الإنسان..هذا المخلوق الكريم الذي يستحق كل تكريم وكل تقدير أكرمه المولى سبحانه من فوق سبع سماوات (( ولقد كرمنا بني آدم وحملناه في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )).
وسخر المولى سبحانه له ما في السماوات والأرض جميعاً منه لخدمته ولراحته هذا المخلوق الكريم يستحق كل تكريم والله ولكن ماذا نقول عن واقع الحال: آه.. آه.. ولا ينفع قول الآه و لا حول ولا قوة إلا بالله فما نراه في هذا العصر مما يظلم فيه الإنسان أخيه الإنسان ليندى له الجبين ويسم أهل هذا الزمان بأقذع النعوت وأقدح العبارات، حيث قاموس اللغة كله لا يتسع لما نراه من انتهاكات لحقوق الإنسان في كل مكان والعراق وفلسطين عينا الأمة التي يحاولون فقأها وطمس معالمها، ولكن خسئوا فما عرف الحقيــقة ظالمٌ ميْت الضَّمير ولا جبانٌ أحمقُ يتعاملون مع البشر كالبهائم هنا وهناك وغوانتنامو أفظع إهانة للبشرية والإنسانية في مطلع هذا القرن ولتتأمل بعد ذلك المولى سبحانه وتعالى وهو الكريم القادر العظيم الجبار من بيده ملكوت السماوات والأرض كيف يخاطب الإنسان مستثيراً فيه عقله وحكمته موقظاً فيه ضميره وفطرته:
(( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك )) .
ما أعظم هذا الخطاب وما أبلغه وما أجمل ما يثيره في النفس أما تتحرك المشاعر والقلوب له؟..