بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتى الصحابي الكفيف عبد الله ابن أم مكتوم[1] إلى رسول الله, وقد كان عليه الصلاة والسلاممنشغل بدعوة كبار مشركي قريش إلى الإسلام، فقال ابن أم مكتوم للنبي: (أقرئني[2] وعلّمني مما علمك الله), وكرر ذلك مراراً, فضاق رسول الله بسبب مقاطعة هذا الصحابي لكلامه ودعوته, وعبس ثم التفت عنه, وهذا الصحابي أعمى لا يرى عبوس رسول الله, لكن الله عزّ وجل لم يرضَ لرسوله إلا الخُلُق الأكمل والأجمل فعاتبه بآيات قرآنية يقول فيها: [عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَنْ جَاءهُ الأعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى* أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى[3]]
وكان رسول الله صلىالله عليه وسلم كلّما رأى ابن أمّ مكتوم يقول: ((مرحبا بمن عاتبني فيه ربي))[4]
-------------------------------------------------------------------------------------------------
[1]وهو الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم من صحابةرسول اللهصلى الله عليه وسلمومؤذّن رسول الله مع بلال بن رباح, وكان ضريرا كفيف البصر.
[2] أقرئني: أي بلغني, ويقول العرب: أقرئ فلان السلام ... أي: بلّغ فلان سلامي عليه.
[3] سورةعبس
[4] مسند أبي يعلى