الكشف عن مذكرات قناص جنّده القذافي لقتل أهل مصراتة
الاثنين 16 مايو 2011
مفكرة الاسلام: عثر أحد الشباب الليبيين على مذكرة سوّدت أغلب صفحاتها بيوميات سجلها أحد الجنود الذين استقروا أعلى بنايات الشارع، وذلك بعد خروج قناصة كتائب القذافي من شارع طرابلس في مدينة مصراتة.
وجاءت المعلومات التي تضمنتها تلك اليوميات في 84 صفحة، وشملت الحديث عن تفاصيل ما وقع لمحررها منذ انطلاقه مع رفاق رحلته من طرابلس إلى مصراتة، عبر الطريق الساحلي ظهر الجمعة 1-4-2011، حتى الأحد 10-4-2011.
وتوقع الكاتب الصحافي الليبي عبد الله الكبير أن هذا القناص المرتزق ربما يكون قد قتل أو أسر أو لاذ بالفرار تحت وطأة هجمات الثوار، ولم يسعفه الوقت ولا النار ليحمل يومياته معه.
وأخبر عبدالله الكبير الذي قرا هذه المذكرات "العربية.نت": "الجندي صاحب المذكرات من طوارق "أوباري" ويبدو من خلال ما سطره أنه على قدر لا بأس به من التعليم والثقافة، لكن ذلك، لم يدفعه إلى إعادة التفكير في جدوى وشرعية الحرب التي يخوضها بعيدًا عن موطنه".
وقال الكاتب الصحافي إنه من بين السطور يتجلى إيمان هذا القناص المطلق بالديكتاتور القذافي وخطبه، حيث يصف الثوار بالجرذان ومتعاطي المخدرات والزنادقة، ولم يهتز هذا الإيمان إلا عند سماعه التكبير يعلو من المساجد، ولكنه لم يتبع شكوكه اللحظية باحثًا عن شاطئ اليقين.
وكشفت هذه المذكرات أن صاحبها لا يدرك معنى الحرية والكرامة، حيث لا يهتم إلا بالماديات، يتجلى ذلك في لومه الشديد لأهل مصراتة على إفسادهم لمدينتهم الجميلة والنظيفة، حسب قوله.
وأصرّ القناص المرتزق على إظهار تدينه ومداومته على الصلاة في كل وقت ومهما كانت الظروف، ثم يناقض ذلك بحديثه عن الغنائم والمسروقات التي ينهبها هو وأصحابه من المحال القريبة من مكان تمركزهم.
ومن خلال كلام الجندي على قبائل الطوارق ومعرفته الجيدة لهم، اتضح غياب معنى الوطن عنده، لأنه لم يذكر ليبيا مطلقًا لا بشكل مباشر، ولا غير مباشر.
ويتضح من المذكرات أن القذافي وعد الجنود المقاتلين معه بوعود سخية كما يقول صاحب المذكرات: "وعدنا القائد بأشياء كثيرة بعد أن يتم التحرير".
وتكشف المذكرات عن وجود مقاومة عنيفة من قبل الثوار، بعد تمركز القناصة على أسطح البنايات، حيث يكتب هذا القناص عن تنقله بين العمارات وكيف كان يتنقل وهو في وضع محنيّ خوفًا من قناصة المقاومين.
والله اعلم...~