عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2011, 10:18 AM   رقم المشاركة : 4
ILL
عضو متألق





 

الحالة
ILL غير متواجد حالياً

 
ILL عضوية لديها صيت بسيطILL عضوية لديها صيت بسيط

شكراً: 0
تم شكره 585 مرة في 210 مشاركة

 
افتراضي رد: أعلمت أن الناموس هو جبريل عليه السلام ؟

بارك الله فيك أخي الكريم وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
فقط للاضافة ان شاء الله و أنا لا أقصد بذلك التعقيب ولا للاستدراك أن أهل الكتاب هم الذين يطلقون الناموس على جبريل أما المسلمين فاسمه مذكور في كتاب ربنا أنه جبرائيل أو جبريل كما في حديث عمر المشهور .فما معنى كلمة ناموس ولماذا أهل الكتاب يطلقونه على جبريل ؟
الناموس هو من مادة نمس ناموس وهو الرجل صاحب سره الذي يطلعه على باطن أمره ويخصه بما يستره عن غيره .كما في مختار الصحاح .

والناموس قد يطلق ويراد به المعنى الطيب وقد يطلق ويراد به المعنى الخبيث.
وهذا سيتضح جليا في تعريفه اللغوي قال ابن منظور في لسان العرب:
والنامُوسُ: بيت الراهب ، ويقال للشَّرَكِ نامُوس لأَنه يُوارَى تحت الأَرض. وقال الراجز يصف الركاب - يعني الإِبل - : يَخْرُجْنَ من مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسِ تَنْمِيسَ نامُوسِ القَطا المُنَمَّسِ.
والنَّامُوس وِعاء العِلْم ، والنَّاموس جبريل صلى اللَّه على نبينا محمد وعليه وسلم ، وأَهل الكتاب يسمون جبريل عليه السلام الناموس ، وفي حديث المَبْعَث أَن خديجة رضوان اللَّه عليها وصفت أَمر النبي صلى اللَّه عليه وسلم لِوَرَقَة بن نَوْفَل وهو ابن عمها وكان نصرانيّاً قد قرأَ الكتب فقال: إِن كان ما تقولين حقّاً فإِنه ليَأْتِيه النامُوس الذي كان يأْتي موسى عليه السلام. وفي رواية إِنه ليأْتيه النَّاموس الأَكبر.
قال أَبو عبيد: النامُوس صاحب سر الملِك أَو الرجل الذي يطلعه على سِرِّه وباطن أَمره ويخصه بما يستره عن غيره.
لسان العرب/ مادة: نمس

فهذا المعنى الطيب الذي قد يحمل عليه .
أما المعنى الخبيث ففي نفس المادة في لسان العرب قال ابن منظور :
والنَّامُوس ما يُنَمِّسُ به الرجل من الاحْتِيالِ ، والنامُوسُ المَكْرُ والخِداع ، والتَّنْمِيسُ التَّلْبيس ، والنامِسُ والنامُوس دوَيْبَّة أَغْبَرُ كهيئة الذَّرَّة تلكع الناس ، والنامُوسُ قُتْرة الصائد التي يَكْمُن فيها للصيد ، قال أَوس بن حجر:
فَلاقَى عليها من صُباحٍ مُدَمِّراً لِنامُوسِه من الصَّفِيح سَقائِفُ.
فاذا تبين هذا رحمك الله لزم ترك اطلاقه على جبريل عليه السلام وذلك أولا لأن الكتاب العزيز جاء باسم جبريل مصرحا به فلا يجوز ترك ما جاء به الكتاب لاسم أخذناه من معنى من معان اللغة .

ثانيا : أن الناموس انما أطلقه أهل الكتاب على جبريل عليه السلام فلا ينبغي لنا أن نطلقه عليه اقتداءا بهم لأننا لنا فيهم ثلاث مذاهب وهي معروفة فنتوقف فيما جاء عنهم سيان وأن كلمة ناموس كما أسلفت قد تأتي وقد يراد بها المعنى الخبيث فبهذا الاعتبار لا يجوز اطلاقه على جبريل عليه السلام .
ثالثا:/إننا كثيرا ما نمتع عن إطلاق ألفاظ أصلها اللغوي صحيح ولو أطلقناها في الموضع الذي نمتنع عنه لما كن في ذلك من حرج، كإطلاق الحيوان على الإنسان على اعتبار الحياة فيه، أو كإطلاق الدابة على الإنسان، على اعتبار أنه من الأمم التي تدب على الأرض، وكذلك هناك بعض الألفاظ التي قد نتجنبها إما لأنها تدل على معنى الخسة كالحيوان أو الدابة، أو تدل على معنى آخر وقد تكون مسمى لذات معينة إطلاقها لغة عليها صحيح ولكننا نتجنب ذلك لأن العرف معتبر عندنا، حتى أن هناك بعض الألفاظ القبيحة التي نعدها من الرذائل هي حقيقة صحيحة ولا بأس في إطلاقها قط وقد أطلقها أهل لعلم من قبلنا ومنهم علامتنا ابن القيم رحمه الله في بعض كتبه.
فالخلاصة أننا من باب أولى أن نجتنب ذلك حفظا للمنطق، وينبغي أن نعدل عن موطن الشبهة في إطلاق هذا اللفظ.
تحياتي والسلام عليكم .

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ILL على المشاركة المفيدة: