06-04-2011, 08:17 PM
|
رقم المشاركة : 2
|
شكراً: 0
تم شكره 585 مرة في 210 مشاركة
|
رد: //لامع // قصة من تأليفي ..
الفصل الثاني:
كانت احدى العائلات النيلة تعيش في قصر عظيم في مدينة
سباطة وتتكون من الأتي :
الأب صخر. وزوجته راضيا .وكان لهما ابنة اسمها لؤلؤة
كانت في غاية الجمال الا أنها فيها شئ من الغرور بخلاف أخيها
فارس فقد كان على ما أوتي من الحسن في الخلقة كان رقيق
القلب حسن الأخلاق لا يؤذي أحدا حتى ولو ظلم, فقد كان
يواجه الظلم بنقيضه والسئ بالحسنى كان ااااية في الأخلاق حتى
أن الخدم كانوا يحبونه كثيرا وله في قلوب الناس مكانة
عالية جدا لتصرفاته وحسن معاملته .
أما لؤلؤة فكانت تقسو على الخدم .
ولهم من الخدم عائلة من زوجين وبنت.
الأب أنس, وزوجته صفية ,وبنتهما راجية ,وكل واحد منهم
لديه فريق من الخدم يقوده ,.
صفية مكلفة بأعمال المطبخ ولديها عشر من الخدم خمس اناث
وخمس ذكور .
وأنس مكلف بأعمال الخارج, خارج القصر من التسوق و
أعمال البساتين وشئ من هذا القبيل وله خمس رجال
يقودهم .
راحية مكلفة بأعمال التنظيف ولها ست بنات في نفس عمرها
16سنة تقودهم .
فكانت لؤلؤة تقسو عليهم كثيرا وكانت كلما سمع لها صوت تجل
فلوب الخدم فيسرعون يبادرون العمل .بخلاف فارس فكان
محبوبا وكان كلما سمع له صوت انشرحت صدور الخدم ويبادرون
اليه حتى أنه كان اذا وجدهم في شقاء يمد لهم يد
العون ,ويساعدهم فيه وكانو لا يفتؤون يمنعونه من ذلك
ويأبى الا أن يساعدهم فلأجل ذلك امتلك قلوبهم وقلوب الناس.
فارس له من العمر 18سنة له حلم يطارده وهو أن يركب
البحر ويتمتع بأمواجه .
لؤلؤ لها 15 سنة, كانا يدرسان بالمدرسة الخاصة في وسط
المدينة مدرسة المفازة وفيها جناحان جناح خاص بالذكور
وجناح خاص بالاناث .
ذات صباح استيقظ فارس وكعادته مر على الجميع الخدم يبارك
لهم اليوم :صباح الخير .
وخرج من القصر متوجها نحو لسيارة التي يركبونها الى المدرسة
فوجد أنس كالعادة ينتظرهما ليوصلهم .
صباح الخير أنس .كيف حالك اليوم ؟
أنس :صباح الخير سيدي الصغير بخير والحمد لله , أين أختك لؤلؤة
؟
هيا أسرع أيها العجوز اركب كفاك حديثا ,قالت لؤلؤة من
داخل السيارة .
أنس :حاضر سيدتي الصغيرة ,هيا يا فارس اركب يا بني .
هكذا تمر الأيام على هذا المنوال ,حتى ذلك اليوم المشؤوم
الذي أدخل في قلوب الخدم والناس غما وحزنا شديدا وملأه
بالأسى والشجى .كان يوما عظيما وطويلا على العائلة
النبيلة .
خرجت الأم راضية مع ابنها فارس الى البحر للتفسح في يوم
مشمش , وفي الشاطئ اقترح فارس على أمه قال :ما رأيك أماه
في جولة في البحر؟
قالت الأم :تعلم أني أخاف من الأمواج ,وأصاب بدوار وسط
البحر , انا اااسف فارس لا أستطيع .
فارس: هيا أمي أرجوك فأنا لم أركبه في حياتي وانت تعلمين
أني ما خرجت معك الا للركوب فيه ,أرجوك أمي...
الأم :طيب لكن أنا لن أركبه ,ستذهب بمفردك مع سائق
القارب ,تجول جولة صغيرة وترجع .
فارس في فرح شديد :حسنا شكرا لك يا أمي شكرا جزيلا .
الأم :لكن بشرط...
فارس: ماهو يا أمي؟
الأ:ألا تخبر والدك اني سمحت لك بهذا ..
فارس: حاضر حاضر يا أمي ..
فاستأجرت الأم جماعة من الناس ليرافقوه في جولته ..
فركب فارس مع السائق بعد أن استوصت الأم عليه كثيرا ,و
أعطت السائق أجرة زائدة على المطلوب ..
عم السرور قلب فارس وكان حلمه أن يركب البحر قد تحقق
أخيرا بفضل الله ثم أمه التي سمحت له... واستأجرت جماعة من
أجل ذلك ..
بينما هم كذلك في وسط الأمواج اذ رفعت اشارات في المنارة
وسمعت أصوات من أبواقها تقول أخرجوا من البحر .. أيها
الناس من كان في البحر فليخرج على الفور ...قد بلغنا
أن مارد البحر استيقظ ... وبعد دقائق سيخرج على متن
البحر ...فحفاظا على سلامتكم فلتخرجوا الان وفورا ..
فأخذ الناس يهرعون الى الشاطئ وهم في فزع شديد وفارس ما
يأبه لذلك و أمر السائق أن لا يرجع حتى تنتهي
جولته ..والسائق خائف يقول: يا سيدي هذا المارد يأكل
أرواح الناس وطعامه المفضل لحوم البشر..وما يستيقظ الا
بعد عشر سنين .. أرجوك سيدي دعنا نرجع ..
فقال فارس:أنا لن أرجع ,ولا أريد اجبارك على مرافقتي,
فان كنت ترغب بالرجوع فلتركب مع أي واحد من أصدقائك
قبل أن يذهبوا جميعا ..
فأطرق السائق ساعة ... ونظر اليه وقال سيدي أرجوك فأنا
خائف عليك أكثر من نفسي وما كنت لأرحل من دونك.. ياالهي
ماذا أقول لأمك اذا رأتني من دونك ؟؟
فارس : أيها السائق ما هو حلمك ألديك حلم ؟
السائق : أأ؟
فارس:قلت ألديك حلم ؟؟
السائق : نعم
فارس: ماذا كنت ستفعل اذا حيل بين
ك وبين حلمك ؟؟
السائق في حيرة لا يدري ما يقصد وماذا يريد فارس من ذلك
فقال :سيدي ماذا تقصد ؟؟
فارس: حلمي هو أن أركب الأمواج و أتمتع بالبحر تحت دفئ
الشمس .. أعلم أنه ليس حلما كبيرا ولا مستحيلا فالكل
يستطيع ذلك ..لكن بالنسبة لي هو كذلك, لأن الشئ الوحيد
الذي حرمته هو ركوب البحر ..وذلك أن والدي منعني من
ذلك ..حقيقة لا أعرف لماذا؟ لكن الظاهر أن وراء ذلك
قصة ..فهو لم يحرمنا من أي شئ الا ركوب البحر ..
السائق: الظاهر أنه يخشى من مثل هذا اليوم ..
فجأة علا البحر حتى لم يرى له سقف ..وصرخ من كان فيه ولم
يخرج بعد النجداااااا
وأسرعو في الخروج ... وفارس رأى مالم يره في حياته ...أمه
في حيص بيص تلطم خدها وتصرخ وتطلب النجدة له, ابني أين
ابني ؟؟ تصرخ على شرطة الشاطئ .
السائق جف حلقه و فقد صوته.. والعرق عليه كأنه وضع على
جمرة من نار لا ينقطع .
خرج المارد فرأه من كان وسط البحر ومن كان في
الشاطئ ...طلبت شرطة البحر النجدة من جميع قوات
المدينة ..فتجمدت الحركة وسط البحر ..فكل من كان يريد أن
يخرج.. يسرع المارد نحوه ويلتهمه في لمح البصر .. ..الظاهر
أن للمارد عقل .. فارس تفطن لذلك علم أنه يفكر ولا
يبعد أن باستطاعته الحديث ..فقال فارس للسائق : أنحو بنا
نحوه ..
فقال السائق : أمجنون أنت يا سيدي ماذا تقول أتريد أن
تكون طعاما له ؟؟
فصرخ فارس وما علم عنه أنه صرخ في يوم ما...
وقال: أتريد أن تموت هكذا ...نحن سنكون طعامه لا
محالة ..يجب علينا أن ننقذ ما أمكن من أرواح الناس ..
قال السائق : وما ذاك يا سيدي ؟ ماذا تريد أن تفعل ؟
فارس: ثق بي و أنحو نحوه ..
فحرك السائق في وجل شديد القارب ..فلما سمع المارد قاربهم
التفت اليهم و أراد التهامهم .. فرأى أن القارب يتجه
نحوه وفارس عازم لا يعرف في وجهه خوف ولا مهابة, والسائق
يكاد يمود من شدة الهلع ..
فلما وصلوا الى المارد ,توقف القارب..
وقال فارس : أيها المارد أنا أقدم نفسي فداءا لأرواح
الناس ... وسكت.
فالمارد لا يجيب ..ولا يتحرك..
فأعاد فارس عليه :أيها المارد أقدم نفسي فداءا لأرواح
الناس...وسكت .
والمارد لا يجيب .. ولا يحرك ساكنا..
وأعاد عليه للمرة الثالثة :أيها المارد أقدم نف......
قبل أن يتمها قال المارد أيها الأحمق لماذا ؟ لماذا تريد
أن تضحي بنفسك من أجل الأخرين ...
والناس في استغراب هائل وقي تساؤلات كثيرة أيستطيع المارد
أن يتكلم ؟ كيف ؟
قال فارس : لا أريد أن يموت الناس بسبي ..
المارد : ما كنت لأخرم عزيمة المضحي بنفسه .. واني لمنفد لك
ما أردت ...
ستذهب معي وتكون فداءا لهم ..
فارس: شكرا لك أيها المارد قال ذلك في فرح شديد ..
والناس من حوله والسائق في بكاء عميق :لا.. لا تذهب نحن لا
نريد أن ننجوا ..نريد أن نموت معك ..
السائق : أيها المارد خذني بدلا عنه ..
الناس جميعهم يردون في عزيمة لا منتهية :خذني و أبقي على
حياته أيها المارد ..
فقال فارس : أيها الحمقى ... لمن تظنون أنني أفعل هذا ...
اخرجوا الان من البحر .. من كان يحبني فليخرج حالا من
البحر ولينجو بنفسه .. ومن كان يكرهوني فليبقى ...
فأخذ الناس يخرجون الواحد تلو الأخر والنحيب يعلو صوتهم
مع بكاء شديد ..
فلم يبقى الا المارد والقارب الذي عليه فارس
والسائق ..فأدخل فارس يده في جيبه و أخرج قلادة وأعطاها
للسائق وقال له أعط هذه لأمي, وقل لها أنا لم أمت ..و
أنا سعيد جدا كونك سمحت لي بهذه الجولة ,وأن هذا اليوم هو
أسعد يوم في حياتي ..قل لها ..........شكرا يا أحلى و
أغلى أم عرفتها الدنيا..............
السائق : والدموع تسيل على خده تسيل :حاضر يا سيدي...
فقفز الى البحر وتوجه القارب الى الشاطئ ..هو أخر قارب
يخرج من البحر ..
فالتقمه المارد وغطس ليأخد سباته المعهود فهو ينام عشر
سنين ويخرج ..ليتغدى على أرواح البشر ..
امتلأت السما بالطائرات والشاطئ بالدبابات ..لكن بعد
فوات الأوان ...الأم تبحث عن ولدها بين الناس وتسأل عليه
ولا أحد يجيب ..كلما سألت واحدامن الجماعة التي كانت
برفقته بكى ...وهي في كمد أحست أن هناك شيئا ما ...حتى
وصل السائق ولمحته فأسرعت اليه.. أين فارس ؟أين
ولدي ..فأخذت تشنقه ألم أئتمنه عليه ..ألم أوصيك عليه؟
أين ولدي؟ أين فارس ؟
فقال السائق وهو لا يكاد يرقأ له دمع : اني أغبطك سيدتي
على ابنك .. ما رأيت أنبل منه قط ..
الأم: أعد لي ولدي هذا الكلام لن يرجعه الي ..أين ولدي..
أخرج السائق القلادة وقال هذه أخر وصية له ..وانه قال لي
أنه ما سعد قط كسعادته اليوم ..وأنه سعيد لأنك سمحت له
في ركوب البحر.. وأنه لا يريدك أن تبكي عليه فانه لم
يمت ..وأنك أفضل أم عرفتها الدنيا ..
فحينئذ صرخت الأم وأخذت تبكي والقلادة في يدها وتقول لن
أسامح نفسي لن أسامح نفسي, أنا السبب, أنا السبب فيما
حصل لك يا فارس ...
فلم تسطيع الرجوع الى البيت ..أخذت طريقا أخر وخرجت بعيدا عن المدينة .. وهي الان من المفقودات .. ووضعت العائلة عليها مكافئة خيالية لمن وجدها ...
انها الان تسكن في حتش صغير ...بعيد عن المدينة والناس ... فلهذا كانت تبكي على الصبي ..
انتهى الفصل الثاني وهو فصل طويل شيئا ما ..وهو عبارة عن ذكريات العجوزة راضية التي كانت سيدة القصر و أم فارس ..التي وجدت الصبي .
في الفصل القادم يستيقظ الصبي ..سنعرف شيئا عنه ..
يتبع بفضل الله..
|
|
|