عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2011, 07:07 AM   رقم المشاركة : 4
just person
عضو فعال






 

الحالة
just person غير متواجد حالياً

 
just person عضوية تخطو طريقها

شكراً: 158
تم شكره 36 مرة في 14 مشاركة

 
افتراضي رد: اروع قصه رومانسيه (2)

كنت أفضل لو ارتدى هؤلاء الأقنعة مثل الجندي الأبيض.. فمناظرهم كانت فظيعة..
سرت خلف الرجل الصارم وسار إلى جواري اثنان ومن خلفي الاثنان الباقـيان.. وقطعنا مسافة طويلة بعض الشيء
مررنا بمزارع تحفها الأشجار وشاهدت بعض الأعمدة البعيدة جدا لم أعرف ماهيتها،، وظللنا نسير حتى بدأ قصر جميل في الظهور من بعيد..
كان رائعاً وكانت الأشجار التي تحفه عملاقة وقديمة فهي تضاهيه في الطول والجمال..
دخلت معهم تحت تهديد السلاح وقابلنا ثلاث فتيات فاتنات.. لكنهن صبغن شعورهن بأصباغ غريبة .. أبيض وسماوي والأرجواني أيضا.. كن يبدين مثل شخصيات أفلام الكرتون..
رحبوا بي واصطحبوني إلى مكان آخر.. بعيدا عن هؤلاء الأغبياء.. جلست على أريكة مريحة ..
و قالت صاحبة الشعر الأبيض والعينان الزرقاوان:
- أنت لندا الأميرة الجديدة أليس كذلك؟
لم أفهم شيئا ورددت الفتاة صاحبة الشعر الأرجواني:
- يالها من جميلة تعجبني عيناها إنها خضراء اللون .. إنه اللون الكوني .. وشعرها أنظرن.. أشقر كخيوط الشمس!
قالت الثالثة وكان شعرها أزرق فاتح وكذلك عيناها غريبتان تخاطبني:
- أتعلمين .. لا يوجد أحد في عالمنا كله يمتلك لون الطبيعة مثلك.. الشمس والشجر..
نظرت إلى بلاغتهن في وصفي وكأنني دمية باربي ..ولكنني بدأت الآن اقتنع أن الأمر حقيقيا وليس من تأليف شخص واحد..مجنون
وبدون سابق إنذار بدأت الفتيات بتمشيط شعري .. وإحداهن ذهبت لتحضر شيئا ..فقلت بسرعة :
- ماذا تفعلن؟
- نحن نجهزك حتى تقابلي صاحب الجلالة..
قمت واقفة بسرعة وقلت:
- ماذا؟ أنا لم أوافق على ذلك هيا دعوني أعود إلى منزلي ..
قالت إحدى الفتيات باندهاش غريب :
- سوف تكونين أميرة رائعة.. أنت لا يمكنك رفض الملك الشاب التي تتمنى فتيات "بانشيبرا" أن ينظر إليهم نظرة واحدة..
جلست في مكاني وقلت بغضب :
- حسنا أنا لم أوافق على خوض المغامرة!
- أتقولين عن هذا مغامرة؟؟ إنه لأمر رائع وعظيم جدا..
- لا
خرجت إحدى الفتيات وعادت ومعها ذلك الرجل أحمر العينين وقال:
- ألم يأخذ جاميان موافقتك؟
نظرت إليه وقلت:
- لم أفهم..
- ذلك الجندي الذي أرسلناه إليك ألم يأخذ موافقتك؟
- لا .. أنا لم أوافق..
- لماذا أخرجك إذا، ليست هذه هي الأوامر..
قالها بعصبية ثم فتح جهازا في يده وصاح بغضب :
- تالتن ، ذلك الغبي الذي أعطيناه مدة شهران ليحضر لنا فتاة لا تعلم شيئا عن الأمر.. هيا إذهب واقطع رأسه لقد فشل في المهمة..
شهقت الفتيات وصحت :
- لا إنتظر.. أنا أعلم كل شيء .. لقد وافقت .. أ .. إنه .. لقد أخذ موافقتي لكنني ..
صمت ذلك الغبي ثم صرخ ثانية في الجهاز :
- أحضره إلى هنا إريد أن أتفاهم معه..
لم أكن أريد أذيته.. لا أعرف لماذا قلت هذا مع أن رأسه المجنون لايهمني ..
وقفت حائرة أفكر في الموقف وذهبت مع الفتيات إلى غرفة واسعة وقالت الفتاة ذات الشعر السماوي :
- هيا بدلي ملابسك لأننا سوف نجهزك الآن..
ثم أعطتني قميصا داخليا قصيرا، دخلت إلى الحمام وبدلت ملابسي.. لم أنس بالتأكيد ورقة جاميان ففتحتها بسرعة ونظرت بداخلها.. مكتوب :
" لندا.. لا تخذليني ..
إن احتجت إلي في أي وقت فيمكنك الاتصال بي ، أشعر بالسوء حيالك ولكن هذه هي المهمة التي أسندت إلي .. إنهم يجعلون الآخرين يكرهونني دائما لقد كتبت هذه الورقة مسبقا وسوف أعيدك إلى وطنك هذا وعد..
رقمي هو ......."
كتب أرقاما غريبة لا تشبه أي أرقام رأيتها في حياتي فقد كانت تبدو لي مثل الكتابة الصينية أو الهيروغليفية .. قطعت الرقم بسرعة ورميت الورقة بعد أن قطعتها من النافذة ، ثم خرجت إلى الفتيات ، وجدت معهم امرأة جميلة عينيها بنيتان وشعرها بني أيضا.. ترتدي فستانا رائعا كحلي اللون مطرز بنقوش ذهبية غريبة ومدهشة تذكرني بصور فتيات النبلاء في العصور الوسطى.. وقالت إحدى الفتيات للأميرة:
- إنها لندا، جلالتك ..
ثم نظرت الفتاة إلي وقالت :
- سمو الأميرة لوليانا شقيقة ملك با نشيبرا العظيم..
نظرت إلي الأميرة وخاطبتني قائلة برقة:
- أشكرك أيتها الأميرة الجميلة على ما ستقدمينه من مساعدة من أجل شعبنا في بانشيبرا ..
ثم اقتربت وقبلتني على جبيني ..
شعرت أنا بالخجل وابتسمت ثم قلت بارتباك :
- إنه لشرف لي يا سيدتي.. أ.. أن أقوم بذلك العمل من أجلكم..
في تلك اللحظة دفع الباب شخص ما بقوة إلى الصالة الكبيرة،، شاب وسيم جدا نظر إلينا بإحراج وقد اندهش من منظرنا، وقفت بسرعة خلف الفتيات أختبيء لكنني شاهدته ..
قال الشاب بارتباك شديد :
- آآآ .. آسف.. آسف ..
ثم انصرف بعد أن كاد يصطدم بالبوابة.. كان شعره أسودا وناعما وطويلا بعض الشيء .. وسألت لأني لم أسمع ماذا قال من شده الخجل :
- ماذا قال؟
أجابت الأميرة :
- لقد اعتذر عن دخوله المفاجيء فهو لا يعرف القصر جيدا..
ثم أردفت تسألني:
- ألم تعرفينه؟
قلت باستغراب:
- وكيف لي أن أعرفه فأنا لم أقابل أي شخص حتى الآن...!
قالت الأميرة بتلقائية :
- إنه أفضل جنودنا في القصر الجديد، ويدعى جاميان .. هل عرفتيه؟ أظنه الشخص الذي كان مكلفا بمراقبتك وإ--------------------------------------------------------------------- حضارك..
صمت قليلا وقلت مستغربة :
- أتقصدين الجندي الأبيض ؟؟


ضحكت الأميرة وقالت :
- إن روسو رئيس جنودنا يفرض عليه ارتداء القناع لأن الفتيات عادة يغرمن به.. إنه ملفت للنظر ويجيد الحديث وهو شرس و قوي! لكن الرجال الآخرون يغارون منه ...
عادت الأميرة للضحك وضحكت الفتيات أيضا بحرارة ..
تسائلت:
- هل هو الذي اختارني؟ أم إن شخصا فعل ذلك وكلفه بمراقبتي؟
قالت الأميرة باسمة:
- هو من اختارك.. لقد أعطيناه مواصفات جميلة وأظن أن ذوقه كان رفيعا جدا..
ثم نظرت للفتيات وقالت بمرح
- أليس كذلك يا فتيات؟؟..
تكلمت الفتيات مع بعضهن بمرح ..
أما أنا فاستغربت قليلا وودت لو نظرت إليه لفترة أطول لا أدري لماذا راودني ذلك الشعور ولأول مرة في حياتي ... أنني مهتمة بشخص ما وأود مقابلته ثانية.. لقد اتهمته بالجنون لفتره طويلة ..
أنتهت الفتيات من تزييني ولبست ثوبا رائعا منسدلاًً .. قالت إحداهن أنني في غاية الجمال وكنت سعيدة بذلك ..
في الحقيقة لم أكن أتخيل تجربة رائعة كتلك .. لقد كانت حياتي مملة وغريبة وروتينية ليس عندي سوى صديقتاي ميرندا و إيميلي .. والجامعة ..
هكذا أصبحت تسير حياتي منذ موت والداي في تحطم طائرتهما الخاصة منذ خمس سنوات أجتهد في دراستي من أجل الدرجات العالية وأعيش في منزل واسع مخيف مع خادمتين وسائق وطباخة يصاحبني الملل والحزن .. وأحمل ثروة ضخمة ورثتها عن والدي يتحكم بها أعمامي بحكم أنهم يعرفون مصلحتي ولأني مازلت صغيرة وهم في الحقيقة ينهبون مال أبي الذي هو ملكي ..
بدأت بالفعل أستعد لمقابلة ملك بانشيبرا المنعزل..
كانت مهمتي سهلة جدا وهو أن أجعله يبتسم.. ولم أر مشكلة في ذلك .. قالت الأميرة لوليانا :
- لقد قمنا بدعوة الأمراء والسادة لحفلة الليلة .. أرجو أن تستطيعي إقناعة بالحضور، فسيكون ذلك إنجازا كبيرا لك ..
صحبتني الأميرة في دهاليز القصر الكبير ..
ثم طرقت على باب ضخم وفتح أحد الحرس وفورا سمح لها بالدخول .. ثم شاهدنا صورة كبيرة لرجل عجوز له لحية بيضاء طويلة وقالت الأميرة بحزن :
- إنه والدي الملك الراحل العظيم..
تطلعت إلى الصورة مرة ثانية ثم سرت خلفها حتى وصلنا إلى باب كبير منقوش بالذهب..
دخلت الأميرة ودخلت خلفها ورأيت شابا يعطينا ظهره ويتطلع من الشرفة الواسعة وحوله زهور جميلة..
نظرت إلي الأميرة نظرة ذات مغزى فعلمت أنه الملك الشاب ثم تنحنحت وقالت ..:
- كيف حالك الآن يا شقيقي سمو الملك ؟
رد عليها الملك ولم يلتفت إليها..
- بخير..
قالت شيئا آخر كانت تبدو مترددة وهادئة في نفس الوقت..
- سموك! لقد حضرت لك مفاجأة بسيطة .. فتاة من كوكب الأرض ،، في الحقيقة لقد وصلت منذ ساعات فقط..
عندها التفت الملك الشاب بهدوء ونظر إلي بشك فقالت الأميرة:
- إنها لندا يا سيدي وقد جائت من أجلك خصيصا، وتكبدت مخاطر الرحلة إلى هنا..
نظرت إليه .. كان شابا وسيما أيضا.. لكنه يبدو حزينا ومرهقا.. كان شعره بنيا وعيناه كانت عسلية فاتحة جدا.. ويشبه اخته إلى حد كبير
وقف واقترب مني ثم قال باندهاش وهو ينظر إلى عيني الخضراوين :
- حقا؟
قلت بتوتر:
- بالتأكيد يا سيدي..
عاد ينظر إلى أخته ثم قال بهدوء:
- لم لا نجلس؟
فرحت الأميرة لوليانا وقالت والفرحة تبدو على صوتها :
- نعم .. هيا لنجلس..
أمسك الملك بيدي وأجلسني على أريكة وثيرة وجلس إلى جانبي وجلست شقيقته على الأريكة المقابلة لنا ثم بدأ الحديث قائلا:
- عرفت أنك من الأرض.. لكنني لم أعرف لماذا جئت من أجلي؟
نظرتُ إلى الأميرة بارتباك فلم أعرف ماذا أقول ولكنني ابتسمت وأجبت:
- تريدني أن أرحل؟
اندهش الملك وقال بسرعة :
- لا.. أنا لم أقصد بذلك السؤال..
صمت قليلا فقلت :
- لقد جئت من أجل زيارتك، فأنا أحببت بانشيبرا مؤخرا رغم أني لم أبق فيها إلا بعض الوقت..
كنت أحاول أن أكون سياسية قدر الامكان....وشعرت أني منافقة ..
ابتسم الملك قائلا:
- هذا لطف منك ..
اعتبرت تلك الابتسامة نجاحا لصالحي وقالت شقيقته:
- لقد أقمنا حفلة على شرف الآنسة لندا الليلة..
صمتت، فقلت أنا مبتسمة :
- سوف تحضر.. أليس كذلك؟
- بالتأكيد..
قالها الملك الشاب بعد القليل من التفكير وبقينا معه لبعض الوقت حدثني فيها الملك عن مناظر بانشيبرا وتراثها.. عرفت عن تلك الأعمدة التي شاهدتها أنها من آثار بانشيبرا وأن طول العمود الواحد يبلغ مئات الأمتار ولكنه يبعد عنا مئات الأميال فنراه صغيرا ..
أمضينا وقتا رائعا ثم خرجنا .. قالت الأميرة لوليانا بسعادة غامرة :
- أشكرك يا آنسة لندا.. لقد فعلت الكثير.. أتمنى أن تواصلي هكذا حتى يوم تتويج الملك .. متأكدة من قدراتك في أنك ستجعليه يفعل ذلك..
قلت وأنا أسير إلى جوارها :
- يبدو أن الأمر سيطول..
- ليس كثيرا.. وسوف نعطيك ما تريدين..
- أنا لا أريد شيئا..
توقفت لوليانا عن السير وقالت بدهشة:
- لماذا تفعلين ذلك وأنت لن تحصلي على مقابل؟
قلت بلامبالاة:
- أفعل ذلك من أجل الشخص الذي طلب مني فعله، فقد كان طيبا معي..
- أهذا كل شيء.. فقط من أجل شخص واحد؟
- نعم..
- هل هو روسو؟
- لا
- من؟
- الشخص الذي طلب مني فعل الأمر..
- أهو أحد الجنود..
نظرت إليها وقلت مبتسمة :
- الجندي الأبيض...
- جاميان ؟ ذلك الــ ؟؟
سألت ذلك باندهاش كأنما تخاطب نفسها .. ثم تابعنا السير..

رد مع اقتباس