06-11-2011, 09:02 PM
|
|
حكم العمل بالحديث الضعيف //
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام غلى نبيه الكريم وبعد :
حياكم الله اخوان دمتم في حفظ الله دوما وأبدا ان شاء الله , هذا موضوع فيه مسألة العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال:
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ...
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ...
َيا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ...
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ...
فإن خير الحديث كلام الله، وخير الله الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة
ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
هذه مسألة مهمة جدا في علم الحديث أرجو أن أسدد في الوصول الى الصواب .
هل يجوز الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأ عمال؟
عمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال هذه مسألة تعددت أقوال أهل العلم فيها واختلفت مذابهم .
فمن قائل يجوز مطلقا الاخذ به والعمل به في فضائل الاعمال ومنهم من قال لا يجوز مطلقا .
وتوسط أخرون فقالو يجوز بشروط .هذا ما سنشرع بتوفيق الله في تفصيله.
العمل بالحديث الضعيف في الفضائل نقل النووي الامام الاتفاق على جواز العمل به ودفع هذا الاتفاق الامام القاري في كتاب شرح الشمائل.
قال لأن الضعيف يعمل به في فضائل الأ عمال المعروفة في الكتاب والسنة لكن لايستدل به على اثبات الخصلة المستحبة .
قال الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله بعد أن ذكر هذا واستملحه قال هذا من دقيق فهمه رحمه الله .يقصد القاري رحمه الله.
قال بعضهم
وان تجد متنا ضعيف السند فقل ضعيف أي بهذا فاقصد
ولا تضعف مطلقا بناءا على الطريق اذ لعل جاء
بسند مجود بل يقف ذاك على حكم امام يصف
بيان ضعفه فان اطلقه فالشيخ فيما بعد حققه
وان ترد نقلا لواه أو لما يشك فيه لا باسناديهما
فاتى بتمريض كيرى واجزه لنقل ما صح كقال فاعلم
وسهلو في غير ما صح موضوع رووا من غير تبيين ضعف وراو
بيانه في الحكم والعقائد عن ابن مهدي وغير واحد.
يقصد رحمه الله ان العلماء يتشددون في العقائد والاحكام و يتساهلون في الفضائل وسياتي ان شاء الله بعض اقوال الائمة في هذا .
حذر الامام مسلم رحمه الله من روايات القصاص
فقد روى في مقدمة صحيحه عن عاصم قال لا تجلسوا القصاص .
روى عن يحيى بن سعيد القطان قال لم نر الصالحين في شئ أكذب منهم في الحديث .
قال مسلم يعني أنه يجري الكذب على لسانهم ولا يتعمد ون الكذب .
قال النووي لكونهم لا يعرفون صناعة أهل الحديث فيقع الخطأ في روايتهم ولا يعرفونه .
المذاهب في الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال :
هي ثلاث مذاهب:
المذهب الاول : لا يعمل بالحديث الضعيف لا في الاحكام ولا في الفضائل ,
حكاه ابن سيد الناس في كتاب عيون الاثرعن يحيى بن معين ونسبه السخاوي في فتح المغيث
لأبي بكر ابن العربي والظاهر أنه مذهب البخاري ومسلم أيضا يدل عليه شرط البخاري في
الصحيح ,ويدل عليه شنيع مسلم على رواة الضعيف , ويدل عليه عدم اخرجهما في صحيحيهماشئ منه.
وهذا مذهب ابن حزم حيث قال في الملل والنحل :ما نقله أهل المشرق والمغرب أو كان عن كافة أوثقة عن ثقة
حتى يبلغ الى النبي صلى الله عليه وسلم الا أن في الطريق رجلا مجروحا بكذب أو غفلة أو هو مجهول الحال
قال : فهذا يقول فيه بعض المسلمين ولكن لا يحل عندنا القول به ولا تصديقه ولا الأخذبشئ منه.انتهى.
وهذا ما جنح اليه من المعاصرين الشيخ ابن عثيمين و الألباني وأحمد شاكر.
المذهب الثاني : يعمل بالحديث الضعيف مطلقا .قال السيوطي :وعزي ذلك الى أبي داود وأحمدابن حنبل لأنهما
يريان ذلك أقوى من رأي الرجال .
المذهب الثالث : يعمل بالحديث الضعيف في الفضائل بشروط .
ا- ألاّ يشتد ضعفه , فيخرج ما ينفرد به أحد الكذّابين , أو من فحش غلطه,أو من اتهم بالكذب .
ب- أو أن يكون أساسا مندرجا تحت عموم قاعدة شرعية كلية , فيخرج ماليس له أصل يندرج تحته , بل هو أمر ابتدائى.
ت- ألا يعارضه حديث صحيح , فيخرج ما وجد فى بابه ما يدفعه مما صح وثبت , وهو رأى ابن حجر , والسخوى , وغيرهما .
من أئمة هذا العلم الشريف.
قال ابن عبد البر : أحاديث الفضائل لا يحتاج فيها الى ما يحتج به .يعني الى الصحيح.
قال الحاكم : سمعت أبا زكرياء العنبري يقول : الخبر اذا ورد لم يحرم حلالا ولم يحلل حراما ولم يوجب حكما وكان في
الترغيب أو الترهيب أغمض عنه تسوهل في روايته ورواته .
لفظ ابن مهدي فيما أخرجه البيهقي في المدخل : قال : اذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والأحكام
شددنا في الأسانيد وانتقدنا في الرجال واذا روينا في الفضائل والثواب والعقاب سهلنا في الأسانيدوتسامحنا في الرجال.
ولفظ أحمد ابن حنبل في ما رواه الميموني عنه : أحاديث الرقاق تحتمل أن يتساهل فبها حتى يجئ شئ فيه حكم .
وقال العلامه أحمد شاكر في \" الباعث الحثيث \" (ص101):
\"وأما ما قاله أحمد بن حنبل ، وعبدالرحمن بن مهدي وعبد الله بن المبارك : \"إذا روينا في الحلال و الحرام شددنا ، وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا\" فإنما يردون به – فيها أرجح ، والله أعلم – أن التساهل إنما هو في الأخذ بالحديث الحسن الذي لم يصل إلى درجة الصحة ،فإن الإصطلاح في التفرقه بين الصحيح و الحسن ، لم يكن في عصرهم مستقرا واضحا ، بل كان أكثر المتقدمين لا يصف الحديث إلا بالصحه أو بالضعف فقط\"
الــراجح من أقوال أهل العلم :
ما جنح اليه الدكتور عبد الكريم الخضير في كتابه (الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به) بعد ذكر الخلاف في هذه المسألة ”ومن خلال ما تقدم يترجح عدم الأخذ بالحديث الضعيف مُطلقاً لا في الأحكام ولا في غيرها لما يلي :
أولاً : لإتفاق علماء الحديث على تسمية الضعيف بالمردود .
ثانياً : لأن الضعيف لا يُفيد إلا الظن المرجوح ، والظن لا يُغني من الحق شيأً .
ثالثاً : لِما ترتب على تجويز الاحتجاج به من تركٍ للبحث عن الأحاديث الصحيحة والاكتفاء بالضعيفة
رابعاً : لِما ترتب عليه نشؤ البدع والخُرفات والبعد عن المنهج الصحيح“والله أعلم .
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه , وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألااله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك.
تحياتي.
|