ـــــ بالطاعة تصفوا النفوس ــــ
ما أجمل الحياة بالطاعة ، والأنس بها والفزع إليها
المتأمل بحال الدنيا وزخرفها يقف وقفة تأمل وتفكر يتذكر ويتذاكر يذكر نفسه ويذكر غيره لماذا خلقنا ؟ سؤال يجول في خواطر الجميع والكل يعرف إجابته لا هوادة ، وكلنا يعرف
ويتلوا قول الله تعالى
( وما خلقت الجن والإنسإلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أنيطعمون ) الذاريات .
فهذه أيه صريحة بأن الله خلقنا للعبادة وحق علينا الامتثال وعبادة الله عز وجل وتذاكر الآخرة وعدم نسيان الموت الذي تناساه الكثير منا
ولقد أحسن القائل:
إن لله عبادًا فُطـــنا ** طلقواالدنيا وخافوا الفتنـا
نظروا فيها فلما علموا ** أنها ليست لحي وطنـــا "
إنها طاعة الله عز وجل فيها تصفو النفوس وترق القلوب وترتاح بها الأبدان ، بها الراحة الحقيقية والسعادة التي يبحث عنها الكثير منا في شتى الوسائل والسبل الموصلة إليها .. فمنا من يبحث عنها في السفر والسياحة ، ومنا من يبحث عنها في الخروج لنزهة برية ، والبعض يبحث عنها عياذا بالله في عصيان الله ضناً منه بأن هذه سبل السعادة
لكن هناك تساؤلات
ما هي السعادة الحقة ؟؟
وما هي السبل الموصلة إليها
وكيف نجد السعادة التي نرجو نيلها والفوز بها
إن السعادة الحقة هي عبادة الله عز وجل وإتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وسبل السعادة كثيرة فمن أراد أن يجد مسالك السعادة فهي بطاعة الله والسير على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإتباعها ..
نجد السعادة بالله والعيش مع الله
نجد السعادة بالطاعة والعبادة
نجد السعادة في إتباع كل أمر
نجد السعادة باجتناب كل نهي
إن للبعد عن المعاصي لذة لا يعرفها إلا من جرب البعد عن كل معصية
ولمن لا يعرف مضار الذنوب يقرأ القرآن ويتدبر معانيه
ويقرأ في سيرة نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم ويجتنب كل ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم
وهناك من الكتب الكثيرة التي أجاد كتابها في الكتابة عن آثار الذنوب والمعاصي ..
ومن ضمن الذين كتبوا وأجادوا في ذلك
كتاب
(( آثار الذنوب على الأفراد والشعوب ))
للمؤلف
ـــ عبد الهادي بن حسن وهبي ـــ
فقد أجاد جزاه الله خيراَ في هذا الكتاب الذي أوصي نفسي وجميع المسلمين بقراءته لأنه بإذن الله فيه فائدة عظيمة
عزيزي القارئ
تأمل في هذه الدنيا ، وتذكر بأنه لا سعادة بها إلا بطاعة الله وإتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
فالآيات كثيرة ، والأحاديث كذلك التي تدل على أن السعادة الحقة في الطاعة والعبادة
وهمسة في أذن القارئ العزيز
هل أنت بشوق للقاء الله وأنت في هذا الحال ؟؟
أم أنك تخشى لقاء الله وأنت على هذا الحال ؟؟
تذكر بأنك ملاقيه
وتذكر ما ذا قدمت للقائه
فهذا لقاء الله فأستعد للقائه
ولو أن أحداً منا سوف يقابل مسئولاً بماذا سوف يقابله ؟
يستعد باللباس الجديد والروائح الجميلة ويدخل عليه بأحسن حال
فهل الحال مع الله ولقاءه مثل هذا الحال ..
أستعد للقاء الله بنقاء عن الذنوب
وأستعد للقائه بعمل الصالحات
واجتناب المحرمات
فإنك أنت الرابح ولا أحد سيربح معك فكل نفس بما عملت رهينه
فأعمل قبل أن يحين الرحيل
وأسعد نفسك بالطاعة
فإن سعادة نفسك بها
رزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل ، ورزقنا الله الهداية والصلاح ، وجنبنا الله عصيانه ، وأصلح قلوبنا جميعاً ، وختم لنا في هذه الدنيا بخير ، ورزقنا الجنة يارب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين