والتاجر فيكسب محبة الجميع ، وهذا تمثل فيسمو الأمير ، والوجيه عبدالعزيز الشويعر وغيرهما من الحضور كثير.
* حسن التربية وتشجيع المواهب واستثمار المناسبات طريقة رائعة لابد منتنميتها .
* العمل لهذا الدين ولأجل الوطن لا يتوقف عند حد ، وعمر محدد .
* العلاقة والصداقة تقوى بعد تقاعد المسؤول وليس تتهاوى وتنتهي .
* تنوع الحضور من القريب والبعيد من محافظة المجمعة ، ومن القصيم ،ومن القويعية ، وغيرها ، شمول لنفع عام من شخص واحد .
*الأمانة والعمل الخفي يحتاج لمراقبة الله تعالى كل لحظة.
*المبادرة في العمل التطوعي طريق لايقوى عليه إلا الجادون .
*الذكر الطيب في الحياة وثناء الناس لعله من باب عاجل بشرى المؤمن .
* التكريم يكتمل وينجح إذا تم في حياة المكرم وليس بعد مماته .
*من يبني ثم يقف لتقاعد أو غيره فإنه يحمل من بعده كبير المسؤولية لئلا ينهد البنيان أو يتصدع .
* ما إن نشر تغطية حفل التكريم عبر الشبكة العنكبوتية إلا وتوالت الردود المعبرة عن الحب وصدق العلاقة والرابطة بين أبي عبدالرحمن وبين ثلة من محبيه .
وأخيراً : نسأل الله تعالى أن يمتع
الشيخ سليمان بالصحة والعافية ويعينه على أداء ما ينتظره بعد تقاعده من خدمة دينه ووطنه عبر مجالات كثيرة ، كما نسأل الله تعالى أن يجزي زملائه الأوفياء الذين بذلوا جهوداً كبيرة ليظهر الحفل بما يليق ،
والشكر لله تعالى أولاً وآخراً .
عبدالله بن سليمان الوكيل
إمام وخطيب جامع الشعيبة في جلاجل
[email protected]