06-26-2011, 09:30 AM
|
|
روابط لا تنكسر
مرحبا أصدقائي الكرام...
أتمنى أنكم بخير و سلامة و أرجو أن تكون كل أوقاتكم طيبة و سعيدة...
إنها ليست روابط كيميائية كتلك التي تتأثر بالعوامل الخارجية, بل إنها روابط يصعب على عباقرة العلم تفسيرها كما يجب ان يكون التفسير, و كما يشعر بها اصحابها حقا,و لقد عجزوا كثيرا عن سبر أغوار تلك الروابط فلم يجدوا لها سوى عنوانا واحدا و هو المحبة و حسب,إنها الروابط الإنسانية.
منذ أن خلقنا الله تعالى على كوكب الأرض خلق الله تعالى في قلوبنا أيضا مشاعر عديدة و أحاسيس عديدة تجاه البشر الذين يحيطوننا و كانت الروابط تقوى كلما مر الزمن و اشتدت كلما زادت المحن و كانت أعظمها تلك الروابط التي تجمع الأقارب و الأصدقاء.
و حين عثر بعض المنقبين على مخطوطات قديمة للفراعنة وجدوا فيها حكمة تنص على: "إن أردت المساعدة فاطلبها من صديقك و لا تطلبها من أخيك", و قال العرب قديما: "رب أخ لك لم تلده أمك", و هكذا كانت للصداقة مكانة جليلة في قلوب البشر منذ زمن بعيد لما تحمله العلاقة أو الرابطة من مشاعر نبيلة حقيقة و فضائل أخوية سامية.
و لكن إن كانت الأخوة أفضل في رأي البعض فأنا أعتقد أن هناك كثيرين ليس لديهم أخوة و لكن لابد أن لهم أصدقاء لا يمكنهم نسيانهم و لا يمكنهم التخلي عنهم وقت المحنة و إلا سيجد نفسه وحيدا في وجه غدر الأيام و أقدارها المتلاحقة.
و لكن و مادام الامر لازما أن تجد لك صديقا حسنا فلابد أن تحسن اختياره و تجربه في المصاعب,فالأزمات تظهر معادن الناس الحقيقة,فاختر صديقك الصالح و اهجر صديق السوء, و أحسن معاملته فتحسن علاقتك به, و أن هم يوما على أذى أو ضرر قد يفقدك إياه امنعه و خذ بيده فتنجوان معا.
إن الصداقة الحقيقية هي وردة يسقيها الإخلاص و حبل متين لا يقطعه سوى الموت.
و من هنا فلتأخذ العهد على نفسك أن تبقى الصديق الذي تحب أن يكون لك مثله, و عندها ستجد صديقا مثلك يفتح لك ذراعيه و يمد لك يد العون عند الحاجة, و كلما أخلصتما لبعضكما أكدتما على أن رابطتكما لا تنكسر.
|